\r\n \r\n الولاياتالمتحدة تعتبر فنزويلا، تحت حكم شافيز، قوة معادية. وشافيز اتهم الولاياتالمتحدة بمحاولة الإطاحة به، ربما عن طريق الغزو. ولم تخف واشنطن موقفها المؤيد لإزاحة شافيز عن الحكم، لا بل أنها تحركت علناً لتمويل الجماعات المناوئة لشافيز في فنزويلا. وربما تكون حقيقة نوايا واشنطن وخططها غير معلنة وغير واضحة، لكن ليس هناك أدنى شك في أن الولاياتالمتحدة تود التخلص من شافيز. \r\n \r\n ومن الطبيعي أن لقاء شافيز بالرئيس الإيراني وإبرامه صفقات نفطية مع الصين لم يحببا الولاياتالمتحدة به. لكن شافيز نفسه لا يريد التودد إلى الولاياتالمتحدة. \r\n \r\n إن رفع الراية النووية، لاسيما في سياق إيراني، خطة يبدو الغرض منها استثارة ردة فعل أميركية. وفي ظاهر الأمر، يبدو أن شافيز يقوم بمجازفة غير ضرورية لاستفزاز الولاياتالمتحدة لتتحرك ضده متسلحة بتبريرات علنية أفضل. وأحد الادعاءات، التي كثيراً ما يرددها منتقدو شافيز، هو انه «غير متزن». \r\n \r\n لكن هذا تفسير مبالغ به. فالرئيس شافيز سياسي فعال جداً ونجح في إدارة حلقات عديدة حول الولاياتالمتحدة لدرجة انه لا يمكن نبذه والاستخفاف به بهذه السهولة. \r\n \r\n إن شافيز، أولاً وقبل كل شيء، يحاول المحافظة على زمام السيطرة في فنزويلا. وعندما تعامله الولاياتالمتحدة باعتباره تهديداً كبيراً، فإنها فعلاً تقوّي موقفه في بلده. إن بوسعه استثارة مشاعر الكبرياء الوطنية لمجرد أن واشنطن تأخذه على محمل الجد. وهو بتأكيده المتكرر على أن إدارة بوش تريد الإطاحة به إنما يدلل على أهميته أمام شعبه. كما أن مكانته تتعزز أيضاً بزيارة زعماء بارزين من دول أخرى إلى كاراكاس. \r\n \r\n فنزويلا لن تصبح قوة نووية في حياة شافيز. لكن القدرة على التحدث بجدية عن امتلاك قوة نووية يمنح شافيز مصداقية سياسية لدى قاعدته السياسية التي يحرص على الاحتفاظ بدعمها له. وإذا حالفه الحظ بأن يتعرض لتهديد حقيقي من واشنطن، فإن هذا سيعطي دفعة قوية لشعبيته ومكانته في بلده. \r\n \r\n وهذا لا ينطبق على فنزويلا وحدها وإنما على أميركا اللاتينية كلها، حيث تتعزز مصداقية شافيز إقليمياً أيضاً لمجرد ظهوره بمظهر المقاوم للنفوذ الأميركي. \r\n \r\n ولا شك بأن الحصول على التأييد في المنطقة خاصة التأييد في مواجهة التدخل الأميركي من بلدان مثل البرازيل يعزز فرص بقاء نظام شافيز في فنزويلا. وهكذا سيكون من الصعب الإطاحة بشافيز، الرئيس المنتخب في فنزويلا، والقيام بهذا ضد مشيئة القوى الإقليمية الكبيرة سوف يجعل هذه الخطوة باهظة التكلفة. \r\n \r\n ومن هنا، فإن إثارة موضوع البرنامج النووي تساعد شافيز في تأمين نظامه ضد واشنطن. ويدرك شافيز أن الولاياتالمتحدة لا تنوي غزو فنزويلا ويعلم جيداً أن إدارة بوش ليس لديها شهية لخوض حرب احتلال هناك. ولذلك فإن التحرك الأميركي ضد شافيز سيكون تحركاً سرياً. \r\n \r\n لكن لكي ينجح التحرك السري، يجب أن لا يستثير ردة فعل قوية من بقية بلدان أميركا اللاتينية وكل ما يستطيع شافيز فعله الآن لرفع مكانته ومصداقيته في أميركا اللاتينية يؤدي بالمحصلة، إلى خفض احتمالات الإطاحة به بخطة سرية.وإذا انكشفت الخطة للعلن، فإن ردة الفعل في المنطقة ستكون شديدة وستزيد نفوذ شافيز بدلاً من أن تقوضه. \r\n \r\n إن شافيز لا ينوي بناء تجهيزات نووية بمساعدة إيران أو بدونها. ولن يبني حتى مفاعلاً نووياً سلمياً في أي وقت في المستقبل القريب. والولاياتالمتحدة لن تغزو فنزويلا أو تشن ضربات استباقية ضد برنامج نووي خيالي. لكن شافيز تعلم من كوريا الشمالية وإيران أن مجرد مناقشة الأسلحة النووية يمكن أن تستثير سلوكاً أميركياً يزيد الدعم الداخلي للنظام ويدفع القوى الأجنبية لاتخاذ مواقع دفاعية بدافع القلق. \r\n \r\n من غير المرجح أن تسقط واشنطن في فخ شافيز فإدارة بوش تدرك أن حديثه عن البرنامج النووي كلام فارغ. لكن على أي حال فإن التصريحات لا تكلف شافيز شيئاً ومن يدري؟ فربما يتفوه أحدهم بتهديد ضد شافيز. وذلك وحده كفيل بتبديد بعض نقاط الضعف التي تعتريه اليوم. \r\n \r\n ونحن نتوقع من واشنطن التزام الصمت حيال هذه القضية، لكن هناك دائماً مصدر لا يكشف عن اسمه في البيت الأبيض يخرج ليدلي بتصريحات.. بلهاء. \r\n \r\n خدمة «لوس أنجلوس تايمز» \r\n \r\n خاص ل «البيان» \r\n \r\n \r\n