حيث طلبت المستشارة إنجيلا ميركل، خلال اجتماع عقد ببرلين في ديسمبر المنصرم، من وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس تفسيرا للحادث. ومن جهة أخرى، فتحت الشرطة والادعاء العام الألمانيان يوم الاثنين الماضي في \"نوي- أولم\"، بالقرب من ميونيخ، تحقيقا لمعرفة ما إذا كانت ألمانيا قد ساهمت كشريك صامت للولايات المتحدة في اختطاف خالد المصري، وهو مواطن ألماني من أصل عربي تم توقيفه في الحادي والثلاثين من ديسمبر 2003 في مقدونيا قبل أن يتم نقله إلى سجن بكابول. \r\n \r\n ويأتي تحريك هذه القضية بعد اجتماع دام ساعتين ونصف الساعة في مقر الشرطة، أبلغ خلاله المصري الشرطة بأنه متأكد بنسبة \"90 في المئة\" بأن مسؤولا أمنيا ألمانيا هو من زاره واستنطقه ثلاث مرات في سجن كابول، قال إنه يدعى \"سام\". وحسب الادعاء الألماني، فإن التحقيق يروم أيضا معرفة ما إذا كانت السفارة الألمانية في العاصمة المقدونية سكوبيي قد أُشعرت باختطاف المصري بعد أيام قليلة على اختطافه هناك، ولم تفعل شيئا لمساعدته. وقد أصبحت قضية المصري رمزا للعمليات التي قامت بها وكالة الاستخبارات الأميركية \"سي آي أيه\"، أو ما بات يعرف بالترحيل الاستثنائي، والتي ينقل خلالها المشتبه في صلتهم بالإرهاب إلى دول أخرى حيث يجري تعذيبهم. \r\n \r\n ونفا المسؤول الأمني الألماني الذي يعرف باسم \"سام\" أن يكون زار المصري في أفغانستان، قائلا إنه كان \"في إجازة\" وقتها داخل ألمانيا، ولكنه لا يتذكر أين بالضبط. وقد كان الرجل حاضرا في مركز الشرطة يوم الاثنين حيث اختاره المصري من بين عشرة أشخاص. وبعد التحدث إليه، قال المصري إن صوته يشبه صوت الرجل الذي كان يستنطقه، ولكن تسريحة شعره مختلفة. إلا أن ممثل الادعاء في ميونيخ مارتن هوفمان أعلن يوم الاثنين أن مكتبه \"لن يفترض بأن ذلك الرجل هو سام ولكنه سيواصل التحقيق\". \r\n \r\n وفي حين اعتبر مسؤول ألماني كبير، على إطلاع بهذه القضية، أن السيد المصري \"مخطئ\" وبأن المسؤول الأمني \"لا يمكن أن يكون سام\"، صرح زميل للمسؤول الأمني الذي أشار إليه المصري بأنه كثيرا ما كان يكلف بمهمات \"حساسة\"، ويساعد على القيام ب\"أعمال قذرة\" لصالح جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني. ومن جهة أخرى، أعلن مسؤول حكومي مقدوني على صلة بالملف أنه بعيد توقيف المصري بقليل قامت السلطات المقدونية بإبلاغ السفارة الألمانية في سكوبيي. وحسب السلطات المقدونية، فإن موظفي \"سي، آي، أيه\" هم من قاموا باستنطاق المصري. \r\n \r\n ومن جانبه، نفا \"أوغست هانينغ\" وزير الداخلية الألماني، في حوار صحفي، أن يكون أي عضو من الاستخبارات الألمانية قد زار المصري حين كان محتجزا، قائلا عن المسؤول الأمني الألماني \"إنه لم يذهب يوما إلى أفغانستان\". وإلى ذلك، نفا مسؤولان ألمانيان كبيران، طلبا عدم الكشف عن اسميهما، أن يكون للسفارة الألمانية علم باختطاف المصري. وحسب متحدث باسم الخارجية الألمانية أيضا، فإن \"السفارة الألمانية في سكوبيي لم تبلغ من قبل السلطات المقدونية عندما كان المصري محتجزا في مقدونيا\". فيما قال مسؤول آخر إن ألمانيا لم تعلم بخبر اعتقال المصري إلا في الحادي والثلاثين من مايو 2004، عندما أخبر السفير الأميركي في ألمانيا وقتها، دانييل كوتس، باحتجاز المصري وإطلاق سراحه. \r\n \r\n هذا ويتوقع في وقت لاحق من هذا الأسبوع أن ترفع الحكومة الألمانية تقريرا حول قضية المصري إلى البرلمان. وفي غضون ذلك، ينكب محققون من \"مجلس أوروبا\"، برئاسة الحقوقي السويسري ديك مارتي، على بحث ما إن كان قد جرى تعاون صامت بين \"سي، آي، أيه\" ونظيراتها في بعض الدول الأوربية، مثل ألمانيا وإيطاليا والسويد، حيث تم اختطاف مشتبه في علاقتهم بالإرهاب وبعثوا إلى دول أخرى من أجل الاستنطاق. \r\n \r\n يشار إلى أن السلطات الإيطالية وجهت في يونيو المنصرم، إلى 23 عميلا من \"سي، آي، أيه\" تهمة اختطاف مشتبه فيهم من شوارع ميلانو. وإذا كان المسؤولون الإيطاليون ينفون علمهم بعمليات الاختطاف تلك، فإن بعض المشرعين في إيطاليا أعلنوا أنه لابد من أن الأميركيين قد أخبروا نظراءهم في جهاز الاستخبارات الإيطالي. \r\n \r\n وفي واشنطن أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الاثنين الماضي، أن الوزارة لن تعلق على قضية المصري، لافتا الانتباه إلى أنها معروضة على القضاء في كل من ألمانيا والولايات المتحدة. وتعود جذور القصة إلى أواخر عام 2003 حين غادر المصري أسرته في \"أولم\" قاصدا مقدونيا لقضاء العطلة. وحسب المسؤولين الألمان والمقدونيين، فقد تم توقيف المصري في إحدى نقاط التفتيش الحدودية في ال31 من ديسمبر 2003 لأن اسمه كان موجودا ضمن قائمة المطلوبين بتهمة الإرهاب من قبل منظمة الشرطة الدولية \"الأنتربول\"، ولكنهم أشاروا إلى أن الاسم كان لشخص آخر يدعى خالد المصري. وبعد ذلك تم احتجاز المصري في أحد الفنادق بمقدونيا لعدة أسابيع، حيث جرى استنطاقه من قبل موظفي \"سي، آي، أيه\". وفي الفندق يقول المصري إنه سئل عما إذا كان ينتمي إلى \"القاعدة\"، وصدم بالأسئلة الكثيرة التي طرحت عليه عن مقامه في ألمانيا، مضيفا أن الأسئلة تدفعه إلى الاعتقاد بأن الألمان كانوا يتعاونون مع المقدونيين. \r\n \r\n وفي الثاني عشر من ديسمبر 2005 توصل \"غنيديك\"، محامي المصري، برسالة إلكترونية من صحافي ألماني يدعى \"فرانك كروجار\" يعرب فيها عن اعتقاده بأن \"سام\" قد يكون المسؤول الأمني الذي أشار إليه المصري. وقال المحامي \"غنيديك\" إنه من الصعب تصديق ألا أحد في الحكومة الألمانية سعى إلى الاستماع إلى شهادة المصري حول المحنة التي مر بها، باستثناء الادعاء العام في ميونيخ، وأضاف قائلا \"الفضيحة هي أن الألمان لم يحركوا ساكنا عندما عرفوا بأن مواطنا ألمانيا قد اختطف\"! \r\n \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"نيويورك تايمز\" \r\n