هناك، بالطبع، هوارد دين رئيس الحزب الديمقراطي الذي لا يستطيع التوقف عن الحديث الصاخب وأخيراً ذهب إلى القول إن الكثير من الجمهوريين: «لم يعيشوا حياة شريفة قط»، وإن الحزب الجمهوري هو: «إلى حد كبير حزب البيض المسيحيين وحدهم». لقد سبق لنا أن رأينا هذه النزعة الطفولية السلبية من قبل وهي لا تفضي بمن يتبنونها إلا إلى الضياع، وقد كان الجمهوريون في 1964 مجموعة من المتشددين يقفون خارج السلطة ويلتزمون بقوة بالأفكار اليمينية ويقفون على الجانب الخاطئ من الحقوق المدنية. \r\n \r\n \r\n وخلال السنوات الاثنتي عشرة لإدارة ريغان وبوش الأب، لم يكن الديمقراطيون في وضع أفضل، حيث لجؤوا إلى إضفاء الصفات السلبية على روبرت بولك وكلارنس توماس، وأخيراً فإن الكثير من الأميركيين انحدروا إلى مستوى الكراهية الاستحواذية والمجردة من العقل لبيل كلينتون. لكن الضجة التي يثيرها الديمقراطيون حالياً ونزوعهم إلى سد الطريق على التعيينات في المناصب البارزة هي أمران لم يسبق لهما مثيل ومن الواضح أنهما لا يفضيان إلى شيء ولكن كيف يمكننا تفهم «سلوك» الديمقراطيين؟ \r\n \r\n \r\n أولاً كانت دورتا الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرتان سباقاً متقارباً بين المتنافسين فيهما. وقد خسر بوش الاقتراع الشعبي في 2000 ولم يفز إلا بأقلية محدودة للغاية في انتخابات 2004، وتواصل استطلاعات الرأي الكشف عن انقسام في الصفوف حيال معظم سياسته.ومع ذلك، فإنه في ظل النظام القائم على حكم الأغلبية عبر حزبين فإن هذا الانقسام المتقارب لا ينعكس في اقتسام السلطة السياسية الحقيقية. \r\n \r\n \r\n ثانياً، بينما يواصل الديمقراطيون إحداث هذا الضجيج، فإن الجمهوريين عمدوا بصورة منهاجية إلى التسلل إلى الساحة الديمقراطية. فقد حلت وزيرة من أصول أفريقية محل وزيرة من الأصول ذاتها لتكون أول وزيرة من هذه الأصول تشغل هذا المنصب، بعد أن كانت في السابق أول سيدة من أصول أفريقية تشغل منصب مستشارة الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي. وأول وزير للعدل من أصول لاتينية هو الآن من بين المرشحين لشغل مقعد شاغر في المحكمة العليا ورئيس الحزب الجمهوري على المستوى القومي هو من أصول يهودية. \r\n \r\n \r\n ثالثا، هناك الأصوات الديمقراطية الجديدة، مثل تلك المتمثلة في بيل ريتشاردسون الحاكم الفطن لولاية نيو مكسيكو وباراك أباماو سناتور إلينوي المعتدل وحتى هيلاري كلينتون سناتور نيويورك الذين غالبا ما لا تسمع أصواتهم بسبب الأصوات العالية التي يتبناها المصابون بالشيخوخة من الحزب الديمقراطي. \r\n \r\n \r\n ألا يستطيع الديمقراطيون أن يعثروا على متحدث باسمهم غير جون كيري وجو بيدين وتيد كيندي أو آل غور الذين سحقوا جميعاً في الانتخابات الرئاسية العامة أو في انتخابات حزبهم الخاص باختيار المرشح لخوض انتخابات الرئاسة. والآن تسيطر عليهم مرارة الهزيمة؟ كيف يمكنك أن تخبر قيادتك على نحو مهذب أن المشكلة لا تكمن في جورج بوش وحده؟. \r\n \r\n \r\n حتى تلك الصفوة المعروفة من الديمقراطيين الذين فشلوا في الوصول إلى الرئاسة، أمثال أعضاء مجلس الشيوخ ديان فاينشتاين وباربارا بوكسر والنائبة نانسي بيلوساي كل هؤلاء لا يمثلون قاعدة انتخابية متنوعة، إلا إذا كانت الإقامة على بعد حوالي 100 ميل من سان فرانسيسكو تعني أن هؤلاء يعبرون عن وسط أميركا. \r\n \r\n \r\n رابعاً، إن السياسة الخارجية لإدارة بوش وضعت الديمقراطيين في ورطة أخرى مؤلمة. عادة ما يتم تصوير الجمهوريين في الرسوم الكاريكاتورية كأطراف انعزالية، أنانية، أو كواقعيين صارمين، وليسوا كمثاليين على شاكلة الرئيسين ترومان وجون كيندي، كما هي حقيقة الكثيرين منهم الآن. ينبغي على الديمقراطيين أن يركزوا على القضايا والوجوه الجديدة ويعجلوا بالتفاؤل الوطني وبالعودة التي طال انتظارها إلى نزعة شعبية ذات قاعدة أوسع نطاقاً. \r\n \r\n \r\n خدمة «لوس أنغلوس تايمز» \r\n \r\n \r\n خاص ل «البيان» \r\n \r\n