وأحدث ظهور لهذا الاتجاه كان تهديد الرئيس بوش السافر في نهاية الأسبوع بقصف المنشآت النووية الايرانية أو حتى بغزو إيران كملاذ أخير, بدافع من تعثر مفاوضات طهران مع الغرب حول برنامجها النووي. \r\n إن بوش قد أدلي بهذه التعليقات في التلفاز الإسرائيلي, مما يجعلها أكثر استفزازية على نحو خاص. وإسرائيل ليست, بالطبع, عدوا قديما لإيران فحسب, ولكن أيضا يعتقد أنها الحائز الوحيد على أسلحة نووية في المنطقة. \r\n لقد بدا الأمر كما لو أن بوش لم يرد فقط إغضاب من يصفهم بالمتشددين في إيران ولكن أيضا إغضاب وإحراج الإيرانيين المعتدلين علانية. \r\n لقد قال بوش: إذا فشلت الدبلوماسية, فإن كل البدائل متاحة.. أنتم تعلمون أننا استخدمنا القوة في الماضي القريب لتأمين بلادنا. ولكن استخدام بوش الاستباقي للقوة بالضبط ضد العراق هو الذي يجعل من الصعب جدا الآن الضغط على إيران للتخلي عن برنامجها النووي المقلق. \r\n وتصر إيران على أنها تريد فقط طاقة نووية سلمية. وإذا رفضت إيران أن تكون شفافة ومفتوحة على عمليات التفتيش, فإن مجلس الأمن الدولي يمكن أن يفكر في مسألة فرض عقوبات. \r\n غير أنه كرئيس للدولة الوحيدة في العالم التي استخدمت الاسلحة النووية ضد بني البشر والدولة الوحيدة التي تصمم حاليا الجيل الثاني من القنابل النووية التي تستخدم في ميدان المعركة, فإن بوش يجب أن يبدو أكثر حرصا على محاولة اكتساب أرضية أخلاقية كبيرة. وهذه هي الحالة بوجه خاص لأن واشنطن قد ساعدت في البرامج النووية لثلاثة حلفاء (باكستان والهند وإسرائيل). \r\n إن توقيت تهديد بوش بضربة عسكرية ضد إيران لم يحالفه الحظ وغير موفق بشكل خاص. في الأسبوع الماضي فقط أحيا العالم الذكرى السنوية الستين لقصف مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين بالقنابل الذرية الأميركية. ولقد كان عمدة المدينة الأخيرة (ناغازاكي), والتي تم تدميرها فيما يبدو جزئيا على الأقل لان المؤسسة العسكرية الأميركية كانت تريد اختبار قنبلة قائمة على البلوتونيوم, جريئا بما فيه الكفاية في تعليقاته وتصريحاته في تلك الذكرى لإشارة إلى إزدواجة ونفاق موقفنا الحالي. \r\n إن سياسة بوش من إيران حبلى بالمتناقضات. فما هو المقصد من تهديد إيران علانية حين يقوي ذلك يد القوميين الإيرانيين ومن تصفهم واشنطن من وجهة نظرها هي بالمتشددين في طهران؟ فهولاء هم الناس الذين ضمنوا كثيرا من جاذبيتهم, لاكثر من قرن, بوضع أنفسهم في موضع حماة الشعب ضد الإمبريالية الغربية. \r\n وهناك حقيقة هي أننا في موقف أكثر ضعفا في مواجهة إيران مما كان يجب أن نكون بسبب غزونا واحتلالنا الكارثي للعراق المجاور. \r\n وإيران لديها الآن بعض الاوراق الجيدة في هذه اللعبة. فهي على تحالف وثيق مع أقوى قوة في عراق ما بعد صدام: أي قادة الشيعة. وأي غزو لإيران قد يكسر آلتنا العسكرية المستنزفة بالفعل. وإذا أرسلت إيران حرسها الثوري إلى العراق, فإنهم يمكن أن يقوموا بعمليات مهولة كأنهم في نزهة في حديقة. \r\n وأخيرا, فإن إيران واحد من أكبر مصدري النفط في العالم. وفي وقت ترتفع فيه أسعار النفط, سيكون جل سائر العالم مترددا في دعم أو مساندة الولاياتالمتحدة في أي مغامرة يمكن أن تقطع تدفق النفط. \r\n وكما قال المستشار الألماني غيرهارد شرويدر بدقة يوم الأحد الماضي ردا على تصريحات بوش: دعونا نأخذ الخيار العسكري خارج الطرح على مائدة البحث. فقد رأيناه لا يجدي نفعا. \r\n وما يمكن أن يجدي نفعا هو ما تم عمله في الماضي: أي زيادة الضغط الدولي على طهران بعناية للإذعان لمطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى يمكن مراقبة برنامج إيران وقصره على الأغراض غير العسكرية. \r\n ربما يكون هذا ليس مثيرا بالنسبة لصقور المحافظين الجدد في إدارة يوش الذين يحبون معاملة العالم كلعبة مقامرة كبيرة, ولكنه بالتأكيد الاتجاه الأكثر حكمة وحصافة إذا كان الهدف هو عالم أكثر سلما وهدوءا. \r\n \r\n روبرت شير \r\n كاتب عمود صحفي أسبوعي بصحيفة لوس أنجلوس تايمز \r\n خدمة لوس أنجلوس تايمز خاص ب الوطن \r\n