تقريبا بعد سبع سنوات من تولي شافيز السلطة لاتزال الحكومة الاميركية في حيرة من أمرها في كيفية التعاطي معه.فالشيء المؤكد هو ان فنزويلا في عهد شافيز تطرح مشكلة محيرة حقيقية.وان كانت رسائل واشنطن -التي احيانا تكون تهادنية واحيانا تصادمية واحيانا متناقضة -هي رد فعل إلى حد بعيد ولا تبدي الكثير فيما يمكن أن يكون عليه التفكير الاستراتيجي. \r\n وهذه الربكة مكلفة بشكل كبير.فهي تجعل الانفجارات العاطفية مثلما أظهر روبيرتسون -الذي حول اهتمامنا عن التحدي الذي يشكله شافيز وشوه فهمنا عما يجري في المنطقة - من غيرالمحتمل ان يتم تصديقها بشكل كبير من قبل ابناء اميركا اللاتينية.ووابل النقد المتوقع والمبرر ضد دعوة روبيرتسون بتغيير النظام لسوء الحظ يبدو انه يشجع الاتجاه المعاكس وهو انه لايجب على الولاياتالمتحدة التعاطي مع شافيز بجدية. \r\n وان كانت الترضية ليست هي الرد.فاستنادا منه على عائدات النفط غير المتوقعة وتصاعد معاداة الولاياتالمتحدة في اميركا اللاتينية يستخدم شافيز بشكل تقدمي خطابا سياسيا يضرب بعنف ادارة بوش ويحمل لواء العدالة الاجتماعية لترسيخ قوته في الداخل ومد نفوذه في المنطقة وماورائها.انه في هذا الوقت عائد للاصول في ازدرائه للديمقراطية الليبرالية ومعقد عندما يتعلق الامر بلعب لعبة السياسة العالمية.ولفظه بوصفه مجرد رجل قوي آخر من اميركا اللاتينية سيكون عديم الجدوى. \r\n يشن الزعيم الفنزويلي معارك على عدد من الجبهات.والكثير محل رهان بما في ذلك احتمالات الديمقراطية الليبرالية في اميركا اللاتينية.حيث يبني شافيز نموذجا لحكم وطني معاد للقيم الديمقراطية وحقوق الانسان.ويبدو انه متبني مهمة لاتناهض الولاياتالمتحدة بشكل قوي فحسب بل تسعى إلى إعادة المنطقة إلى السياسة الاستبدادية. \r\n تكمن قوة شافيز الاساسية في ادعائه نموذجا شعبيا يعترف بالمظالم الاجتماعية الحقيقية والمشاعر المستاءة داخل فنزويلا وغيرها.وان كانت دعاويه وعلى الرغم من جاذبيتها هي في التحليل الاخير مخادعة.فعلى الرغم من الإحباط بشأن نقص التقدم الديمقراطي والاقتصادي في أميركا اللاتينية على مدى العقد الماضي فقد تكون مأساة كبيرة إذا عادت المنطقة إلى العصور الماضية.والتحدي بالنسبة للسياسة الاميركية هي مقارعة صحة ادعاءات شافيز ومبالغاته الحمقاء وليس الاشكال المتشبثة برأيها الخاطئ.حيث يجب ابتكار بدائل سياسية تتوافق مع الحقائق الصعبة لكن دون التخلي عن القيم الغربية الحديثة. \r\n \r\n لسوء الحظ ولمجموعة مختلفة من الأسباب فإن اميركا اللاتينية غدت في السنوات الاخيرة أقل تقبلا للأطروحات الاميركية البناءة.فضلا عن ذلك فإن فكرة أن ادارة بوش يمكن أن تنفذ سياسة اغتيالات حسبما ذكر روبيرتسون تجعل اي شخص مثل شافيز يحظى بقدر معقول من المصداقية في المنطقة.برغم الاستنكارات الرسمية المتكررة فإن عجز ادارة بوش عن ادانة تصريحات روبيرتسون بعبارات قوية بما فيه الكفاية قد زاد المستويات العالية بالفعل من عدم الثقة. \r\n إذ كيف يمكن ان يجدي استنكار وزير الدفاع دونالد رامسفيلد بقوله(وزارتنا لاتعمل مثل هذه الاشياء) خاصة بعد عودته الاخيرة من ثالث زيارة له خلال 10 اشهر لاميركا اللاتينية حيث ذكر هناك ان كل من كوبا وفنزويلا تسعيان إلى تقويض الاستقرار في بوليفيا؟ فمثل هذه الاعلانات- حيث يقول رامسفيلد ان هناك دليلا لكنه لم يقدم شيئا- تلقي بظلالها على الامتداح الاولي الذي ابدته ادارة بوش لمحاولة الانقلاب العسكري ضد شافيز في ابريل 2002. \r\n باختصار ان الشكوك تتزايد.ومع الاخذ في الاعتبار للتاريخ -المحاولات المتكررة في العقود السابقة للإطاحة بحكومات والمؤامرات لاغتيال فيدل كاسترو والتي ليس من السهل نسيانها-تضافرا مع ما ينظر اليه على نطاق واسع بأنه انتهاكات من قبل الولاياتالمتحدة للأعراف والمعايير الدولية في العراق وفي معتقل غوانتانامو في كوبا فإن كل ذلك قد أتى بشكل كبير على مصداقية الولاياتالمتحدة بين الاميركيين. \r\n ويأتي تطوير العلاقات مع الشركاء الطبيعيين للولايات المتحدة في المنطقة- المكسيك والبرازيل- كأفضل السبل للحفاظ على المكاسب السياسية التي تحققت بعد جهد جهيد في أميركا اللاتينية وإبقاء تصرفات حكومة شافيز تحت المجهر. ويبدو أن زيارة وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس لاميركا اللاتينية في مايو الماضي تصب بشكل جيد في هذا الاتجاه.وان كان لسوء الحظ لم يعقبها عمل الكثير. \r\n أغلب حكومات المنطقة تنأى بنفسها عن الخلافات والشقاقات ولاتزال تشترك في القيم والمصالح مع الولاياتالمتحدة.وثمة فرص للانخراط بشكل أكبر في اميركا اللاتينية والمساعدة على تخفيف حدة الاوضاع الاجتماعية والغموض السياسي.هذا وان كانت استعادة الثقة أمر أساسي.ولعل إعادة النظر للمنطقة باعتبارها الساحة الخلفية لنا يمكن ان تمثل بداية جيدة. \r\n \r\n \r\n مايكل شيفتر \r\n نائب رئيس مركز الحوار بين الاميركتين وأستاذ سياسة اميركا اللاتينية في جامعة جورج تاون.خدمة (لوس انجلوس تايمز-واشنطن بوست) خاص ب(الوطن)