كانت قد غادرت فجأة الى العاصمة اللبنانية بيروت, متعمدة توجيه صفعة ديبلوماسية »للحليف السوري« الرئيس لحود, حيث لم تلتقيه الا بعد اجتماعها الى سعد الحريري, وقيامها بزيارة الى ضريح والده رفيق الحريري الذي كان قد اغتيل في الرابع عشر من شهر شباط الماضي. ثم, واثناء اجتماعها الى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة, كانت قد تجنبت حدوث اي اتصال مع أي من الوزراء الشيعة, بما في ذلك رئيس الديبلوماسية اللبنانية الجديد, المستقل, فوزي صلووخ. وبهذه المناسبة, فان بالامكان القول ان نزع سلاح حزب الله, الواردة المطالبة فيه عبر قرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة رقم ,1559 والصادر بناء على الضغوط التي مورست من الولاياتالمتحدةالامريكية وفرنسا كان قد رفض من قبل كافة القوى السياسية اللبنانية »باستثناء الجنرال ميشيل عون«. التي توحدت بالدفاع عن المقاومة المناهضة لاسرائيل. والتي تجسدت بالحركة الشيعية. \r\n اما رايس, فقد كررت من جانبها مطالبة امريكا بتطبيق قرار المجلس المشار اليه آنفاً, مؤكدة على ان واشنطن لن تلجأ الى تغيير سياستها تجاه حزب الله. اما فيما يخص حكومة السنيورة, فبالاضافة الى سعيها لعودة العلاقات مع سوريا الى حالتها الطبيعية, بعد ان اقدمت هذه الاخيرة على سحب قواتها من لبنان, فانها تفكر باتخاذ سلسلة اجراءات من شأنها توفير الحماية اللازمة للمقاومة, ونعني بذلك حزب الله, ولكن من غير العمل على ضم الوحدات العسكرية التابعة للحركة الشيعية الى الجيش اللبناني, كما كان قد اقترح مبعوث الاممالمتحدة تيري رود لارسين. ومهما يكن من امر, فان رايس كانت قد بينت بما لا يدع مجالاً للشك ان موضوع نزع سلاح حزب الله من الممكن ان يتحول في المستقبل القريب ليكون واحداً من الشروط الكفيلة بمنح مساعدات دولية للبنان, التي هي بأمس الحاجة اليها, خاصة بعد ان وصلت مديونيتها الى 36 مليار دولار .\r\n هذا ما حدث في لبنان; اما فيما يخص الشأن الفلسطيني, فلم تكن رايس قد اظهرت مزيداً من الليونة في اللقاء الذي جمعها الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس, حيث كانت السلطة الوطنية الفلسطينية تتطلع الى قيام رايس بالاعلان عن عزم اسرائيل تنسيق قضية انسحابها من غزة مع الفلسطينيين, بعد ان كانوا تركوا لغاية الان على النافذة. »وهو ما لم يحصل, مما دعا بعض القيادات الفلسطينية الى الاعراب عن خيبة الامل, حيث لم يتم تلبية اي من مطالبهم المتعلقة بالانسحاب, وما يعقب ذلك«. فقد فضلت رئيسة الديبلوماسية الامريكية البحث بمواضيع مختلفة تماما, وفي مقدمتها مسألة نزع سلاح حركة حماس, والجهاد الاسلامي. كما ان ليس من المستبعد ان تكون السلطة الفلسطينية مرغمة على قبول »الهدية« المقدمة من ادارة بوش, والتي تبعاً لما ورد في صحيفة الجروزالم بوست. لديها النية لشراء المزارع العائدة للمستوطنين من اجل تمريرها مستقبلاً للفلسطينيين, ولكن مع ملاحظة ان ذلك سيتم من خلال تخصيص 10 ملايين دولار يصار الى استقطاعها من الاموال الامريكية المخصصة لتنفيذ مشاريع في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة, وكان وزير الاقتصاد الفلسطيني مازن سنقرط. قد حذر قائلاً: »لن تعمد السلطة الوطنية الفلسطينية الى تعويض المستوطنين من استقطاعات تؤخذ من المساعدات الدولية« كما كان الفلسطينيون قد اصيبوا بخيبة امل نتيجة عدم تمكنهم من عقد جلسة نقاش لدى مجلس الامن الدولي, بشأن العواقب الخطيرة التي ستحل بالسكان المدنيين نتيجة جدار العزل, التي تمضي اسرائيل بتشييده داخل اراضي الضفة الغربيةالمحتلة, ومن حول الضفة الغربية, وكانت ممثلة منظمة التحرير الفلسطينية فاميا البرغوثي, قد اضطرت لسحب الطلب الخاص بعقد الجلسة. وكانت زيارة رايس الى اسرائيل قد حظيت بالرضا والقبول من قبل القيادة الاسرائيلية, حيث قال الناطق الرسمي باسم رئيس الحكومة, رعنان غيسين, انها كانت قد عبرت عن الدعم الصريح لشارون من اجل تنفيذ مخطط الانسحاب. ثم اعلنت رايس عن ان النية متجهة الى عقد مؤتمر دولي يكون لاحقاً الى عملية الانسحاب من غزة ليس لهدف معاودة الانطلاق بمخطط السلام المتمثل في خارطة الطريق, تلبية لرغبة الفلسطينيين. بل سعي وراء اقامة علاقات ديبلوماسية بين اسرائيل والعديد من الدول العربية .