وقالت رايس: \"إننا نعلم جميعا أن الدعامة الأساسية للمجتمع الحر هي الصحافة الحرة، وأنها شيء جوهري لتأسيس أية ديمقراطية\". \r\n \r\n والمبادرة الجديدة –وهي باسم برنامج إدوارد ر. مورو للصحافة– عبارة عن شراكة بين مكتب وزارة الخارجية للشئون التعليمية والثقافية، ومعهد أسبين غير الحزبي، وكليات الصحافة في ست جامعات أمريكية. \r\n \r\n وقال المعهد إن هذه المبادرة سوف تقوم بدعوة عدد يصل إلى 100 من المهنيين في وسائل الإعلام الخارجية لزيارة كليات الصحافة الرئيسية هنا، \"لتقوية مهاراتهم، ومشاركتهم في الأفكار، وتقديم فهم نابع من المصادر الأصلية للمجتمع الأمريكي والمؤسسات الديمقراطية\". \r\n \r\n كما قال المعهد إن الهدف من هذا \"ليس فقط إعلام الصحفيين عن الولاياتالمتحدة، وإنما أيضا تعزيز الحرية الصحفية والتميز الصحفي حول العالم\". \r\n \r\n وإدوارد ر. مورو معروف جيدا بتقاريره الإذاعية من لندن أثناء الحرب العالمية الثانية، وعُرف فيما بعد بكشفه على التليفزيون لغوغائية السيناتور جوزيف ماكارثي، عن ولاية ويسكنسون، والذي قاد بحثه وراء الشيوعيين في خمسينيات القرن العشرين إلى قيام مجلس الشيوخ بانتقاده. \r\n \r\n وقالت رايس كاشفة عن البرنامج: \"إن وزارة الخارجية عازمة على صياغة شراكات مع قطاعنا الخاص حتى يمكن للأمريكيين من كل الشخصيات، وكل التقاليد، وكل الجماعات الإثنية، وكذلك من كل المهن، حتى يمكنهم جميعا المساعدة في حمل تاريخ التقدم الديمقراطي وتقدم الحرية\". \r\n \r\n وقد تجاور الإعلان عن البرنامج الجديد بشكل غريب مع الضجة المحيطة بحوادث الكشف الأخيرة عن قيام البنتاجون باستخدام شركة علاقات عامة تُسمى لينكولن جروب لتقوم بدفع أموال لصحفيين عراقيين من أجل نشر مقالات قام الجيش الأمريكي بكتابتها تقدم قصصا ملفقة تحمل معاني إيجابية حول التطورات في العراق. ولا تقول المقالات المنشورة إن الجيش الأمريكي هو المصدر. \r\n \r\n وفي وقت سابق من هذا الأسبوع أفادت صحيفة واشنطن بوست أن البحرية الأمريكية، بعد إحباطها بسبب التغطية التي كانوا يتلقونها من التيار السائد في وسائل الإعلام والأخبار، قد قامت بدعوة جندي متقاعد يقوم بكتابة مدونة حول الجيش لكي يسافر إلى العراق ويقوم بتغطية الحرب من الخطوط الأمامية. \r\n \r\n وقد جمع هذا المدوّن، ويُدعى بيل روجيو، وهو تقني في مجال الحاسب الآلي من نيوجيرسي، جمع أكثر من 30 ألف دولار من قرائه على الإنترنت لكي يدفع ثمن رحلة الطيران، والمعدات التقنية، والسترة الواقية. وبعد عدة أسابيع كان روجيو يقوم بعرض أخبار من نقطة عسكرية في محافظة الأنبار بغرب العراق، وهي إحدى منابع التمرد في العراق. \r\n \r\n وفي رسالة إلى صحيفة الواشنطن بوست أرسلها روجيو عبر البريد الإلكتروني قال: \"لقد تحررت من وهم التقارير حول الحرب في العراق والحرب الكبرى على الإرهاب، وشعرت أن هناك الكثير من الأشياء المفقودة في هذا الصراع\". \r\n \r\n وأضاف روجيو، والموجود في الوقت الحالي مع البحرية الأمريكية على طول الحدود السورية: \"ما يُرى غالبا باعتباره محاولة لإيجاد صحافة متوازنة ينتج عنه تقليل نجاح الجيش والإستراتيجية، ومبالغة في التأكيد على النجاح الضئيل إستراتيجيا للجهاديين أو المتمردين\". \r\n \r\n وبعد أن قال المسئولون العسكريون في بغداد إنه لا يمكن إصدار أوراق اعتماد إعلامية لروجيو حتى يلتحق بإحدى المنظمات عرض معهد العمل الأمريكي، وهو مؤسسة تفكير في واشنطن تميل للمحافظين الجدد، عرض عليه الانضمام له. وتُسمى مدونة روجيو \"الحاجز الرابع\". \r\n \r\n وبحسب متحدث باسم الجيش كشفت صحيفة الواشنطن بوست في نفس الوقت أن الجيش الأمريكي دفع أموالا من أجل عرض تغطية إيجابية على محطات التليفزيون في ثلاث مدن عراقية. \r\n \r\n وقال المتحدث باسم الجيش للصحيفة إن الجيش قد أعطى لإحدى هذه المحطات 35 ألف دولار في صورة معدات، كما أنه يقوم ببناء مكان جديد بقيمة 300 ألف دولار، ويدفع 600 دولار كل أسبوع لبرنامج أسبوعي يركز بشكل إيجابي على جهود الولاياتالمتحدة في العراق. \r\n \r\n وقال الواشنطن بوست إن قائدا محليا في الحرس الوطني بالجيش الأمريكي \"اعترف بأن ضباطه \"يقترحون\" قصصا إخبارية للمحطة، ويقومون بمراجعة محتوى البرنامج في اجتماع أسبوعي قبل بثّه\". \r\n \r\n ورغم أن هذا القائد، وهو ضابط برتبة كولونيل وتم حجب اسمه لأنه يعمل في نفس المنطقة، قد أنكر أن المبالغ يتم دفعها إلى المحطة إلا أن المخرج في التليفزيون العراقي قال إن فريقه قد حصل على ألف دولار شهريا من الجيش. ولا تكشف القناة للمشاهدين عن أية علاقة مالية. وأضافت الواشنطن بوست أنه لم يكن هناك أي تفسير للتناقض بين هذا المبلغ ورقم ال600 دولار الأسبوعي. \r\n \r\n وقد أفاد عدد كبير من استطلاعات الرأي في العراق وأماكن أخرى في الشرق الأوسط أن الشعب متشكك في الدوافع والتكتيكات الأمريكية بسبب ما يدركونه من تناقض بين ما تقوله واشنطن وما تفعله. \r\n \r\n وربما يتعين على البرنامج الصحفي الدولي الجديد مواجهة نفس القضية؛ فقد قال جوفري كوان من جامعة جنوب كاليفورنيا: \"إن الديمقراطية لا تستطيع أن تعمل دون التدفق الحر للمعلومات والأفكار التي أصبحت ممكنة من خلال صحافة مستقلة وفعالة\". \r\n \r\n وأضاف: \"إن كل كلياتنا تتوقع أن يتعلم الصحفيون القادمون من الخارج من مناهجنا، ونحن جميعا نتوقع أن يتعلم طلابنا من زائرينا\". \r\n \r\n وبالإضافة إلى جامعة جنوب كاليفورنيا يشمل البرنامج الجديد كليات الصحافة في جامعة كنتاكي، وجامعة مينيسوتا، وجامعة شمال كارولينا في مدينة تشابل هيل، وجامعة أوكلاهوما، وجامعة تكساس في مدينة أوستن. \r\n \r\n وكجزء من برنامج مورو يخطط المعهد لندوة كبرى في أبريل القادم تُبرز الأفراد العاملين البارزين من بين الصحفيين والمعلقين والمحررين، وتناقش القضايا العملية والأخلاقية الجوهرية في العملية الصحفية. كما ستضم الندوة أيضا كبار المتحدثين باسم الحكومة، والذين سوف يناقشون العلاقة بين وسائل الإعلام وصناعة السياسات. \r\n \r\n ومن بين أفكار التي سيجري مناقشتها في الندوة تنوع الآراء، والجمهور الواعي، والتحديات التي تواجه الصحفيين حول العالم. \r\n \r\n ولكن أحد المراقبين ينظر إلى قضية \"رشوة\" العراق وبرنامج مورو الجديد باعتبارهما \"مثالا على الاختلاف بين الديمقراطية من الناحية النظرية، ومن ناحية الممارسة\". \r\n \r\n وفي تصريح لآي بي إس قال البروفيسور بيو جروسكب، الأستاذ بجامعة كاليفورنيا بمدينة تشيكو: \"إن نفس الأشخاص الذين يؤسسون برنامجا لتعزيز 'صحافة مستقلة‘ هم أنفسهم الذين يدافعون عن تمويل مؤسسات العلاقات العامة، والمتعصبين التابعين لمؤسسة تفكير المحافظين، والصحفيين التابعين، باعتبارهم من وسائل إعلام \"مستقلة‘.\" \r\n \r\n وأضاف: \"إن الأمر كله يتعلق بالعلاقات العامة والسيطرة على وسائل الإعلام؛ ولهذا فإنه يتعين على جوزيف جوبلز (وزير دعاية هتلر) أن يكون فخورا بنفسه\".