وكما يراها بيرنز, فإن العلاقات بين دول الأطلسي لم تعد تخص اوروبا, وانما تخص الولاياتالمتحدة اكثر من الدول الأوروبية. \r\n ان تحليل بيرنز لقي صداه بسرعة في واشنطن خلال هذه الأيام فرغم بساطته, الا انه اكبر من مجرد بيان مؤدب للحقيقة البينة بأن اوروبا اليوم لم تعد في قلب استراتيجية الجغرافيا السياسية للولايات المتحدة الأميركية ولكن مسؤولي الادارة يحاولون الآن التشويش على هذه الحقيقة: فمع انتهاء الحرب الباردة واحتواء الأقمار الاصطناعية السابقة الخاصة بالاتحاد السوفيتي في حلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي, فإن اوروبا قد تمكنت بذلك من حل كل المشكلات التي جعلتها لقرون واحدة من اكثر نقاط الوميض الخطرة في العالم . \r\n والآن مع انجاز عملية البناء الأوروبي فيما بعد الحرب, فإن السؤال لم يعد ما تفكر فيه واشنطن حيال اوروبا, ولكن ما يمكن ان تفعله الولاياتالمتحدة واوروبا سويا من اجل دعم مصالحهم وقيمهم, ونشر الديمقراطية في بقية دول العالم هذا الاتجاه الجديد, الى جانب الاعتراف بالدور المتنامي للاتحاد الأوروبي قد القى الرئيس بوش عليه الضوء من خلال زيارته الأخيرة للجنة الأوروبية في بروكسل, وهي الأولى من نوعها التي يقوم بها رئيس اميركي في فبراير عام 2005. \r\n ان هذا التقارب يغري كثيرا هؤلاء الصفوة في الاتحاد الأوروبي الذين يريدون الاعتقاد بأن الاتحاد الأوروبي في حالة تجعله شريكا كفؤا للولايات المتحدة على الساحة العالمية ولكن هذا الاعتقاد قائم بدرجة كبيرة على خداع الذات فبينما تريد الولاياتالمتحدة اوروبا كشريك مساعد لعدة اهداف, فإن واشنطن لاتريد في الغالب وضع كلمة (كفؤ) أمام كلمة (شريك) ولازال هناك اتجاه معاد لأميركا وسط الجمهور الأوروبي لايقبل إطلاقا القيادة الأميركية او حتى الشراكة, بدرجة اكبر مما كانوا عليه منذ عدة سنوات. \r\n ان الصعوبة الأساسية هي انه رغم تملق واشنطن ومداهناتها الأخيرة, فإن غالبية اهل الفكر أو ما يعرفون بالنخبة الأوروبية, ووسائل الاعلام والطبقة السياسية يرون ان الولاياتالمتحدة , وبخاصة تحت قيادة بوش, باتت مهيمنة وتمثل خطرا كبيرا كما انهم يهاجمون بشدة كل الأفعال السيئة التي قامت بها واشنطن وبخاصة ما يتعلق بالطائرات التي حملت الارهابيين الى سجون سرية داخل الأراضي الأوروبية وهو ما يعد اختراقا شديدا للحريات المدنية الأميركية. ان هذه الرؤية المشوهة للولايات المتحدة قد يزيدها سوءا الحشد المتفشي للقوة الأميركية ومع استمرار هذا الأمر, فإن العديد من الأوروبيين سيترددون في إلزام انفسهم بشراكة اطلسية اكثر قوة والزعماء السياسيون الذين يريدون العمل مع الولاياتالمتحدة, وبخاصة ضد الارهاب, متخوفون من قول هذا الأمر علنا. \r\n ورغم ان الوحدة الأطلسية بعيدة تماما عن ان تنتهي في اوروبا, الا ان المناقشات حول العلاقات الأطلسية في الغالب ما تركز على القصور ومواطن الضعف للولايات المتحدة, فضلا عن الأفكار البناءة الجديدة المتعلقة بالمشاركة. \r\n ثانيا, يبدو ان الانفصال ينبع من الطرق المختلفة التي يرى الأوروبيون والأميركيون ان العالم لابد وان يؤسس عليها هذا صحيح, حيث ان المسؤولين الأوربيين في الغالب يؤكدون على أن الاتحاد الأوروبي يساهم بشكل كبير في عملية السلام في أماكن مثل يوغسلافيا السابقة وافغانستان والعمل مع واشنطن لحل قضية ايران النووية ولكن وجهة النظر الأوروبية الرسمية لمدى التأثير الغربي وبخاصة من الناحية العسكرية التي لابد وان تُبذل في القرن الحادي والعشرين معارضة تماما لوجهة النظر الأميركية ومن المحتمل ان تظل كما هي. \r\n فبينما يريد الأوروبيون للدبلوماسية , والقانون الدولي وارادة الأممالمتحدة ان تسود بصفة عامة, يرى الأميركيون , وبصفة خاصة عقب أحداث 11 سبتمبر, انه في النهاية لابد لأميركا ان تعتني بنفسها, مع حلفاء اذا كان ممكنا , وبدون حلفاء اذا استدعى الأمر. \r\n ريجينالد ديل \r\n رئيس تحرير صحيفة الشؤون الأوروبية وزميل مؤسسة هوفر الاعلامية بجامعة ستانفورد. \r\n خدمة انترناشونال هيرالد تريبيون خاص بالوطن