\r\n وقد بذل الكثير بعد التفجيرات الأولى ويبدو أن التخفيف من حدة الأمر مازال شعورا سائدا : فاللندنيون يحتشدون مرة أخرى في الحافلات والأنفاق ولكن هذا لا يعني أنهم يحتشدون في حرب جورج بوش على ما يسمى بالإرهاب فالعكس هو الصحيح لا سيما حين تستمع إلى مجالس الحديث الصاخبة . \r\n على السطح أو فيما هو ظاهر , يفعل الساسة البريطانيون كثيرا جدا ما فعله القادة الأميركيون بعد 11 سبتمبر حشد الناس بدون بث الخوف وبسط قوة وسلطة الحكومة في التعامل مع الإرهابيين بدون التضحية بجوهر المجتمع الحر غير أن هناك أيضا اختلافات صارخة يمكن أن يكون لها تعقيدات ومضاعفات كبيرة بالنسبة لمشاركة بريطانيا المستمرة في الحرب على ما يسمى بالإرهاب . \r\n أولها هو الغياب الكامل تقريبا للنزعة القومية الجانحة إلى القتال والمعبرعنها بشكل ساخر في فيلم عام 2004 فريق أميركا : شرطة العالم ففي بريطانيا , لم تكن هناك دعاوى للمطالبة برأس أسامة بن لادن , ولا احتشاد للمطالبة بغزو أرض أجنبية . لم يكن هناك أي من هذا فحسب لأنه لم يكن هناك هدف سريع ومناسب وليس هناك طالبان كانت تساعد بن لادن على الاختباء في تلال أفغانستان ( بالرغم من أن العقل المدبر المزعوم لتفجيرات لندن كان باكستانيا على صلة بأفغانستان ) , ذلك لأن تفجيرات 7 يوليو قد هزت الهوية الوطنية البريطانية أكثر مما دعمتها فكون معظم المفجرين الانتحاريين قد ولدوا وتربوا في بريطانيا قد هز اعتقاد بريطانيا في تعدديتها الثقافية . \r\n والاختلاف الثاني هو أن البريطانيين مستعدون أكثر بكثير للإلقاء باللائمة على الغرب في الفظائع والأعمال الوحشية فبعد الهجوم الثاني الفاشل , أمطر الصحفيون توني بلير بالأسلة الساخنة عن الأسباب الجذرية الحقيقية للإرهاب وفي الأسبوع الماضي قال عمدة لندن كيفين ليفينجستون : إنني لا أدين المهاجمين الانتحاريين فحسب , ولكنني أدين تلك الحكومات التي تستخدم القتل العشوائي للمضي قدما بسياستها الخارجية وهو ما يعني ربما إسرائيل والولاياتالمتحدة وأضاف القول : إن التفجيرات ما كانت لتحدث لو كان الغرب قد ترك ببساطة الدول العربية في حالها في أعقاب الحرب العالمبة الثانية , بدلا من محاولة السيطرة على تدفق النفط . \r\n والسؤال هو لماذا يضرب البريطانيون في الداخل وليس في الخارج ؟ \r\n إن تسلسل الأحداث الزمني يشرح ويفسر الكثير فهجمات لندن حدثت بعد غزو العراق , وهو الشئ الذي عارضه معظم البريطانيين وهناك اثنان من بين كل ثلاثة أشخاص يحملون الحرب على العراق بشكل جزئي مسئولية تفجيرات لندن . \r\n والاختلاف الثالث هو مسلمو بريطانيا البالغ عددهم 3 ملايين مسلم وهذا لا يعني ضمنا أن معظم المسلمين البريطانيين يتعاطفون مع المهاجمين الانتحاريين ولكن هناك أقلية ليست بالقليلة من المتعصبين , ربما حوالي 10.000 مسلم بريطاني من أنصار ( القاعدة ) والأكثر أهمية , على امتداد الجالية المسلمة البريطانية , هو أن هناك غضبا وحنقا من تنفيذ الولاياتالمتحدة للحرب على ما يسمى بالإرهاب ودعمها لإسرائيل . \r\n وحتى الآن , لم يتوان أو يتراجع بلير عن التزامه بالحرب على ما يسمى بالإرهاب وهو يحشد أمة مصدومة كما أنه يقلل من أهمية المزاعم القائلة بأن التفجيرات كانت ردا على التورط البريطاني في العراق لأنه تجرأ على استخدام كلمة (الشريرة) عندما وصف الأيدلوجية التي حركت الإرهابيين ولكن لا تخطئوا في الأمر : فهناك ملايين البريطانيين الذين يرون العالم بشكل مختلف جدا عن رئيس وزرائهم . \r\n \r\n جون ميكلثوايت وآدريان وولدريدج \r\n كاتبان في مجلة ( الإيكونوميست ) البريطانية ومؤلفا كتاب ( الأمة الحقة : القوة المحافظة في أميركا) \r\n خدمة ( لوس أنجلوس تايمز ) خاص ب ( الوطن ) \r\n