\r\n ولكن مع ظهور صورة بوش الآن على الإنترنت متاحة لكثير من المطلعين الليبراليين , قد يجد أن المقارنة يصعب التخلص منها . \r\n وهذا صحيح , فبينما كان بوش يستمتع بعطلته ويعزف على جيتاره الجديد , كانت مدينة كبيرة تدمرها المياه وليس الحرائق . \r\n وعلى العكس من الإمبراطور نيرون , الذي كان يتهم من المؤرخ سيوتونيوس بالبدء عمدا في إشعال الحريق الذي دمر معظم روما في سنة 64 بعد الميلاد , فإن أحدا لا يتهم الرئيس بوش بالتخطيط لإعصار كاترينا . \r\n ولكن إدارة بوش تستحق لوما كبيرا على مدى ونطاق الكارثة في نيو أورليانز . \r\n وتشير مقالة ممتازة ظهرت الاسبوع الماضي للكاتب ويل بانش في مجلة (إديتور آند بابليشور) الأميركية إلى أن تكلفة حرب العراق هي التي أفضت بإدارة بوش إلى عدم تمويل الجهود الخاصة بضمان وتأمين أرصفة وحواجز المدينة المعرضة للخطر . فبعد ان أدى الفيضان في عام 1995 إلى مقتل ستة أشخاص في نيو أورليانز , بدأ سلاح المهندسين بالجيش الأميركي العمل في مشروع هندسة مدنية هائل مصمم لدعم وتقوية أرصفة وحواجز المنطقة وتحسين نظام الضخ الذي ينظم مستويات المياه . \r\n وبدأ العمل بداية جيدة , ولكن في عام 2003 بدأ التمويل الفيدرالي في النضوب , تاركا كثيرا من المشاريع - بما فيها الجهود المخطط لها لدعم وتقوية ضفتي بحيرة بونتشارترين - على لوحة الرسم . \r\n وفي أوائل عام 2004 قالت صحيفة (نيو أورلينز تايمز- بيكايون) ان المسئولين المحليين وممثلي سلاح المهندسين بالجيش الأميركي قد عزوا تخفيضات التمويل إلى التكلفة المتزايدة للحرب على العراق . \r\n وفي مواجهة عملية عجز قياسي في الموازنة , خفضت إدارة بوش التكاليف , وضمنت في ميزانيتها لعام 2005 حوالي سدس التمويلات فقط الخاصة بمنع الفيضان والوقاية منه والمطلوبة من وفد لويزيانا بالكونغرس. \r\n إن الحرب على العراق جعلت أيضا التعافي من إعصار كاترينا أكثر بطئا وأكثر تحديا.فقد وجدت وحدات الحرس الوطني بالجيش الأميركي والمتاحة بشكل طبيعي للإغاثة في الكوارث الطبيعية المحلية الاستجابة السريعة للطوارئ امرا صعبا على نحو غير معتاد حيث ان كثيرا جدا من أفرادها يتم نشرهم في العراق . وعلى الرغم من ان مزيدا من الوحدات قد تم إرسالها في وقت لاحق من الأسبوع , إلا أن العجز في القوة البشرية كان واضحا بشكل مؤلم خلال الساعات الأولى الحاسمة . \r\n \r\n وحرب العراق ليست هي السبب الوحيد للإصرار على أن إدارة بوش تستحق بعض اللوم لعظم وضخامة الكارثة التي مازالت لم تطو صفحتها بعد. \r\n وبعد 11 سبتمبر , وعد الرئيس بوش بان أميركا لن تكون غير مستعدة ثانية في وجه الكارثة . وقد تم إنشاء وزارة الأمن الداخلي الأميركية برؤية ضمان ان كل مدينة أميركية يكون لديها خطط طوارئ كافية قائمة في مثل ذلك النوع من الأزمات واسعة النطاق والتي يمكن أن تصاحب أيا من هجوم إرهابي أو كارثة طبيعية . \r\n وكان وعدا فارغا \r\n فبعد أربعة أعوام من وقوع أحداث 11 سبتمبر , تبرز الفوضى العارمة والإخفاق التام في نيو اورليانز عجز أمتنا المستمر في التواءم مع التهديدات الخطيرة . \r\n ولنأخذ الصحة العامة مثالا : فقد كانت خطط الاستعداد للإعصار - والمقترض أنها معدة بمشاركة وموافقة مسئولي الأمن الداخلي - غير كافية بدرجة كبيرة لتأمين إمداد مستمر للدواء والتطبيب للمرضى وإخلاء العجزة والمعتلين وتنظيف وتطهير المكان وتوفير مياه الشرب ومنع انتشار الامراض . \r\n ولا يمكن بطبيعة الحال إلقاء اللوم في كل شئ على إدارة بوش,ولكن بالنسبة لملايين الأميركيين , فإن التوابع الكارثية لإعصار كاترينا من المحتمل أن تبقى كإدانة لاقصاديات بوش الزائفة , ووعوده الفارغة وأولوياته الساذجة . \r\n إن عزف نيرون الشهير على الكمان مازال - بعد ألفي عام من موته - حكاية لها رمزيتها ودلالتها عن القيادة اللامبالية والمتمحورة حول الذات في أوقات الأزمات . وسلوك بوش الغريب في اللعب على الجيتار في وجه دمار نيو أورليانز قد يحكم عليه بمصير مماثل . \r\n \r\n \r\n روزا بروكس \r\n أستاذة مساعدة بكلية القانون بجامعة فيرجينيا \r\n خدمة \" لوس انجلوس تايمز \" - خاص ب \" الوطن \"