ويستطيع المجتمع الدولي ان ينظر الى عام 2005 بشيء من الفخر فيما يتعلق بمساعدة المواطنين الاشد فقرا،حيث تم قطع تعهدات بمضاعفة المعونة لبلدان افريقية والغاء أعباء الديون عن 18 دولة على الاقل من البلدان النامية الاكثر مديونية في العالم.لكن بقدر اهمية المعونة والاعفاء من الديون بقدر اهمية الفرص التي تولدها التجارة ايضا.فالتجارة الحرة يمكن ان توفر الوصلة المفقودة الى فرص العمل والرخاء والرفاهية.وإذا لم يكن متاحا لشعوب افريقيا وغيرها من البلدان الاكثر فقرا دخول الاسواق لبيع منتجاتها فانها لن تنجو من الفقر ولن توفر لاطفالها مستقبلا افضل. \r\n سوف يحاول وزراء التجارة المجتمعون في هونغ كونغ لمفاوضات جولة الدوحة اعادة صياغة قواعد عادلة تحكم التجارة الزراعية في ارجاء العالم.حيث يعيش 70% من فقراء العالم في مناطق زراعية ويعتمدون على الزراعة في كسب معيشتهم واطعام اسرهم.لكن بدلا من ان يكونوا قادرين على بيع ما ينتجونه بشكل حر فانه غالبا ما يتم حرمانهم من دخول الاسواق لان الدول الغنية تحمي وتدعم مزارعيها من خلال دعم منتجاتهم وفرض رسوم جمركية كبيرة على الواردات. \r\n وتنفق البلدان الغنية في مقدمتها الولاياتالمتحدة واليابان واعضاء الاتحاد الاوروبي 280 بليون دولار في السنة على الدعم الزراعي.وهذا يعني انفاق 5 بلايين دولار في الاسبوع على حماية مزارعيهم الذين هم في اغلبهم اغنياء من المنافسة.وفي النهاية فان دافعي الضرائب والمستهلكين في هذه البلدان هم الذين يتحملون نفقات برنامج الدعم هذا.ويقدر الاقتصاديون ان المستهلكين يتكبدون 168بليون دولار في السنة جراء الرسوم الجمركية بينما يتكبد دافعو الضرائب 112بليون دولار في السنة لقاء الاعانات المالية الحكومية المباشرة للمزارعين. \r\n غير ان الضرر الحقيقي يقع على المزارعين في البلدان الفقيرة لان الرسوم الجمركية العالية تبقيهم خارج الاسواق الرئيسية والرسوم الجمركية والدعم معا يدفعان السعر العالمي لهذه الصادرات الى الانخفاض.وبدون الدخل الذي يمكن ان توفره التجارة فان اطفالهم سيعانون من المجاعة ويحرمون من المياه النقية والادوية ومستلزمات الحياة الضرورية الاخرى. \r\n كما ان الرسوم الجمركية تضر البلدان الفقيرة من خلال منعها هذه البلدان من الانخراط في دائرة الانتاج.اذ على الرغم من ان 90% من حبوب الكاكاو في العالم يتم زراعتها في بلدان نامية الا ان هذه البلدان لا تنتج سوى 4% من الشوكولاته فيها.واحد الاسباب هو ان الرسوم الجمركية غالبا ما تزداد مع درجة المعالجة او التصنيع في الاتحاد الاوروبي يدفع منتجو الكاكاو الخام رسوم تبلغ 5,.% من قيمة الحبوب و10%من قيمة الكاكاو النصف معالج واكثر من ذلك للشوكولاته. \r\n واذا امكن للبلدان الغنية الاتفاق على تسوية ارض الملعب فان الكل يمكن ان يشهد مكاسب طائلة.ويقدر البنك الدولي ان التحرير الكامل للتجارة في السلع وحدها يمكن ان يولد 300بليون دولار في السنة للاقتصاد العالمي.ويمكن للدول النامية ان تحصل على 86بليون دولار من هذه الحصة.ويمكن لهذه البلدان ان تنمو لان المنتجين في البلدان الفقيرة سيستفيدون من الاسواق الجديدة. \r\n انظر الى حالة رواندا حيث انها استفادت من حقيقة ان حبوب البن تتمتع برسوم منخفضة نسبيا في اغلب الاسواق وزادت من صادراتها من البن الى الولاياتالمتحدة بنسبة 166% في العام الماضي.والان فان اقتصاد رواندا ينمو بحوالي 6% في السنة ويرجع الفضل الكبير في ذلك الى صادرات البن.وبالنسبة لنصف مليون من اصحاب البيوت في رواندا الذين يزرعون البن فان هذا يعني زيادة في الدخل او فرصة لذهاب الاطفال الى المدارس او فرصة للحصول على رعاية صحية افضل. \r\n ولو حققت جولة الدوحة فرصا تجارية فان المكاسب لن تتحق بين عشية وضحاها بل ستحتاج كثير من البلدان الفقيرة الى مساعدة للاستفادة من الفرص الجديدة حيث ستحتاج الى مساعدة في بناء المرافق الاساسية وتحسين المؤسسات واصلاح السياسات الضعيفة. \r\n ولمساعدة الدول النامية على التغلب على عراقيلها الخاصة وتخفيف نفقات التكيف والاقلمة الجديدة تعهد المانحون الدوليون بما فيهم البنك الدولي باضافة مزيد من الموارد لدعم برنامج التجارة ومساعدة البلدان الفقيرة على تحسين مناخ الاستثمار فيها والاستثمار في البنية الاساسية وتشغيل ومساعدة الافراد. \r\n ويجب على كل الدول ان تساهم.حيث يجب على الاتحاد الاوروبي العمل بشكل افضل فيما تعلق بدخول المنتجات الزراعية الى اسواقه وان تعمل الولاياتالمتحدة بشكل افضل فيما يتعلق بالدعم.كما يجب على الدول النامية الكبيرة الاسهام بفتح اسواقها في السلع المصنعة والخدمات والزراعة اذا ما كان هناك نية حقيقية في التوصل الى اتفاق بشأن جولة الدوحة. \r\n ويتعين على وزراء التجارة المجتمعين في هونغ كونغ ان يتذكروا مصالح اولئك الذين ليسوا على طاولة المفاوضات ال1.2بليون شخص الذين يعيشون على اقل من دولار واحد في اليوم فعلى هذا الاجتماع ان يوفر الوصلة المفقودة وهي الفرصة العادلة امام الفقراء حتى يرسموا طريقهم للخروج من دائرة الفقر. \r\n بول وولفويتز \r\n رئيس البنك الدولي.خدمة غلوبال فيوبوينت خاص ب(الوطن).