\r\n وفي مؤتمر في بوغوتا بكولومبيا الأسبوع الماضي , دفع جوزيه سيرا , عمدة مدينة ساو باولو البرازيلية الكبيرة , بأن إجماع واشنطن قد فشل في أميركا اللاتينية , وأن نموذجا اقتصاديا جديدا لازم إيجاده . \r\n وقد أشار سيرا , الذي عمل وزيرا للصحة في الحكومة البرازيلية السابقة ( التي تنتمي لتيار الوسط ) ويأتي حاليا في استطلاعات الآراء قريبا جدا من الرئيس لولا دا سيلفا في انتخابات عام 2006 , أشار إلى أن البرازيل في الستينيات والسبعينيات كان لديها واحد من الاقتصادات الأسرع نموا في العالم . ومنذ عام 1980 نما الدخل القومي البرازيلي موزعا على الفرد ( أي نصيب الفرد من الدخل القومي ) بأقل من نصف في المائة سنويا . \r\n إن سيرا محق . فالبرازيل كان ستكون لديها مستويات معيشة أوروبية اليوم إذا كان اقتصادها استمر في النمو كما حدث قبيل عام 1980 . والقصة مماثلة بالنسبة للمكسيك , والتي ضاعفت دخلها القومي موزعا على الفرد من عام 1960 إلى عام 1980 ولكن كان لديها نمو باهت منذ ذاك . \r\n وبالنسبة للمنطقة ككل , كان النمو في إجمالى الناتج المحلي ( أو الدخل القومي) موزعا على الفرد - وهو المقياس الأساسي للنجاح أو الفشل الاقتصادي - حوالي 80 % من عام 1960 إلى عام 1979 , ولكن 11 % فقط للفترة من 1980إلى 1999 و3% فقط عن الأعوام من 2000 إلى 2004 . \r\n ليس هناك من سبيل لإخفاء انهيار مثل هذا . إن جيلا ونصف الجيل قد فقد فرصة تحسين مستويات معيشته .وقد حدث الفشل خلال فترة تبنت فيها حكومات أميركا اللاتينية عددا من الإصلاحات الاقتصادية كان من المفترض أنها تدعم النمو الاقتصادي . وهذه الإصلاحات نادت بها ودافعت عنها بقوة الولاياتالمتحدة , فضلا عن المؤسسات التي تهيمن عليها واشنطن مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي , أحيانا بضغط اقتصادي وسياسي معتبر . \r\n لقد تم تحرير التجارة وتم تخفيض متوسط الرسوم الجمركية بمقدار النصف منذ السبعينيات . وتم إلغاء القيود المفروضة على تدفقات الاستثمارات الدولية أو الحد منها بشدة في معظم البلدان . ففي التسعينيات وحدها , تم خصخصة ما قيمته أكثر من 178 مليار دولار من الصناعات المملوكة للدولة - وهو ما يشكل أكثر من 20 أمثال قيمة الخصخصة في روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي . \r\n وقد تبنت الحكومات أيضا معدلات فائدة أعلى وسياسات مالية أكثر إحكاما . ومعدل الفائدة قصير الأجل الموضوع من البنك المركزي البرازيلي حاليا هو 19.5 % , مقارنة ب 3.75 % في الولاياتالمتحدة . وقد أحدث الفشل طويل الأمد الناتج عن ذلك ردة فعل عكسية شعبية وانتخابية ضد الإصلاحات , والتي غالبا ما تعنون أو تسمى ب ( الليبرالية الجديدة ) في أميركا اللاتينية . \r\n وفي السبع سنوات الماضية , تقلد المرشحون اليساريون-الشعبيون الذين خاضوا الانتخابات ببرامج ضد سياسات (الليبرالية الجديدة )الرئاسة في الأرجنتين والبرازيل والإكوادور وأروغواي وفنزويلا . وبوليفيا ربما تكون هي المرشحة القادمة , وفي المكسيك يأتي عمدة مدينة مكسيكو سيتي السابق أندرياس مانويل لوبيز أوبرادور من ( الحزب الثوري الديمقراطي ) اليساري المعارض , والذي أدان الخمس وعشرين سنة من الفشل السياسي في المكسيك, يأتي في المقدمة في الانتخابات الرئاسية القادمة في العام المقبل . \r\n لقد أحدثت الثورة الانتخابية بالفعل بعض النتائج الإيجابية .فالأرجنتين , بعد الانخراط في أكبر عملية تخلف عن إيفاء دين على الإطلاق , رفضت وصفات صندوق النقد الدولي الاقتصادية , وانتهجت خطا متشددا مع الدائنين الأجانب ونمت - بدون أية مساعدة خارجية - بمعدل 9 % سنويا في السنتين ونصف السنة الماضية . \r\n وقد حافظت حكومة فنزويلا على وعدها بمشاطرة ثروة البلد النفطية مع غالبيتها الفقيرة , موفرة رعاية صحية مجانية وأغذية مدعومة وتعليم محسن بكثير وبرامج لمحو الأمية . \r\n ومن جانبها , يتعين على واشنطن حتى الآن أن تقبل الواقع الجديد . وعلى ضوء أهمية الأميركيين من أصل كوبي المقيمين في فلوريدا في انتخاباتنا الوطنية نحن الأميركيين , قد يكون من الأكثر راحة سياسيا هنا إلقاء اللوم على الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز - أو حتى فيدل كاسترو - في القلاقل السياسية والاجتماعية المتزايدة في المنطقة . ولكن هذه القلاقل هي نامية ومنتجة في بلادنا بدرحة كبيرة , وهي النتيجة المتنبأ بها للتجربة الاقتصادية المطولة الفاشلة . \r\n مارك وايسبروت \r\n نائب مدير مركز الأبحاث الاقتصادية والسياسية , وهو مؤسسة بحثية ليبرالية قائمة في واشنطن \r\n خدمة كيه آر تي - خاص ب (الوطن )