\r\n لقد تمكن أردوغان أيضا من ردم الكثير من الحفر ومع ذلك فإن الطريق لا تزال طويلة وقد لا يستكمل تغيير ذلك الطريق مما يعني ترك تركيا تائهة دون بوصلة ودون جهة محددة‚الاصلاحات التي قامت بها تركيا خلال السنوات القليلة الماضية كانت ثمرة جهد أردوغان وحزبه الذي ظهر في عام 2002 ودفع الكثير من السياسيين الأتراك إلى زوايا النسيان‚ هناك ثلاثة انجازات كبرى:الانجاز الأول: وضع نهاية للتضخم المرتفع الذي استمر لأكثر من عقد من الزمان وتحقيق نسبة نمو معقولة‚الانجاز الثاني: الحصول على موافقة الاتحاد الأوروبي على بدء مفاوضات العضوية مما سيساهم في حماية الحياة المدنية من المؤسسة العسكرية وإبقائها بعيدا عن التدخل في كل التفاصيل وسيتوجب على تركيا تحرير نظامها السياسي حتى يتماشى مع المتطلبات الأوروبية‚ \r\n \r\n ثالثا: تغير الموقف التركي تجاه قبرص ولكن للأسف فإن ذلك التحرك لم يؤدي إلى التوصل إلى أي تسوية رغم أنه أكسب الأتراك احترام الكثيرين في أوروبا‚ \r\n \r\n الطريق التركي الجيد بحاجة إلى علاقات أميركية- تركية قوية فمن خلال سياساتها تجاه العراق سواء كانت صائبة أو خاطئة فإن تركيا أبعدت نفسها في النهاية عن أقرب حليف لها وقد أدى رفض تركيا للسماح للقوات الأميركية بغزو العراق من الشمال إلى اصابة هذه العلاقات بأضرار كثيرة‚ \r\n \r\n هذا الموقف كان له دعم شعبي قوي داخل تركيا حيث تسبب غزو الولاياتالمتحدة للعراق في توجيه الكثير من الانتقادات للسياسة الأميركية‚ \r\n \r\n وقد أدى وجود هذه المشاعر المعادية للأميركيين إلى اثارة غضب الحكومة الأميركية والمحافظين السابقين الداعمين لتركيا‚ \r\n \r\n أكبر خسارة تعرضت لها تركيا هي خسارة نفوذها في شمال العراق وفقدان القدرة على التأثير مجريات الأمور هناك بما فيها منع ظهور كيان كردي مستقل‚ \r\n \r\n وأدرك أردوغان في النهاية مدى أهمية العلاقات التركية- الأميركية مما دعاه لزيارة الولاياتالمتحدة واسرائيل وكذلك يظهر الرئيس الأميركي اهتماما في تحسين الأجواء وكسب المزيد من الدعم التركي الحيوي‚وفي الوقت الذي تقر الدوائر العلمانية والقومية بالانجازات التي حققها أردوغان إلا ان البعض منهم يسعى لإبعاد نفسه عن حكومته ولا يوجد أي خطط لاجراء أي انتخابات حتى عام 2007 وبالتالي فإن الشيء الوحيد القادر على هز الدعم الشعبي لهذه الحكومة هو حدوث أزمة اقتصادية‚ \r\n \r\n هناك ثلاث قضايا رئيسية تبدو في الأفق: \r\n \r\n أولا: من المبكر الحديث عن مستقبل انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي إلا ان مستقبل هذه العضوية لحق بها الكثير من الشكوك بعد «لا» الفرنسية والهولندية وقد تتكرر هذه «اللا» أيضا فى ألمانيا حيث يتوقع عودة الاتحاد الديمقراطي المسيحي للسلطة وهو يعارض العضوية التركية كما أنه فاقد للحماس تجاه الاتحاد الأوروبي نفسه‚التشاؤم هذا امتد إلى صفوف الرأي العام فهناك تساؤلات تثار الآن حول الجدوى من إجراء المزيد من الاصلاحات المحلية في الوقت الذي تتراجع هذه الفرصة‚ثانيا: بدأ الرأي العام التركي يشعر بالضيق من كل تلك الضغوط التي تمارس على تركيا من أجل تقديم تنازلات تتعلق بالقضية القبرصية نتيجة للضغوط الأوروبية أدخلت الحكومة التركية تغيرات على السياسات التركية المعمول بها منذ 40 عاما ووافقت على خطة الأممالمتحدة المتعلقة بإعادة توحيز الجزيرة‚في المقابل نجد ان الجزء القبرصي- اليوناني حصل على عضوية الاتحاد الأوروبي ورفض في نفس الوقت خطة الأممالمتحدة وبتكلفة سياسية ملكية كما أنه يحول بين الاتحاد الأوروبي وتقديم المساعدات للقبارصة الأتراك وتستغل اليونان والقبارصة اليونانيون عضويتهم في الاتحاد الأوروبي لاجبار تركيا على تقديم المزيد من التنازلات هذا الشيء بدأ يغضب الأتراك حيث ان كل المواقف المتساهلة لم تفد تركيا في شيء‚ \r\n \r\n وأخيرا: هناك العراق وعدم التأكد الذي يحيط به فتفكك العراق وظهور دولة كردية سخلق مشكلة كبرى محلية لأي حكومة تركية من الصعب قول ما الذي يمكن ان تفعله تركيا فأي تدخل عسكري سيثير مشاكل خطيرة للغاية مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي كما ان هناك خلافا في المواقف حول الطريقة التي يجب الأخذ بها للتعامل مع سوريا‚ \r\n \r\n أي ضغوط عسكرية أميركية ستعمق المشاعر المعادية للأميركيين في تركيا كما أنها ستزيد من الخلافات في أوساط حزب أردوغان في الحكم وأي أزمة سياسية «لا توجد هناك أزمة وشيكة الحدوث ولكن يمكن ان تحدث في المستقبل القريب» سيكون لها تأثير خطير على استقرار تركيا ونموها‚ \r\n \r\n \r\n ان على الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي ان يقدما العون للحكومة التركية الحالية وأفضل شيء للبدء فيه هو تقديم المساعدة للقبارصة الأتراك‚ \r\n