بعد اقل من شهر حدثت انفجارات في ثلاث محطات للمترو وفي حافلة للركاب ادت الى مقتل 52 شخصا وجرح 700 شخص‚ وتعد هذه التفجيرات اسوأ عمل ارهابي تشهده بريطانيا منذ تفجير طائرة بان أميركان رحلة 103 في 1988‚ \r\n \r\n ومن الواضح ان هذا يعتبر فشلا استخباريا ذريعا‚ بالتأكيد ستكون هناك تحقيقات في اسباب هذا الفشل‚ وربما تطير بعض الرؤوس للفشل في وصل النقاط في الوقت المناسب لمنع حدوث العمل الوحشي الذي ارتكب في السابع من يوليو‚ ان هذا التقدير الخاطىء للارهاب يثير سؤالا آخر ايضا وهو: ما هو النوع الافضل للفشل الاستخباري: هل هو الذي يقلل بصورة سيئة من التهديد مثل الذي حصل في لندن او ذلك الذي يضخم التهديد مثل التحذيرات التي صدرت قبل غزو العراق من ان صدام حسين كان مسلحا بأسلحة الدمار الشامل؟ بالطبع لا يوجد هناك فشل استخباري مرغوب فيه‚ وحتى افضل اجهزة الاستخبارات يعتبر الفشل في تلك الاحيان بالنسبة لها امرا لا يمكن تجنبه‚ \r\n \r\n فقط بعد حقيقة بعد تفجيرات لندن وبعد هجمات 11 سبتمبر وبعد ما قيل عن اسلحة الدمار الشامل لصدام حسين التي لم يعثر لها على اثر ما حدث تبدو الصورة واضحة بمجرد ان يتم الوصل بين النقاط‚ \r\n \r\n وعليه اي نوع من الثقافة نريد ان تنشره اجهزة الاستخبارات في اوساط عملائها ومحلليها: ذلك الذي يعمد الى التركيز على التهديدات المحكمة او ذلك الذي يعمد للتقليل منها؟ \r\n \r\n هل نعمد لاتخاذ عمل لتصفية الحظر الذي يثبت لاحقا انه بولغ فيه او عدم اتخاذ اي عمل وبعدها نفاجأ بضربات العدو لنا؟ \r\n \r\n بالتأكيد فان هذا السوال يقدم الاجابة عن نفسه‚ عندما يكون العدو منظمة ارهابية دولية او نظاما دكتاتوريا يميل للعنف يفضل في هذا السياق الاخذ بالضربات الوقائية فقصف المفاعل النووي العراقي كما فعلت اسرائيل في 1981 افضل من الانتظار حتى يشن العراق اول ضربة نووية‚ بالنسبة لاولئك الذين يهتفون «ان بوش كذب وان الناس يموتون» فان مثل هذه الحجة لا تعتبر ذات شأن عندهم‚ فهؤلاء يتمسكون بالقول ان الحرب في العراق قامت على اساس معلومات استخبارية خاطئة حول برامج صدام في مجال اسلحة الدمار الشامل‚ فما تم ليس اخطاء بالنسبة لهم بل اكاذيب‚ فكل ما تم هو «غش» من وجهة نظر السناتور تير كنيدي‚ وان تلك الاكاذيب تمت فبركتها في تكساس‚ \r\n \r\n ولكن معظم الشعب الاميركي يعلم ان الفشل الاستخباري ليس هو الكذب‚ وان الفشل الاستخباري الخاص بالعراق ليس مقتصرا على عهد الرئيس بوش‚ \r\n \r\n فإذا ما عدنا الى عهد جورج بوش الاب قبل حرب العراق الاولي قللت ال «سي‚ آي‚ ايه» من تقديراتها بصورة سيئة فيما يتعلق بأسلحة صدام البيولوجية والكيماوية والنووية وسعيه الدؤوب لامتلاكها‚ \r\n \r\n من حسن حظ الغرب ان غباء صدام دفعه لغزو الكويت الذي تسبب بحرب الخليج ولفت نظر العالم الى توجهات ذلك النظام نحو اسلحة الدمار الشامل‚ \r\n \r\n علينا تصور وضع العالم لو ان صدام نجح في اكمال ونشر تلك الاسلحة قبل ان تدرك الولاياتالمتحدة انه يمتلكها‚ \r\n \r\n اذا كان الفشل الاستخباري شيئا لا يمكن تجنبه وهو كذلك فانه من الافضل لنا ان نسلط انظارنا على عدونا ونتخذ الخطوات اللازمة لهزيمته بدل اظهار عدم الاهتمام وعدم الاستعداد لنفاجأ بعدها بأننا نهاجم في عقر دارنا‚ \r\n \r\n ان الاهتمام اكثر من اللازم دفع بريطانيا واميركا للاطاحة بصدام‚ وان الاهتمام الاقل من اللازم ادى الى هجمات 11 سبتمبر و7 يوليو‚ \r\n