ومن المؤكد أنه ليس من قبيل المصادفة أن عام 2006 سيشهد الانتخابات النصفية لكونغرس جديد، فيما تظهر استطلاعات الرأي أن الشعب الأميركي بدأ يتحول ضد حرب جورج بوش وضد أسلوب إدارته لهذه الحرب. وأظهر استطلاع حديث أجرته وكالة «أسوشيتدبرس» بالتعاون مع منظمة «آي بي إس أو إس» أن 38 بالمئة فقط من أولئك الذين شملهم الاستطلاع قالوا إنهم يؤيدون الرئيس في طريقة إدارته للحرب. \r\n \r\n \r\n إذن، لدينا رئيس يصر في كل مناسبة على القول بأنه وبأننا سنبقى ثابتين على نهجنا في العراق، في حين يقرأ مستشاروه السياسيون نتائج استطلاعات الرأي فيصيبهم الذعر ويتصببون عرقاً. ماذا عليهم أن يفعلوا؟ يرسلون الجنرال ليصرّح بأننا على وشك سحب جزء من قواتنا في العراق لضمان المصادقة على دستور العراق الجديد، وانتخاب برلمانه الجديد. \r\n \r\n \r\n وستجد بعض الفرق التي شارفت على إنهاء أحدث مناوبة لها في الجحيم والتي تستمر 12 شهراً بأن مناوبتها ستمدد لشهر أو شهرين أو ثلاثة أشهر أخرى. وبالتالي سيتم تأجيل موعد قدوم بعض الفرق التي تستعد الآن للعودة إلى العراق في ثاني أو ثالث مناوبة لها. \r\n \r\n \r\n وبهذه الطريقة يمكن زيادة عدد قواتنا في العراق من دون لفت الانتباه وبتكلفة متدنية وفي الوقت ذاته إرسال إشارات للناخبين الأميركيين توحي بأننا على وشك تخفيض حجم القوات الأميركية في العراق، وبخاصة الحرس الوطني وجنود الاحتياط الذين تحملوا أعباءً ثقيلة وفتاكة في هذه الحرب. هناك مقولة قديمة مفادها أن الحقيقة هي أول ضحايا الحرب، وهذه هي الحرب، تم قتل الحقيقة بدم بادر قبل بدء الحرب ولا تزال تموت بألف جرح كل يوم. \r\n \r\n \r\n يقول الرئيس بأننا سنبقى في العراق حتى يتم إنجاز المهمة، بما يتناقض مع تمثيليته التي ظهر فيها على متن حاملة الطائرات في مايو 2003، عندما كانت الحرب الحقيقية قد بدأت للتو، وقال فيها «أنجزت المهمة».الجميع يقرّ بأن الشعب العراقي والحكومة العراقية هما وحدهما القادران على كسب هذه الحرب. ونحن لا يمكننا كسبها، بل إننا نخسر باستمرار. \r\n \r\n \r\n إذن كيف يبلي العراقيون؟ \r\n \r\n \r\n يقول المتفائلون بأننا قمنا بتدريب وتسليح وتجهيز قوة أمنية عراقية قوامها 200 ألف عنصر قادرة على تولي مهمة تعقب المتمردين والإرهابيين. وفي المقابل يقول المتشائمون بأن القوة العراقية الجديدة مخترقة إلى حد كبير بعد أن تسلل إليها الكثير من الأشخاص أنفسهم الذين نحاربهم، كما أنها تعاني من قصور شديد في التدريب والقيادة، \r\n \r\n \r\n لدرجة أنه ربما لا يوجد أكثر من 5000 عضو منها فقط يمكن الثقة بقدرتهم على القيام بعمليات بشكل مستقل من دون دعم أميركي متواصل وبدون أن يصحبهم جنود أميركيون.والمتمردون الذين قال عنهم نائب الرئيس ديك تشيني قبل فترة بأنهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة، ينفذون تفجيرات انتحارية متعاظمة باستمرار ويستخدمون عبوات ناسفة أكبر من أي وقت مضى يقتلون بها عدداً أكبر من الجنود الأميركيين. \r\n \r\n \r\n وخلال يومين فقط، فقدت وحدة مارينز من أوهايو 20 رجلاً سقط عدد قليل منهم في معارك مكشوفة مع المتمردين، لكن معظمهم سقط في هجوم بعبوة ناسفة استهدف عربة كانت تقلهم وهي عبارة عن شاحنة برمائية غير مدرعة من مخلفات حرب فيتنام ولم يكن مفترضاً أبداً أن تستخدم في مثل هذه المهام العملياتية الخطرة. \r\n \r\n \r\n ويمكن القول بأن الكثير من القتلى والجرحى الأميركيين الذين سقطوا في الحرب إلى الآن، لقوا مصرعهم لأنهم كانوا يستقلون عربات غير مصفحة أو خفيفة التصفيح، وغير ملائمة البتة لطبيعة الحرب والعدو الذين يقاتلونه.والمفارقة هي أن فرقنا العسكرية الثقيلة الفتاكة التي تنتمي لأفضل جيش في العالم تلقت أوامر بترك أفضل تجهيزاتها من دبابات «إم 1 إيه 2 أبرامز» وعربات برادلي المقاتلة في قواعدها أرض الوطن قبل إرسالها لخوض الحرب في العراق. \r\n \r\n \r\n وطلب من الطواقم عالية التدريب لهذه العربات أن تتحول إلى وحدات مشاة تقوم بدوريات في أخطر الشوارع بالعالم على متن عربات هامفي غير المصفحة.نحن ننفق 5 مليارات دولار بالشهر على هذه الحرب يذهب معظمها للمقاولين من القطاع الخاص لكننا لا نستطيع إرسال جنودنا إلى الحرب بأفضل التجهيزات في العالم، رغم أن قواتنا المسلحة تملك هذه التجهيزات وتتقن استخدامها بفعالية كبيرة. \r\n \r\n \r\n لقد سئمنا من الكلام عن «الثبات على الطريق» حتى النهاية، فنحن نسلك طريق المتاعب والمستنقعات. ما نريد معرفته حقاً هو كيف سنغيّر طريقنا. نريد أن نعرف كيف سنبذل وننفق كل ما في وسعنا لتزويد شبابنا بما يحتاجونه لكسب هذه الحرب، رغم أنها حرب بلا مغزى.نريد من الرئيس بوش أن يقول لنا بأننا قادرون على فعل ذلك. أن يعترف بأنه ونائبه ووزير دفاعه ارتكبوا أخطاء خطيرة وبأنهم مستعدون لفعل أي شيء ولتصحيح تلك الأخطاء. \r\n \r\n \r\n خدمة «لوس أنجلوس تايمز» \r\n \r\n \r\n خاص ب «البيان» \r\n \r\n \r\n