الكويت تدين اقتحام مستوطنين للمسجد الأقصى والاعتداء على مسجد بالضفة    اليابان تفوز على جنوب إفريقيا بثلاثية وتتأهل لدور ال16 في كأس العالم للناشئين    مجموعة بيراميدز.. نهضة بركان يستعيد مهاجمه قبل مواجهة ديناموز في دوري الأبطال    إحباط محاولة عصابة جلب كميات كبيرة من الكبتاجون لتهريبها للخارج بقيمة 2.730 مليار جنيه    الأرصاد: تحسن في الطقس وارتفاع طفيف بدرجات الحرارة نهاية الأسبوع    صناع فيلم شكوى رقم 713317 يحتفون بعرضه العالمي الأول على السجادة الحمراء بمهرجان القاهرة السينمائي    حقيقة مفاوضات الأهلي مع أسامة فيصل وموقف اللاعب    ألبانيا ضد إنجلترا.. توماس توخيل يوضح موقفه من غضب اللاعبين    المنظمات الدولية والحقوقية: لا مخالفات جوهرية تؤثر على سلامة العملية الانتخابية    عاجل خبير أمريكي: واشنطن مطالَبة بوقف تمويل الأطراف المتورطة في إبادة الفاشر    متحدث الأوقاف يكشف كواليس دولة التلاوة.. ويؤكد: نفخر بالتعاون مع المتحدة    من مقلب قمامة إلى أجمل حديقة.. مشاهد رائعة لحديقة الفسطاط بوسط القاهرة    حبس والدى طفلة الإشارة بالإسماعيلية 4 أيام على ذمة التحقيقات    ذكرى اعتزال حسام حسن.. العميد الذي ترك بصمة لا تُنسى في الكرة المصرية    التجربة الثالثة .. حسام عبد العال مديرا فنيا لنادي الإنتاج الحربي خلفا لمعتمد جمال    عبور سفن عملاقة من باب المندب إلى قناة السويس يؤكد عودة الأمن للممرات البحرية    البنك المركزي يتلقى 28 عرضا لتغطية طرح بقيمة 1.6 مليار دولار    الإسكان: غداً.. بدء تسليم 2045 قطعة أرض سكنية للمواطنين بمدينة العبور الجديدة    قضية إبستين.. واشنطن بوست: ترامب يُصعد لتوجيه الغضب نحو الديمقراطيين    عملات تذكارية جديدة توثق معالم المتحف المصري الكبير وتشهد إقبالًا كبيرًا    الزراعة: تعاون مصري صيني لتعزيز الابتكار في مجال الصحة الحيوانية    خبير أسري: الشك في الحياة الزوجية "حرام" ونابع من شخصية غير سوية    وزير الصحة يعلن توصيات المؤتمر العالمى للسكان والصحة والتنمية البشرية    الداخلية تكشف ملابسات تضرر مواطن من ضابط مرور بسبب «إسكوتر»    جنايات بنها تصدر حكم الإعدام شنقًا لعامل وسائق في قضية قتل سيدة بالقليوبية    جيراسي وهاري كين على رادار برشلونة لتعويض ليفاندوفيسكي    المصارعة تشارك ب 13 لاعب ولاعبة في دورة التضامن الإسلامي بالرياض    اليابان تحتج على تحذيرات السفر الصينية وتدعو إلى علاقات أكثر استقرارًا    سفير الجزائر عن المتحف الكبير: لمست عن قرب إنجازات المصريين رغم التحديات    القاهرة للعرائس تتألق وتحصد 4 جوائز في مهرجان الطفل العربي    تعرض الفنان هاني مهنى لوعكة صحية شديدة.. اعرف التفاصيل    جامعة قناة السويس تنظم ندوة حوارية بعنوان «مائة عام من الحرب إلى السلام»    أسامة ربيع: عبور سفن عملاقة من باب المندب إلى قناة السويس يؤكد عودة الأمن للممرات البحرية    المجمع الطبى للقوات المسلحة بالمعادى يستضيف خبيرا عالميا فى جراحة وزراعة الكبد    استجابة لما نشرناه امس..الخارجية المصرية تنقذ عشرات الشباب من المنصورة بعد احتجازهم بجزيرة بين تركيا واليونان    للأمهات، اكتشفي كيف تؤثر مشاعرك على سلوك أطفالك دون أن تشعري    عاجل| «الفجر» تنشر أبرز النقاط في اجتماع الرئيس السيسي مع وزير البترول ورئيس الوزراء    أسماء مرشحي القائمة الوطنية لانتخابات النواب عن قطاع القاهرة وجنوب ووسط الدلتا    محاضرة بجامعة القاهرة حول "خطورة الرشوة على المجتمع"    دعت لضرورة تنوع مصادر التمويل، دراسة تكشف تكاليف تشغيل الجامعات التكنولوجية    فرص عمل جديدة بالأردن برواتب تصل إلى 500 دينار عبر وزارة العمل    وزيرة التنمية المحلية تفتتح أول مجزر متنقل في مصر بطاقة 100 رأس يوميا    آخر تطورات أسعار الفضة صباح اليوم السبت    تحاليل اختبار الجلوكوز.. ما هو معدل السكر الطبيعي في الدم؟    عمرو حسام: الشناوي وإمام عاشور الأفضل حاليا.. و"آزارو" كان مرعبا    ترامب يلغي الرسوم الجمركية على اللحم البقري والقهوة والفواكه الاستوائية    الشرطة السويدية: مصرع ثلاثة أشخاص إثر صدمهم من قبل حافلة وسط استوكهولم    الحماية المدنية تسيطر على حريق بمحل عطارة في بولاق الدكرور    كولومبيا تشتري طائرات مقاتلة من السويد بأكثر من 4 مليارات دولار    مواقيت الصلاه اليوم السبت 15نوفمبر 2025 فى المنيا    طريقة عمل بودينج البطاطا الحلوة، وصفة سهلة وغنية بالألياف    الإفتاء: لا يجوز العدول عن الوعد بالبيع    إقامة المتاحف ووضع التماثيل فيها جائز شرعًا    نقيب المهن الموسيقية يطمئن جمهور أحمد سعد بعد تعرضه لحادث    دعاء الفجر| اللهم ارزق كل مهموم بالفرج وافتح لي أبواب رزقك    اشتباكات دعاية انتخابية بالبحيرة والفيوم.. الداخلية تكشف حقيقة الهتافات المتداولة وتضبط المحرضين    نانسي عجرم تروي قصة زواجها من فادي الهاشم: أسناني سبب ارتباطنا    مناوشات دعاية انتخابية بالبحيرة والفيوم.. الداخلية تكشف حقيقة الهتافات المتداولة وتضبط المحرضين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صراعات المستقبل مائية
نشر في التغيير يوم 08 - 10 - 2005

قتل ما لا يقل عن ثلاثة ملايين من المدنيين في الكونغو على مدار حرب استمرت أربع سنوات ولا تزال معلقة منذ عام 2002. ولقد ماتوا من أجل المعدن الخام (كولتان)، لكن أياً منهم لم يكن يعرف. والكولتان هو معدن غريب واسمه الغريب يدل على خلطة مكونة من معدنين يطلق عليهما الكولومبو والتانتاليت.
\r\n
\r\n
ولم يكن الكولتان يساوي شيئاً أو بالكاد كان له ثمن، حتى اكتشف أنه لا غنى عنه في صناعة الهواتف المتحركة وأجهزة الكمبيوتر والمكوكات الفضائية والصواريخ، وبالتالي فإن ثمنه بات أغلى من الذهب. ومن المعروف أن معظم احتياطيات الكولتان المعروفة موجودة في رمال الكونغو وليس سراً أيضاً أن باتريسيو لومومبا قد ضحى بنفسه على مذبح الذهب والماس قبل أكثر من أربعين عاماً.
\r\n
\r\n
وبلاده تعود وتقتله كل يوم، إذ أن الكونغو بلد فقير جداً وغني جداً بالمعادن، لكن هبة الطبيعة تلك ما زالت تتحول إلى لعنة تاريخية. يطلق الأفارقة على النفط اسم «غائط الشيطان». وفي عام 1978 اكتشف النفط في السودان، وبعد سبع سنوات بات معروفاً أن الاحتياطيات وصلت إلى أكثر من الضعف وأن معظم الكمية ترقد في غربي البلاد، في منطقة دارفور.
\r\n
\r\n
أدرك بأن التاريخ لا يتكرر، لكني أشك في ذلك أحياناً، لاسيما عندما أقرأ ما كتبه لورنس العرب من العراق عام 1920: «لقد خدعونا بإخفاء المعلومات بشكل منتظم. لقد جلب شعب انجلترا إلى بلاد الرافدين ليقع في فخ سيكون من الصعب الخروج منه بكرامة وشرف».وماذا عن السيف المسلط ضد شافيز؟ ألا يمت نفط فنزويلا بأي صلة إلى هذه الحملة المسعورة التي تهدد باسم الديمقراطية بقتل الديكتاتور الذي فاز بتسع عمليات انتخابية نظيفة؟
\r\n
\r\n
وماذا عن الصرخات التحذيرية المتواصلة من الخطر النووي الإيراني؟ أليست مرتبطة بواقع ان إيران تمتلك أحد أغنى احتياطيات الغاز في العالم؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك كيف يفسر ذلك التهديد النووي؟ وهل كانت إيران هي البلد الذي ألقى القنابل النووية على السكان المدنيين في هيروشيما وناغازاكي؟
\r\n
\r\n
شركة «بكتل» ومقرها كاليفورنيا، كانت قد حصلت لمدة 40 عاماً على امتياز مياه «كوشابامبا» كل المياه، بما في ذلك مياه الأمطار، لكنها لم تجهز أمورها جيداً وتضاعفت أسعار المياه ثلاث مرات واندلعت انتفاضة واضطرت الشركة للرحيل عن بوليفيا.
\r\n
\r\n
ورق قلب الرئيس بوش على عملية الطرد وخفف عن الشركة مقدما مياه العراق، مما ينم عن كرم كبير من جانبه، فالعراق ليس جديراً بالإبادة بسبب ثروته النفطية الأسطورية فحسب، بل إن ذلك البلد المروي من دجلة والفرات يستحق الأسوأ أيضاً لأنه أغنى مصدر للمياه العذبة في الشرق الأوسط كله.
\r\n
\r\n
العالم ظمآن، والسموم الكيماوية تتلف الأنهار والجفاف يبيدها، والمجتمع الاستهلاكي يستهلك المزيد من الماء في كل مرة، والمياه تصبح أقل صلاحية للشرب أكثر فأكثر وتغدو أكثر شحاً في كل مرة، الجميع يقول والجميع يدرك أن الحروب النفطية ستكون غداً حروباً مائية.
\r\n
\r\n
لكن في واقع الأمر، فإن الحروب المائية جارية على قدم وساق، وهي حروب غازية، لكن الغزاة لا يلقون قنابل ولا ينزلون قواتاً، وإنما يسافر هؤلاء التكنوقراطيين الدوليون وهم يرتدون ملابس مدنية ويخضعون البلدان الفقيرة لما يعرف بالحالة الراهنة ويطالبونها بالخصخصة أو الموت. أما أسلحتهم وأدوات الاغتصاب المميتة التي يستخدمونها، فإنها لا تحدث ضجة.
\r\n
\r\n
ولقد فرض البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، اللذان يشكلان فكي كمّاشة واحدة، في السنوات الأخيرة خصخصة المياه في 16 بلداً فقيراً، من بينها بعض أفقر البلدان في العالم مثل بنين والنيجر وموزمبيق ورواندا واليمن وتنزانيا والكاميرون وهندوراس ونيكاراغوا.. وما كان ممكناً دحض الحجة، فإما تسلمون المياه وإما لن تكون هناك رحمة في الديون والقروض الجديدة.
\r\n
\r\n
كما تحلى الخبراء بالصبر لتوضيح أنهم ما فعلوا ذلك لتقويض السيادة، وإنما للمسارعة في تحديث البلدان الغارقة في التخلف بسبب عجز الدولة. وفي حال بدت حسابات المياه المخصصة غير قابلة للدفع بالنسبة لغالبية السكان، فإن ذلك أفضل بكثير، وذلك لرؤية ما إذا كانت ستستيقظ في الآخر إرادة العمل النائمة لديهم.
\r\n
\r\n
من يتحكم في العملية الديمقراطية؟ هل هم الموظفون الدوليون ذوو المرتّبات الفلكية والذين لم يصوت لهم أحد؟ في نهاية أكتوبر من العام الماضي، قرر استفتاء مصير المياه في أوروغواي، حين صوّتت الغالبية الساحقة من السكان على أن المياه هي ثروة عامة وحق للجميع.وكان ذلك نصراً للديمقراطية ضد تقليد العجز، الذي يعلمنا أننا عاجزون عن إدارة المياه، أو أي أمر آخر، وضد السمعة السيئة للملكية العامة الفاقدة للهيبة بسبب السياسيين الذين استغلوها وأساؤوا إليها،
\r\n
\r\n
كما لو كان ملك الجميع ليس ملكاً لأحد.استفتاء أورغواي لم يكن له أي صدى عالمي، فوسائل الإعلام الكبرى لم تركز على هذه المعركة من حرب المياه، التي خسرها الذين يكسبون دائماً، لكن هذا المثال لم ينقل عدواه إلى أي بلد آخر في العالم. وكان هذا أول استفتاء على المياه يعرف حتى الآن وكان الأخير أيضاً.
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.