وبالرغم من ان رفاق قرنق في حركة الجيش الشعبي لتحرير السودان قبلوا حقيقة ان تحطم الطائرة المروحية كان حادثا الا ان الاشاعات انتشرت بسرعة وأدى آلاف المتشككين الجنوبيين انه اغتيل على يد عملاء حكومة الخرطوم بعد ثلاثة اسابيع من أدائه القسم كنائب للرئيس‚ \r\n \r\n جاء مقتل قرنق بالنسبة للسودان في اسوأ وقت ممكن فاتفاقيات السلام التي انهت 21 عاما من الحرب الاهلية بدأت للتو في ضرب جذور لها في ارض السودان‚ \r\n \r\n السياسات الانفصالية والتحالفات الفصائلية في منطقة تنتعش فيها التنافسات التجارية والقبلية لم تقنع الناس بعد بالمنافع التي سيحصلون عليها من ثورة النفط الموعودة التي ستستغل لصالح الشمال والجنوب‚ \r\n \r\n وحدة السودان التي دافع عنها قرنق طويلا ستتعرض للكثير من الضغوط والمخاطر من جديد ليس في الجنوب فحسب بل وفي دارفور التي تستمر فيها القلاقل والخلافات العرقية الدامية‚ \r\n \r\n الشكوك لها جذور عميقة للغاية في اكبر بلد افريقي والتي توجد به جماعات متمردة في الدول المجاورة‚ الكثيرون سيتذكرون كيف ان اسقاط طائرة الرئيس في راوندا اطلق جحيم ابادة الجنس البشري هناك والكثيرون الذين سيصرون على ان مقتل قرنق كان مؤامرة مما يجعل من عملية التصالح اكثر صعوبة‚ ان الخطر الفوري في الجنوب هو فراغ السلطة الذي سيشجع المتمردين في الجنوب والاسلاميين في الشمال على استئناف التناحر كون كلا الطرفين لم يثق ابدا في يوم من الايام بأي اتفاق للسلام‚ \r\n \r\n سارع الجيش الجنوبي الى تعيين سيلفا كير قائدا جديدا له وهو قائد عسكري منضبط وأحد الموالين القدامى لقرنق وينتمي ايضا الى نفس قبليته وهي قبيلة الدينكا‚ \r\n \r\n الزعيم الجديد يفتقر الى كاريزما قرنق والى الخبرة السياسية التي سيحتاجها في الخرطوم للمضي قدما في تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل اليها خاصة الوعد بتنظيم استفتاء في السنة السادسة على الاستقلال للجنوب‚ \r\n \r\n عقب تولي منصبه الجديد اعلن خليفة قرنق انه ملتزم بوحدة السودان وانه سيعمل على تشجيع التوصل الى تسوية في دارفور‚ ولكن بالنسبة لحكومة البشير يبقى القائد الجديد شخصية غير معروفة نسبيا‚ \r\n \r\n موت قرنق تم الترحيب به علنا من قبل جيش الرب وهو جماعة وحشية عمدت الى ترويع السكان في شمال اوغندا وخطف الاطفال وقتل الفلاحين‚ هذه الجماعة اتخذت من جنوب السودان ملاذا آمنا لها وتمتعت بدعم غير رسمي من السودان‚ قرنق الذي كان صديقا شخصيا للرئيس الاوغندي موسيفيني التزم بملاحقة هؤلاء المتطرفين وساعد في هزيمة التمرد الذي حصد حياة عشرات الألوف من الارواح‚ واذا ما حفت الضغوط عن هذه الجماعة فإن السودان واوغندا سيعانيان من جديد‚ \r\n \r\n اذا ما استطاع خليفة قرنق ان يجمع التأييد والدعم له ويقيم سلطته في الخرطوم وايضا في الجنوب فإن بامكان السودان ساعتها تجاوز هذه النكسة التي المت به‚ واذا لم يستطع فعل ذلك فإن البلاد ستعود لتغرق من جديد في الحرب والمجاعة والبؤس التي حاولت الفكاك منه‚ \r\n