هناك مشكلة في إقرار الانتخابات الرئاسية المصرية نصف المطبوخة وهناك معضلة إسلام كريموف الذي أقدم على ذبح المئات من المحتجين على حكمه في احدى قرى قيرغستان ويستمر في نفس الوقت في استضافة قاعدة عسكرية أميركية في قرية أخرى‚ \r\n \r\n الآن جاء دور أذربيجان وهي جمهورية سوفياتية سابقة غنية بالنفط تقع على بحر قزوين وفيها كبريات الشركات النفطية الأميركية التي أقامت خطا استراتيجيا جديدا لنقل النفط وهي تسمح للطائرات الأميركية بالهبوط في مطاراتها لإعادة التزود بالوقود في الوقت الذي تتعثر فيه حكومة هذا البلد في تقوية نظام استبدادي فاسد والقيام في نفس الوقت باجراء اصلاحات ديمقراطية‚ \r\n \r\n تقع أذربيجان بين روسيا وإيران وتركيا وآسيا الوسطى والأوضاع فيها حاليا تشبه الأوضاع التي كانت سائدة في أوكرانيا قبل عام مضى‚ \r\n \r\n فلقد أجرت انتخابات شابها الكثير من التجاوزات ثم تبعتها ثورة ديمقراطية ومثله مثل الرئيس الأوكراني السابق ليونيدكوتشما فقد وعد الرئيس الأذري إلهام علييف - انتخب وسط فوضى انتخابية سادها الكثير من التزييف قبل عامين- باجراء انتخابات برلمانية حرة ونزيهة في نوفمبر القادم‚ \r\n \r\n إدارة بوش تحاول دفع هذا الرئيس لتنفيذ وعده دون ان تمارس عليه الكثير من الضغوط حتى لا يرتمي في أحضان ديكتاتور روسيا أوأحضان الصين أويتوقف عن التعاون مع البنتاغون وشركات النفط الأميركية‚ \r\n \r\n المعارضة الأذرية المتطورة سياسيا والموجودة في مجتمع مدني يمكن ان تدفع بالبلاد على الطريق الديمقراطي الذي سبق وان سارت عليه أوكرانيا وجورجيا المجاورة فلقد التقت المعارضة وشكلت ائتلافا يجمعها وتوحدت حول مطلب ضرورة اجراء انتخابات حرة وعادلة وإذا لم تكن الانتخابات كذلك فإن المعارضة ستدعو الشعب الأذري للنزول إلى الشارع وقد سبق وان انضم آلاف المتظاهرين في مسيرات معادية للحكومة في باكو في الشهر الماضي‚ ان المعارضة الأذرية ليست شعبية أو موحدة كالمعارضة الأوكرانية أو الجورجية ولكنها أكثر تنظيما من أي معارضة أخرى في الكثير من البلدان الاسلامية‚ \r\n \r\n ويعني بدء عائدات النفط الضخمة بالتدفق على باكو ان الولاياتالمتحدة تقبل بانتخابات غير نزيهة هذا العام تقوي من موقف علييف وتجعل منه رئيسا جديدا مدى الحياة‚‚بعد قمع الحكومة لمظاهرة معادية لها نظمت في مايو سمحت بتنظيم مظاهرتين في يونيو وفتحت حوارا مع قادة المعارضة وهناك أقاويل حول استعداد علييف لمناظرة خصومه على شاشات التلفزة الوطنية‚ \r\n \r\n إن على بوش ان يختار في نوفمبر القادم بين حاكم مستبد يملك الكثير من النفط وبين المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية الذين سمعوا خطابه وصدقوا ما ورد فيه‚‚هذا البلد المسلم الذي كان منسيا قبل 2001 سيصبح قريبا في قلب الأضواء‚ \r\n