\r\n في يناير عام 1963 ابلغ كنيدي دبلوماسي فرنسي زائر أن الصين المسلحة نوويا تشكل تهديدا بالغا لمستقبل الإنسانية والعالم الحر والحرية على ظهر الكرة الارضية.وتتشابه كلمات كندى بشكل كبير مع تصريح بوش في يناير الماضي بان إيران ذات اسلحة نووية تمثل خطرا بالغا على امن العالم.حتى الآن تسمح ادارة بوش بشكل عاقل للمجتمع الدولي باتخاذ زمام المبادرة في الرد على التهديد الإيراني.وهذه الجهود الدولية لاقناع إيران بالتخلي عن طموحاتها النووية قد توقفت لكنها لا تزال واعدة.فقد ناقش مسئولو الاتحاد الأوروبي مؤخرا العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية ضد إيران للمرة الاولى وحضوا إيران على الانصياع لطلب الاممالمتحدة بوقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم.والإعلان الإيراني الاخير ان مساعيها لتخصيب اليورانيوم قد حققت انجازا كبيرا هو استعراض اكثر منه حقيقة ولن يعرقل بشكل كبير الجهود الدولية لوقف برنامجها النووي.في مطلع الستينات لم يكن أمام كنيدي الكثير الذي يمكنه عمله عن طريق الدبلوماسية.حيث لم تكن توجد معاهدة منع الانتشار النووي الموقعة عليها إيران ولم تكن الصين منضمة للأمم المتحدة.كما ان العزلة الذاتية التي كانت تفرضها الصين على نفسها عن بقية العالم كانت تجعلها في منأى عن اي قيود تجارية او عقوبات اقتصادية اخرى.وساعدت قلة الوسائل على دفع كنيدي الى العبث بالخيار العسكري.ويوضح هذا المسلك ولاسيما رغبته في تحالف دولي سري المخاطر التي يمكن ان تواجه الرئيس بوش.فقد فكر كنيدي في ضرب الصين الحمراء بشكل احادي لكنه كان يعتقد ايضا بان هناك فكرة اخرى جيدة.حيث اعتقد بانه يمكن اقناع رئيس الوزراء السوفيتي نيكيتا خروتشوف بالقيام بعمل عسكري لوقف البرنامج النووي الصيني.وكان المشهد المروع بشكل كبير لضربة نووية مشتركة هو ان تحلق طائرة اميركية واخرى سوفيتية معا فوق المنشات النووية الصينية وتسقط كل واحدة منها قنبلة عليها.ويمكن ان تنفجر واحدة فقط من القنبلتين مما يجعل من المستحيل تحديد اي من السلاح الاميركي او الروسي هو الذي حول المنشات النووية الصينية الى انقاض.و تذكر هذه الخطة بفرقة الرمي التي يطلق كل واحد فيها عدا فرد واحد الطلقات على الضحية.ويتعين على مخططي البيت الأبيض ان يكونوا على قناعة بشكل ما بان فرقتهم للرمي النووي يمكن ان تعفي الولاياتالمتحدة بشكل مماثل من المحاسبة الكاملة.ان عواقب قصف أميركي- سوفيتي للصين بما في ذلك حرب شاملة بين الصين وروسياوالولاياتالمتحدة هي بمثابة وقف العقل عن التفكير.فلو اخذ مسئولو ادارة بوش بلعبة الحرب التي كان يريدها كنيدي مع الصين فانه يمكن ادراك ان هجوما نوويا على مواقع إيرانية ومقتل ما يقدر ب10الاف يمكن ان يكون له عواقب رهيبة بشكل مماثل.وحتى لو كانت الولاياتالمتحدة قادرة على التصرف بشكل منفرد فان إيران من المحتمل ان ترد عسكريا على القوات الاميركية في العراق وفي اماكن اخرى في المنطقة وربما مع بلدان اخرى في الشرق الأوسط.كما ان على الولاياتالمتحدة ان تتوقع موجة غير مسبوقة من الإرهاب لاجيال قادمة.وفي هذا السياق فان نأي حلفاء أميركا في أرجاء العالم يمكن أن يكون مصدر كبير لقلقها.من غير المعروف ما اذا كان هناك نقاشات في واشنطن او تل ابيب بشان هجوم مشترك,وان كانت اسرائيل اليوم على خلاف روسيا في 1963 تبدو شريكا مستعدا.فاسرائيل التي ضربت المفاعل النووي العراقي في1981 لمنع العراق من تطوير اسلحة نووية مصممة على منع اسرائيل من الحصول على القنبلة حتى من قبل ان يعلن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد بانه يجب محو اسرائيل من الخريطة.بيد انه اذا كان على الولاياتالمتحدة ان تستغل الخبرة المعقولة لاسرائيل ومعرفتها بإيران للمساعدة في هجوم فان العواقب يمكن ان تتضاعف بشكل واضح.فتخيل فقط ان دولتين مشتبه بهم بالفعل في الشرق الاوسط بالتآمر على العالم العربي يصبحان بالفعل قوى مشتركة في الهجوم على بلد مسلم في اول استخدام للاسلحة النووية منذ الحرب العالمية الثانية.لقد استمر الجدل حول الصين في ادارة كلينتون خلال حكم الرئيس ليندون جونسون غير ان تقريرا استخباراتيا جديدا خفف من حدة الخطر سمح للمسئولين الاكثر تعقلا وهدوء بان يكون لهم الغلبة.وفجرت الصين اول سلاح نووي في 16 اكتوبر1964 و ثبت ان مخاوف كنيدي بان الصين يمكن ان تستخدم ترسانتها النووية للاستقواء بها في اسيا لا اساس لها.ويبدو ان الحظ سوف يلعب لعبته مرة اخرى الان وسوف تكسب الرؤوس الهادئة او المسئولين الاكثر تعقلا وهدوء الجدل الدائر الآن في واشنطن بشان إيران وسوف يتم وقاية العالم مرة اخرى من العواقب الكارثية التي يمكن ان تاتي من عجز رئيس على التمتع بالحنكة والدهاء. \r\n \r\n *محلل امني قومي سابق في جامعة هارفارد ويكتب تاريخا مغايرا لازمة الصواريخ الكوبية.خدمة كيه ار تي خاص ب(الوطن). \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n