\r\n الفريق الجديد وصف الاميركيين المغادرين بأنهم «واهمون» لاعتقادهم ان بامكان الولاياتالمتحدة اقامة ديمقراطية في العراق على انقاض نظام صدام حسين على طراز الديمقراطية التي نادى بها جيفرسون في اميركا‚ \r\n \r\n احد كبار القادة العسكريين الاميركيين تساءل امام الصحفيين في اول لقاء له معهم قائلا: «حسنا ايها السادة اخبروني هل تعتقدون بأن الاحداث هنا تقدم لنا آمالا باهرة عريضة»؟ \r\n \r\n كان واضحا ساعتها ان ادارة بوش ورغم التفاؤل الذي كانت تبديه في العلن بدأت تتبنى اهدافا اكثر اعتدالا من تلك التي نادى بها المثاليون من قبل‚ وحتى تلك الاهداف المعتدلة اصبحت هناك شكوك قوية تحيط بامكانية تنفيذها‚ \r\n \r\n من اللحظة التي عبرت بها القوات الاميركية الحدود قبل 28 شهرا مضت كان باديا للعيان ان عراقا دون صدام حسين قد ثبتت الايام انه منقسم على نفسه سياسيا ودينيا وثقافيا وجغرافيا وان الشكوك والعداوة التي زرعها صدام خلال سنوات حكمه قد تدفع العراق نحو الحرب الاهلية‚ \r\n \r\n ويقول معارضو الغزو انه لو حصل فعلا هذا الشيء فان الولاياتالمتحدة ستجد نفسها وقد تورطت بين السنة والشيعة والاكراد والتركمان والعلمانيين والمتدينين واصبح الجنود الاميركيون في تقاطع اطلاق النار بين هذه الطوائف والاعراق المختلفة‚ \r\n \r\n الآن الاحداث تشير اكثر من اي وقت مضى الى ان هذا الكابوس قد يتحول الى حقيقة‚ \r\n \r\n الاسابيع الاخيرة شهدت تصاعدا حادا في مستويات التمرد وفي مستويات الوحشية التي تمارس‚ \r\n \r\n العنف بدأ يتركز على عمليات القتل الطائفي حيث يستهدف المتمردون السنة المئات من المدنيين الشيعة والاكراد في العمليات الانتحارية‚ \r\n \r\n هناك تقارير تتحدث عن قيام فرق الموت الشيعية المرتبطة بوزارة الداخلية بعمليات انتقامية تتمثل بعمليات الخطف والقتل لرجال الدين السنة ولقادة الطائفة السنية‚ \r\n \r\n تسارع عمليات القتل تلك دفعت الكثير من العراقيين للقول ان الحرب الاهلية قد بدأت فعلا‚ هناك بعض كبار المسؤولين الاميركيين في واشنطن يدركون خطورة الوضع‚ وبدا ذلك واضحا من الملاحظات التي ابداها في مركز الصحافة الاجنبية قبل اسبوعين زلمان خليل زاده الذي خلف غروبونتي كسفير‚ \r\n \r\n قال زاده ان الحرب الاهلية شيء يجب ان تبذل الولاياتالمتحدة كل جهد ممكن لتجنب وقوعه‚ \r\n \r\n وقال ان الارهابيين الاجانب والمتمردين البعثيين المتشددين يريدون للعراق ان يغرق في الحرب الاهلية»‚ \r\n \r\n وقال ان العراقيين شأنهم شأن الشعوب والطوائف الاخرى في اي مكان من العالم يريدون اقامة السلام وتحقيق الازدهار‚ واستطرد زاده قائلا: انني لا اقلل من صعوبة الوضع الحالي‚ \r\n \r\n احد الاجراءات التي تثير الشكوك هو لجوء المسؤولين الاميركيين لتقديم التقديرات العسكرية المتفائلة التي يقدمها لهم الجنرالات مصحوبة بإحصائيات منتقاة بحذر من اجل اعطاء الانطباع بحدوث تقدم في احتواء التمرد‚ وهو شيء بعيد عن الحقائق القائمة على الارض‚ احد الامثلة عن استخدام هذه الاساليب الرياضية هو الاندفاع في تقديم الاحصاءات المتعلقة ببناء الجيش العراقي والقوات الامنية الاخرى والجميع يعلم ان هذا البرنامج لا يسير على ما يرام بسبب وجود بعض السلبيات مثل عدم كفاية التدريب والقيادة الضعيفة وعدم كفاية الاسلحة والمعنويات الهابطة‚ \r\n \r\n النمط الاوسع للحرب كان يحمل على الدوام بذور نزاع طائفي شامل على ذلك الطراز الذي ادى الى تدمير لبنان‚ \r\n \r\n التمرد الآن يتركز في الطائفية السنية العربية التي تضررت كثيرا نتيجة الاطاحة بنظام صدام حسين ومعظم ضحاياهم كانوا من الشيعة وهي طائفة تشكل الغالبية وهي المستفيد الاكبر سياسيا من سقوط صدام‚ قتل شيعة بالمئات في المساجد والاسواق وسقطوا ايضا في الكمائن والتفجيرات وهناك تقارير صحفية تخرج من بغداد تقول ان فرق الموت الشيعية التي يرتدي افرادها زي رجال الشرطة تقوم بخطف وتعذيب وقتل علماء الدين من السنة اضافة الى قادة الطائفة من السياسيين وغيرهم‚ \r\n