ولم يحدث اعتراف فالويل ردود الأفعال الإعلامية الواسعة النطاق التي كان ينبغي أن يحدثها. وبدلاً من ذلك، ورد اعتراف المبشر في ثنايا تقرير مطول في عدد ديسمبر/كانون الأول الماضي من مجلة "فانيتي فير". ويصف التقرير الذي كتبه كريج اونجر تحت عنوان "النشوة الأمريكية"، قصة الحب القديمة والمشتعلة إلى الآن بين مبشرين من أمثال فالويل والقوى المتطرفة اليهودية في "إسرائيل" بقيادة نتنياهو. \r\n ويؤكد اعتراف فالويل بشكل محدد ما كشف النقاب عنه كاتب هذه السطور في مقالة نشرها في "ذي سبوتلايت" في 9 فبراير/شباط 1998. \r\n وعلى الرغم من أن الرابطة المناوئة للتشهير- وهي جماعة ضغط موالية ل "إسرائيل" - شجبت ما وصفته "بنظرية المؤامرة"، إلا أن اعتراف فالويل بأن الكشف عن فضيحة لوينسكي أجبر كلينتون على التخلي عن الضغط على "إسرائيل" أكد تماماً ما أوردته تفصيليا، وعلى نحو موثق في "سبوتلايت". \r\n وحول رواية فالويل عن عمله مع نتنياهو لإضعاف ضغط كلينتون على "إسرائيل"، ذكرت "فانيتي فير" ما يلي: \r\n "خلال زيارة نتنياهو لواشنطن دي .سي، في عام ،1998 اجتمع مع جيري فالويل في فندق مايفلاور في الليلة التي سبقت الاجتماع بين نتنياهو وكلينتون. ويتذكر فالويل تلك الليلة قائلا:"جمعت ألف شخص تقريبا للقاء نتينياهو وقد تحدث الينا في تلك الليلة. وقد خطط نتنياهو الأمر كإهانة لكلينتون". وفي اليوم التالي التقى نتيناهو بكلينتون في البيت الابيض. \r\n ويتذكر فالويل ويقول:أخبرني نتنياهو لاحقاً أن بيل كلينتون قال له في صباح اليوم التالي: "أعرف أين كنت الليلة الماضية". وكانت الضغط في الحقيقة واقعاً على نتنياهو للتخلي عن الضفة الغربية، وكان ذلك في الوقت الذي حدثت فيه فضيحة مونيكا لوينسكي، وكان كلينتون بحاجة إلى أن ينقذ نفسه، ولذلك أنهي مطالباته (بالتخلي عن الضفة الغربية) التي كان سيقدمها خلال اجتماعه المحدد مع نتنياهو، وكانت تلك المطالبات ستشكل ضغطاً هائلاً على "إسرائيل" (انتهى مقتطف مقالة "فانيتي فير"). \r\n وما لم يذكره فالويل - على الأقل طبقاً لرواية "فانيتي فير" - هو أن اجتماعه مع نتنياهو تم في المساء ذاته الذي سبق كشف وسائل الإعلام الامريكية النقاب عن فضيحة مونيكا لوينسكي. ولم يذكر فالويل ايضا- وهو ما أوضحه كاتب هذه المقالة آنذاك - ان واحدا من كبار خبراء دعاية نتنياهو في الإعلام الامريكي هو ويليام كريستول البارز بين المحافظين الجدد، وهو أول شخصية إعلامية أمريكية ألمحت علانية (خلال الأيام التي سبقت الكشف رسمياً عن الفضيحة) إلى انه سيتم الكشف قريباً عن فضيحة جنسية في البيت الأبيض. \r\n ولا شك أن حقيقة اعتراف فالويل بكيفية استخدام فضيحة لوينسكي كهراوة ضد كلينتون بالتزامن مع ظهور نتنياهو في البيت الأبيض، عقب اجتماعه مع فالويل، مثيرة للاهتمام في حد ذاتها. ومعروف أن مجلة "فانيتي فير" تملكها امبراطورية نشر واسعة الانتشار مملوكة للمليارديريين "سي" ودونالد اللذين أعلنت مجلة "فوربس" أنهما يمثلان العائلة رقم 25 بين أغنى العائلات في أمريكا. ومعروف عن سي ودونالد أنهما من كبار المساهمين الذين يقدمون تبرعات سخية للرابطة المناوئة للتشهير وجماعات اللوبي الأخرى الموالية ل "إسرائيل". \r\n \r\n * كاتب ومحلل سياسي \r\n والنص منشور في موقع "رنس" \r\n