وعلى رغم إعلان موسكو وبكين ان المناورات لا تتسم بطابع استعراضي، وليست موجهة ضد بلدان أخرى، كررت الولاياتالمتحدة واليابان وكوريا الجنوبية اعلان قلقهما». ويبدو جلياً ان هذا الموقف من جانب واشنطن وحلفائها يعكس عدم رضا عن التقارب السياسي بين روسيا والصين، ومخاوف من تنامي مكانة منظمة شنغهاي للتعاون. والخبراء الروس، وبينهم الكسندر دوغين زعيم حزب اوراسي، يرون ان ما دفع موسكو وبكين الى البدء بتعزيز شراكة استراتيجية هو اشتعال «الثورات الملونة» في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق. وأظهر الأثر الأميركي في جورجيا وأوكرانيا وقيرغيزيا وأوزبكستان في شكل لا مواربة فيه، ان الولاياتالمتحدة عكفت بجد على إعادة تشكيل بلدان الاتحاد السوفياتي السابق لخدمة مصالحها الإستراتيجية. وذلك في مقابل تراجع نفوذ روسيا والصين، وتحويل دوريهما الى هامشي وضعيف. وقد أجابت موسكو وبكين عن هذا التحدي بأسلوبيهما. \r\n \r\n ويدل إجراء المناورات العسكرية الروسية – الصينية، والشراكة الإستراتيجية مع الصين، وتطوير منظمة شنغهاي للتعاون، بلا ريب على تغير في النهج الجيوسياسي لموسكو. ولكن الاعتقاد أنها اعتمدت الخيار الآسيوي في شكل قاطع ووحيد، خطأ. ويكفي ان نعيد الى الاذهان مقولة المصلح الروسي البارز، بيوتر ستوليبين، عن شعار روسيا «انه موروث عن بيزنطية فهو نسر ذو رأسين» ينظر احدهما نحو الشرق والآخر نحو الغرب. \r\n