1400 طالب يوميًا يستفيدون من دروس التقوية في مساجد الوادي الجديد    طرح لحوم بلدية بأسعار مخفضة في الوادي الجديد استعدادًا لعيد الأضحى    البيت الأبيض: من المرجح أن يتحدث "ترامب" و"شي جين بينج" خلال الأسبوع الجاري    مصطفى فتحي: كنا ننافس على 3 بطولات في الموسم الحالي    رسميا.. محمود بسيوني حكما لنهائي كأس مصر بين الزمالك وبيراميدز    مجلس الاتحاد السكندري يرفض استقالة مصيلحي    السيطرة على حريق نشب بنخل بجوار مخزن مشروبات غازية بقليوب    البيت الأبيض يعلن استعداد ترامب للقاء بوتين وزيلينسكى    تقارير: ميلان يحلم بالتعاقد مع لوكا مودريتش    منتخب فلسطين يكرم وسام أبو علي بلقب الدوري المصري    تعرف على وجبة عشاء وزير خارجية إيران مع وزراء مصر السابقين ب خان الخليلي (خاص)    ترامب ينتقم من نتنياهو ويقيل مسؤولين كبارا "مؤيدين لإسرائيل" في إدارته    برنامج الأغذية العالمي: أكثر من مليوني شخص في غزة يعانون الجوع الشديد    عيار 21 الآن يعود للارتفاع.. سعر الذهب اليوم الثلاثاء 3 يونيو في الصاغة (تفاصيل)    سعر الدولار أمام الجنيه والعملات الأخرى قبل بداية تعاملات الثلاثاء 3 يونيو 2025    الداخلية توضح حقيقة الفيديو المتداول لسير سيارات في مسار الأتوبيس الترددي    ماذا لو قررت المحكمة الرياضية منح الدوري لبيراميدز؟ أحمد دياب يرد    أسطورة ميلان: الأهلي سيصنع الفارق بالمونديال.. وما فعله صلاح خارقًا    مصطفى فتحي: عشت أسوأ يوم في حياتي مع الزمالك    مدحت عبدالهادي: انسحاب الأهلي كان صادمًا.. وشيكابالا عليه مسؤولية كبيرة    هاني سعيد: لا نمانع التعاون مع الأهلي.. وفرصة إبراهيم عادل في الاحتراف كبيرة    صرف 11 مليون جنيه منحة عيد الأضحى ل7359 عاملًا بالوادي الجديد    طقس ربيعي.. «الأرصاد» تكشف حالة الطقس اليوم في المنيا والصعيد    أخبار 24 ساعة.. برنامج جديد لرد أعباء الصادرات بقيمة 45 مليار جنيه في الموازنة    عامل يتهم 3 أشخاص بسرقة شقته في الهرم    الصلح والتسامح وخصوصية العائلة.. أبرز ما جاء في بيان ورثة المرحوم شريف الدجوي    أفضل أماكن الخروج في عيد الأضحى المبارك 2025 بالمنوفية    إصابة 10 سيدات في حادث «أتوبيس» بمحافظة المنيا الجديدة    أخبار مصر اليوم: توضيح عاجل من التعليم بشأن تطبيق نظام البكالوريا.. البحوث الفلكية يكشف مفاجأة بشأن زلازل مصر.. الأرصاد تحذر من رياح مثيرة للرمال والأتربة على هذه المناطق    الكشف عن تمثال أسمهان بدار الأوبرا بحضور سلاف فواخرجي    تزوج فنانة شهيرة ويخشى الإنجاب.. 18 معلومة عن طارق صبري بعد ارتباط اسمه ب مها الصغير    4 أبراج «بيعرفوا ياخدوا قرار»: قادة بالفطرة يوزّعون الثقة والدعم لمن حولهم    حين يتعطر البيت.. شاهد تطيب الكعبة في مشاهد روحانية    سعد الهلالي: كل الأضحية حق للمضحي.. ولا يوجد مذهب ينص على توزيعها 3 أثلاث    النيابة الإدارية تُشكيل لجنة لفحص واقعة الحفر والتنقيب عن الآثار بقصر ثقافة الأقصر    أزال التاتو ويتعلم تجويد القرآن.. خالد الجندي يكشف تفاصيل توبة أحمد سعد    محافظ قنا يدعو أصحاب الصيدليات الخاصة للانضمام للتأمين الصحي لصرف الأدوية للمرضى    التنظيم المركزي بالجبهة الوطنية تعقد أول اجتماعاتها برئاسة النائب أحمد رسلان    أمين الفتوى يحسم حكم توزيع لحوم أو مال بدلاً عن الأضحية    موعد أذان فجر الثلاثاء 7 من ذي الحجة 2025.. ودعاء في جوف الليل    القومي للبحوث يقدم نصائح مهمة لكيفية تناول لحوم العيد بشكل صحي    محمد ثروت يكشف كواليس مشاركته في «ريستارت»: الضحك رسالة الفيلم (فيديو)    البحوث الفلكية: دخولنا الحزام الزلزالي لا أساس له من الصحة    شريف سلامة يكتب: رؤية اقتصادية.. التحول نحو الاقتصاد الرقمي.. أين تقف مصر؟    مدير تلال الفسطاط يستعرض ملامح مشروع الحدائق: يتواءم مع طبيعة القاهرة التاريخية    الجوزاء.. تعرف على صفات برج الفرعون المصري محمد صلاح    أرامكو السعودية تنهي إصدار سندات دولية ب 5 مليارات دولار    الإصلاح والنهضة: 30 يونيو أسقط مشروع الإخوان لتفكيك الدولة ورسّخ الوعي الوطني في مواجهة قوى الظلام    ضربات الشمس في الحج.. الأسباب والأعراض والإسعاف السريع    في رحاب الحرم.. أركان ومناسك الحج من الإحرام إلى الوداع    عبد الرازق يهنىء القيادة السياسية والشعب المصري بعيد الأضحى    رئيس جامعة بنها: تبادل التهاني في المناسبات الدينية يؤكد التماسك    «صحة الاسكندرية» تعلن خطة التأمين الطبي لاحتفالات عيد الأضحى    الرئيس السيسى يستقبل مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية    تخريج 100 شركة ناشئة من برنامج «أورانج كورنرز» في دلتا مصر    حزب السادات: فكر الإخوان ظلامي.. و30 يونيو ملحمة شعب وجيش أنقذت مصر    رئيس الوزراء يُتابع جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات خلال شهر مايو الماضي    هيئة الشراء الموحد: إطلاق منظومة ذكية لتتبع الدواء من الإنتاج للاستهلاك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تركيا والمشوار الطويل نحو أوروبا
نشر في التغيير يوم 06 - 09 - 2005

وحتى آخر لحظة كان القرار الخاص ببدء المفاوضات محاطا بالشكوك وعدم اليقين، حيث كان هناك دائما خطر ماثل وهو أن تقوم دولة أو أكثر من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بإعاقة العملية برمتها من خلال استخدام الفيتو، وهو ما كان سيقضي نهائيا على الحلم التركي بالانضمام إلى الاتحاد.
\r\n
ويذكر في هذا السياق أن الرأي العام في أوروبا قد أصبح خلال الشهور الماضية متصلباً في مواقفه تجاه تركيا، مما جعل الأتراك وهم المعروفون بعواطفهم الوطنية الجياشة أكثر ضيقا وتململا تجاه ما يصفونه بال\"التباطؤ الأوروبي\" المتعمد.
\r\n
وعندما قام الناخبون في فرنسا وهولندا في وقت سابق من هذا العام برفض الدستور الأوروبي الجديد المقترح، فإنهم وضعوا الاتحاد في أزمة، وأثاروا الشكوك حول جدوى أية توسيعات جديدة للاتحاد وهو ما مثل في حد ذاته أخبارا سيئة بالنسبة لتركيا.
\r\n
في نفس الوقت، نرى أن كبار السياسيين الأوروبيين، قد أعربوا عن معارضتهم لعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي. ففي ألمانيا مثلا قالت \"أنجيلا ميركيل، زعيمة الحزب الديمقراطي المسيحي المحافظ - والتي يتوقع على نطاق واسع أن تحل محل \"جيرهارد شرودر\" في منصب المستشارية عقب الانتخابات التي ستجرى في وقت لاحق من هذا الشهر كما هو مقرر- إن أوروبا يجب ألا تعرض على تركيا شيئا أكثر من وضعية \"الشريك المتميز\" وذلك كبديل عن انضمامها الكامل للاتحاد.
\r\n
علاوة على ذلك نجد أن نيكولا ساركوزي وزير داخلية فرنسا الطموح والمرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة 2007 يتبنى نفس الآراء.. كما نجد أيضا أن النمسا تعارض انضمام تركيا للاتحاد.
\r\n
فالكثير من الأوروبيين يعتقدون أن تركيا أكبر مما ينبغي، وأفقر مما ينبغي، وذات ثقافة غريبة أكثر مما ينبغي، فضلا عن أنها إسلامية أكثر مما ينبغي، وهي عوامل تحول كلها دون استيعابها بسهولة في الأسرة الأوروبية.
\r\n
وهناك أيضا مشكلة ظهرت في اللحظة الأخيرة بسبب رفض تركيا الاعتراف بجمهورية قبرص، أو الجزء اليوناني من الجزيرة، والذي انضم للاتحاد الأوروبي في مايو 2004. ففي التاسع والعشرين من شهر يوليو الماضي، قامت تركيا بالتوقيع على بروتوكول ينص على توسيع اتفاقية الشراكة الموقعة بينها وبين الاتحاد الأوروبي (وكذلك اتحاده الجمركي) بحيث تمتد إلى جميع الدول الأعضاء الجديدة بما في ذلك قبرص.. ولكن تركيا أعلنت بشكل صريح أن امتداد الشراكة إلى كل الدول ليس مقصودا به الاعتراف بها. وتواصل تركيا الآن السياسة التي دأبت على اتباعها تجاه قبرص والتي تقوم على منع الطائرات والسفن القبرصية من الهبوط في مطاراتها وموانئها.
\r\n
وفي الثاني من شهر أغسطس الماضي، أثار رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دوفيلبان مخاوف من احتمال قيام فرنسا باستخدام حق الفيتو لمنع تركيا من الانضمام للاتحاد الأوروبي عندما قال إنه من \" غير المتصور\" أن تتم الموافقة على البدء في محادثات مع بلد لا يعترف بكل دولة من الدول الأعضاء في الاتحاد.
\r\n
بيد أن ما حدث نهاية الأسبوع الماضي عندما اجتمع وزراء الخارجية الممثلون ل25 دولة أوروبية في \"نيوبورت\" في ويلز يومي 1-2 سبتمبر الجاري هو أن كل تلك المخاوف قد تبددت عندما اتخذ الوزراء المجتمعون قراراً بالإجماع ينص على بدء المفاوضات مع تركيا. ويذكر هنا أن بريطانيا التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي حتى نهاية العام الجاري حسب نظام التناوب الموضوع قد جعلت مسألة بدء تلك المحادثات ضمن قائمة أولوياتها. وقد تفاعلت بورصة اسطنبول بحماس مع تلك الأنباء.
\r\n
بيد أن المهم هنا أن نؤكد أن تركيا لا زالت في بداية العملية، وأن المفاوضات بينها وبين الاتحاد الأوروبي ستكون شاقة وطويلة، ويمكن أن تستمر حسب ما هو متوقع لفترة تتراوح ما بين 10 إلى 15 عاما. وإذا ما تقاعست تركيا عن اتخاذ الخطوات المطلوبة في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان أو اقتصاد السوق، فإن تلك المحادثات يمكن أن تتوقف، بل ويمكن إلغاؤها كلية.
\r\n
وفي جميع الأحوال فإن المحصلة النهائية هي أبعد ما تكون عن اليقين. فالناخبون الفرنسيون على وجه الخصوص حصلوا على وعد مؤداه أنه سيسمح لهم بالتصويت – من خلال استفتاء- على قبول أو عدم قبول عضوية تركيا بمجرد انتهاء المفاوضات الجارية بهذا الشأن.
\r\n
والسؤال الذي قد يتبادر إلى الذهن هو: ما هو السبب الذي دفع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ قرار باستئناف المفاوضات مع تركيا؟ أولا، أنه ليس بمقدور الاتحاد الدخول في أزمة جديدة مع تركيا خصوصا وهو لا يزال يعاني من أزمة رفض الدستور الذي ينظر إليه على نطاق واسع بأنه كان بمثابة ضربة موجهة لعملية التكامل الأوروبي فضلا عن أن القادة الأوروبيين ليس لديهم الاستعداد ولا الرغبة الآن في الدخول في عراك جديد. ثانيا، أنه من الصعب للغاية التراجع عن الوعود التي كان الاتحاد الأوروبي قد قطعها على نفسه لتركيا. ثالثا، أن الاتحاد الأوروبي كان ملزما أخلاقيا بأن يضع في تقديره ذلك التشريع الجسور الذي مررته حكومة رجب طيب أردوغان في حقل حقوق الإنسان، والذي يتضمن تبني قانون جديد ينص على إلغاء عقوبة الإعدام، وعلى اعتبار التعذيب فعلاً يعرض مرتكبيه للعقوبة الجنائية.
\r\n
رابعا، أنه كان هناك إدراك على نطاق واسع بين دول الاتحاد مؤداه أن صك الباب في وجه تركيا، قد يحمل في طياته خطر إقصاء الرأي العام التركي ودفعه إلى التشدد، مما يؤدي إلى إدخال عنصر خطير من عناصر عدم الاستقرار في منطقة الشرق شديدة التقلب بطبيعتها. خامسا، أنه ونظرا إلى أن أوروبا تواجه خطرا إرهابيا غير مسبوق من قبل المتطرفين الدينيين، فإنه كانت هناك حاجة ملحة لمد جسور مع الدولة التي قامت بالتوفيق بين هويتها الدينية وبين الإرث العلماني والديمقراطي لكمال أتاتورك.
\r\n
وفي النهاية، لا شك أنه كان هناك قدر كبير من الرغبة في تحقيق المصلحة الذاتية وراء القرار الأوروبي ببدء المفاوضات مع تركيا. ففي أي تنافس مستقبلي مع الولايات المتحدة، أو الصين، أو روسيا، فإن عضوية تركيا ستضيف كثيرا إلى ثقل أوروبا، وإلى قوتها العسكرية كذلك.
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.