وسألت افراد قوات حفظ السلام البرازيليين الذين كانوا يتجولون بي \"هل نحتاج الى ذلك بالفعل؟\" لقد تجولت عبر نفس هذه الاحياء التي يعصف بها الفقر قبل عشر سنوات دون اي تفكير في حراسات مسلحة.وكانت الاجابة\" اذا لم تكن ترغب في ان يتم اختطافك ليس الا\". \r\n ومع وقوع عمليتي اختطاف في اليوم في المتوسط اعلنوا انه لن يكون من المأمون التجول دون حماية.وبعد ذلك ببضع دقائق اطلعتني الاصوات المتقطعة لاطلاق النار على حقيقة ان الكثير جدا من الناس في هايتي لايزالون يستخدمون الاسلحة بغية تسوية الخلافات السياسية. \r\n ان هايتي على وشك اجراء انتخاباتها الاولى منذ اجبار الرئيس جان بيرتراند اريستيد على الفرار الى منفى افريقي في 2004.غير ان البلد غير مستعد.فبعد تاجيل الانتخابات مرتين اعلن مؤخرا رئيس الوزراء المؤقت غيرارد لاتورتو ان الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية والتشريعية ستجرى بعد يومين من احتفالات رأس السنة الميلادية والجولة الثانية بعد شهر حتى يتسنى للحكومة الجديدة تولي السلطة في 7 فبراير كما يقضي بذلك دستور هايتي. \r\n بيد ان الموعد الجديد لم يتم تاكيده حتى من المجلس المؤقت للانتخابات قبل ان يتم الاعلان عن موعد جديد محدد في 8 يناير. \r\n لماذا يتم تاجيل الانتخابات بشكل متكرر؟ تبدأ المشاكل مع كل انواع الاسلحة المتداولة وبالتهديد الواضح للمرشحين الذين قد يقومون بحملاتهم في المدن والاحياء الخاطئة.في كثير من المناطق الريفية فان الاعضاء السابقين في الجيش المنحل في هايتي وقوات التمرد الاخرى التي ساعدت على اجبار اريستيد على الخروج لا تزال هي قوة الترويع في المناطق الحضرية فان العصابات التي كانت تدعم اريستيد تمثل على الاقل أكثر من المشكلة. \r\n بعد فرار اريستيد خولت الاممالمتحدة الى حد ما قوات متعددة الجنسيات- اميركية وفرنسية وكندية- استعادة النظام وهو ما انهى بسرعة اي تفكير للمتمردين بالزحف على بورت او برينس للاستيلاء على السلطة.ولسوء الحظ فان القوة المتعددة الجنسيات حولت الامن الى قوات حفظ السلام الاممية دون ان يتم نزع سلاح او تسريح اي من هذه الجماعات. \r\n وكان الفشل الاولي ينصب في صميم العجز عن انهاء العنف من قبل العناصر السياسية وعناصر الجريمة المنظمة على مدار ال18شهرا الماضية.وقبل اسبوعين وفي مدينة ميليتير وهي حي آخر في بورت او برينس وجدت قوة حفظ سلام اممية نفسها في معركة بالاسلحة لمدة ثماني ساعات قبل ان تقهر المهاجمين.وحتى تستخدم الاممالمتحدة كل بوصة من تفويض مجلس الامن لها-العمل بقوة على تسريح العصابات وتطهير الشرطة الوطنية الهايتية من القتلة-سيتم عرقلة السياسة بشكل كبير في هايتي.ومهما كانت الحكومة المقبلة التي ستتولى السلطة فانه لن يكون امامها فرصة كبيرة للنجاح. \r\n عندما شاهدت قوات حفظ السلام الاممية تنتشر حول مقر رئيس الشرطة المعين لتوه ماريو اندرسول وتم ابلاغي بانه قد لا يكون مطمئنا على ولاء ضباطه كان من الواضح ان الامن بالنسبة للمواطن الهايتي العادي لايزال هدفا بعيد المنال. \r\n وان كان الامن هو في النهاية عنصرا واحدا من مجموعة من العناصر الضرورية او الحاسمة التي يتعين حسمها قبل ان تستطيع الانتخابات المضي قدما.فقد نجحت بالكاد لجنة الانتخابات والحكومة في هايتي في الاتفاق على المرشحين الرئاسيين المؤهلين قبل اسبوعين من الان فقط.ويحتاج الناخبون في هايتي الى وقت حتى يعلموا من هم المرشحون والى ماذا يدعون.حتى الان لا يعرف كثير من الناخبين اين سيدلون باصواتهم وكثيرون لا يعرفون لمن يدلون باصواتهم.فقد تم تحديد ال809 مركز اقتراع للتو ولايزال ثمة حاجة الى تعيين وتدريب غالبية ال40الف موظف المخول بالعملية الانتخابية. \r\n وعندما يصوتون فان 3.5مليون هايتي الذين سجلوا للانتخابات ربما لا يكون لهم بطاقات هوية على الحاسوب التي وعدوا بها بسبب الاعمال البطيئة والمتاخرة للجنة الانتخابات وبسبب التاخير في انتاج هذه البطاقات الالكترونية وتسليمها في بلد لايتم فيه في الغالب اصلاح الطرق او انها غير موجودة من الاساس.بدون بطاقات يمكن ان يامل الناخبون فقط الا يتم التشاحن معهم عند مراكز الاقتراع. \r\n وحتى تحظى الانتخابات بالمصداقية- وكثير من الانتخابات في هايتي لم تكن كذلك-فان وجود مراقبين دوليين مستقلين ومحايدين امر ضروري.ويجب ان تحض الولاياتالمتحدة واليابان والاتحاد الاوروبي وكندا-الذين يمولون الانتخابات-الحكومة الانتقالية على تاجيل الجولة الاولى حتى اواخر يناير المقبل والجولة الثانية حتى فبراير(بما في ذلك الانتخابات المحلية)وتنصيب الرئيس الجديد والبرلمان حتى مطلع مارس.وهو ما يعطي هايتي على الاقل فرصة مقبولة لانتخابات تكون محل ثقة. \r\n مارك شنيدر \r\n نائب رئيس مجموعة الازمة الدولية.خدمة\"لوس انجلوس تايمز-واشنطن بوست\" خاص ب(الوطن).