\r\n نايجل بارسنس يندفع بنشاط متدفق ليلامس يومه كما هو حال أي مدير تنفيذي بارز في مجال الإعلام. \r\n \r\n لقد بعث مؤخراً مدير البرامج لزيارة دور الإنتاج المستقلة في لندن. وفي القريب العاجل سيعقد اجتماعاً شخصياً مع مدير الأخبار. \r\n \r\n ولكن حينما يعلن بارسنس عن مواصفات مقراته العالمية الجديدة يوضح بأنه لماذا لا يوجد ما هو اعتيادي في عمله. وتحدث بارسنس خلال تفقده لموقع المبني: ستكون لدينا خطة لغرفة أخبار مفتوحة ونأمل في أن نضع غرفة للألعاب الرياضية وغرفاً للمصلين. \r\n \r\n وباعتبار أنه مدير للجزيرة الدولية فإنه يعمل علي خلق قناة شقيقة باللغة الإنجليزية لقناة الجزيرة الأم التي تبث باللغة العربية والمعروفة في الغرب بأنها قدمت أسامة بن لادن إلي شاشات التليفزيون في العالم. \r\n \r\n ومن المؤمل أن يبدأ بث قناة الجزيرة باللغة الإنجليزية في مطلع 2006 لتنافس نظيراتها مثل ال سي إن إن وال بي بي سي في بث أخبارها لزبائنها علي مدار (24) ساعة. \r\n \r\n عموماً إن الفكرة شجاعة إذ أن تأسيس الجزيرة الدولية يسجل سبقاً لأول مرة من حيث تحول البث نحو بلدان العالم المتقدمة عبر تقديم الأخبار باللغة الإنجليزية وعروض لشؤون الساعة لمشاهدي أوروبا والولاياتالمتحدة وباقي دول العالم النامية كما أن هناك الكثير القادم من الجزيرة. \r\n \r\n إن القناة الإنجليزية تعد المرتكز لخطة تهدف لتحويل الشركة إلي دار إعلامية مؤثرة ذات نفوذ أكبر في الشرق الأوسط وأبعد من ذلك. \r\n \r\n وأوضح رئيس القناة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني خلال مقابلة مع مجلة التايم نحن نتوسع لنصبح مجموعة إعلامية دولية كبري، ان السوق مفتوح وطموحنا أن نكون بين أكبر المؤسسات الإعلامية في العالم . \r\n \r\n وقد يكون ذلك غير سهل، علي أقل تقدير بسبب سمعة الجزيرة في الغرب لامتلاكها خطاب مسانداً للعرب ومناهضاً للأمريكان. \r\n \r\n وقد تملك الشبكة المال للتوسع من دون القلق كثيراً حول العائدات المحتملة من جراء الإعلانات والشركات المعلنة، ولكن يبقي التساؤل هل بإمكان القناة الإنجليزية أن تنتزع الأضواء من الشبكات الأمريكية أو تستطيع إقناع خدمات الأقمار الصناعية في تشغيل برامجها من دون ذكر للحصول علي المشاهد فإن ذلك الأمر يبدو غير واضح. \r\n \r\n وحتي الأمريكان العرب يميلون لمشاهدة محطات إخبارية أخري علي سبيل المثال فوكس نيوز وسي إن إن بدلاً من قناة الجزيرة بالعربي والتي هي متوفرة في الولاياتالمتحدة علي بعض أنظمة الأقمار الصناعية. \r\n \r\n لقد بدأ التوسع بمحطة الجزيرة بشكل جاد في السنة الماضية وذلك بعد أن أطلقت قناة رياضية تبث طوال أربع وعشرين ساعة ومن المؤمل أن تنظم قناة متخصصة في برامج الأطفال إضافة إلي قناة وثائقية إلي القناة الإنجليزية الجديدة في الأشهر القادمة. \r\n \r\n كما أن قنوات للموسيقي والتسلية يجري مناقشتها أيضاً وستشتمل الإطلالة الجديدة للجزيرة فحصاً دقيقاً لمسيرة القناة الأم منذ انطلاقتها قبل تسع سنوات. \r\n \r\n ويقول المسؤولون فيها أنه مع تحركها إلي مقرها الجديد في العاصمة الدوحة في شهر يوليو ستركز القناة العربية علي التقارير الواقعية في قضايا كالإصلاح السياسي وغيرها. \r\n \r\n وقد أخبر الشيخ حمد بن ثامر مجلة التايم أن المحطة تدرس تقريرا من قبل ايرنست يونغ عن كيفية تصبح أكثر تنافسية من الناحية المالية مع النظر نحو خصخصة القناة العربية، ولكن ليس هناك موعد محدد لذلك ولكن حينما يحين ذلك فان المواطنين ستكون لهم اغلبية الاسهم في حين يطرح المتبقي الي المستثمرين الاجانب. \r\n \r\n وكما يري الرؤساء التنفيذيون في المحطة فانها تحتاج الي ان تكون أكثر تعاطيا لمتطلبات الديمقراطية والاصلاح حيث سيكون بثها علي الهواء في عموم العالم العربي. \r\n \r\n وقد تواصل القناة العربية هيمنتها علي تصنيفات التفوق في الشرق الاوسط حيث تظهر الاستطلاعات بشكل عام أن أكثر المشاهدين العرب يتابعون اخبارها - ولكن القناة الانجليزية التي سوف تضع اسم الجزيرة عبر العالم ويقول بارسنس أن الجزيرة الانجليزية لن تكون ترجمة عن النسخة العربية ولكن عملها مستقل ويديرها كادر مكون من حوالي (230) صحفيا في أكثر من (30) مكتبا أجنبيا، كما أن المحررين والمراسلين سيكونون متحدثين للانجليزية كلغة أم بما فيهم العديد من الغربيين. \r\n \r\n وعن المبني الذي تشغله فسيكون المسجد الداخلي فيه عبارة عن مواصفات قياسية لمباني المكتب في دول الخليج ليستخدم من قبل الموظفين المسلمين، لقد انتقي بارسنس مديرين مميزين من مؤسسات اعلامية محترمة بما فيها المؤسسة الام التي قدم منها وهي اسيشويتدبرس تلفشن نيوز والتي مقرها لندن. \r\n \r\n كما انه يرغب بوجود بعض الايادي الصحفية القديمة أمام الكاميرا .. فمثلا تم التوقع مع ريزخان أحد أبرز العناوين الرئيسة في قناة سي. أن.أن، كما ان غيابه عن الظهور اليومي عبر برامجه الساخنة سيكون موضع تساؤل من المشاهدين الي صانعي الأخبار. \r\n \r\n ويذكر أن الجزيرة الدولية قد وقعت صفقات توزيع في كل من آسيا وأفريقيا والشرق الاوسط وأوروبا ولكن بارسنس يستعد الي المعارك التجارية والسياسية القادمة في الولاياتالمتحدة. فعندما اتهمت مؤخرا صحيفة وول ستريت جورنال في تعليقها قناة الجزيرة العربية بتعاونها مع تنظيم القاعدة أصبحث قراءة هذه المقالة أمرا إلزاميا في مكاتب الجزيرة الدولية. \r\n \r\n والتساؤل لا يكمن فقط فيما اذا سيتحول المشاهدون الامريكان الي مشاهدتها وانما هل سيغامر المعلنون الامريكيون بالانضمام علي نحو غير مباشر الي مؤسسة اخبارية تتهمها وزارة الخارجية بانتهاجها لنمط من التقارير التحريضية والكاذبة التي تعرض أرواح الافراد الامريكيين الي الخطر لاسيما هؤلاء الموجودين في العراق. \r\n \r\n يقول توم وولزاين - المحلل الاعلامي في سانفورد برنستاين في نيويورك - ليس هناك من تركه أثقل من أي شيء له علاقة باحداث الحادي عشر من سبتمبر. لذا سيكون المعلنون علي درجة كبيرة من الحذر في حساب ماهي الدلالات المترتبة علي منتجاتهم. في حين يقول ستيف تاثهام وهو مؤلف كتاب سيصدر قريبا عن الاعلام العربي عن العراق: ان الناس ارتبطوا بالجزيرة من خلال المشاعر المناهضة للغرب. \r\n \r\n ومن المعوقات الاخري التي قد تواجه الجزيرة الدولية هي عملية الوصول الي ما يقدر ب(90) مليون بيت مجهز لاستلام البث عبر الكيبل أو الاقمار الصناعية. وأشار بارسنس الي ان المحادثات الاولية مع موزعين أمريكيين - رفض أن يسميهم - تجري بشكل انسيابي ولكن طبقا لمشغلي الكيبل وشركات تنفيذ الكيبل التلفزيوني في أمريكا فان الحد المسموح من عدد البرامج ممتليء بالنسبة لكل القنوات الاخبارية في أنظمة الاقمار الصناعية الرئيسة في الولاياتالمتحدة. لذا سيكون الأمر ليس سهلا بالنسبة للجزيرة الدولية لتجد لها مكانا في باقات الكيبل. \r\n \r\n ويقول ريتشارد سمبروك مدير قسم الاخبار العالمية وخدمات العالم في محطة بي.بي.سي: لايوجد منا الكثير هناك لكنها حالة تنافسية شديدة بالنسبة للتوزيع والاعلان وبالطبع بالنسبة للمشاهدين، غير أن الجزيرة تمتلك الكثير لذا فانها ستكون منافسا حقيقيا. \r\n \r\n ويلقي بارسنس باللوم لصورة الجزيرة السلبية في الغرب علي النقاد الذين لايفهمون حتي العربية فيقول ان البعض يتهمنا بدفع أجندة السنة الوهابية الي العالم في حين اني لا اعرف ماهي أجندتهم. لقد أدي الجميع عملا رائعا. ومع ذلك فانه لايوجد شخص كامل. \r\n \r\n وفي الوقت نفسه ذهب بارسنس الي القول ان تغطيات المؤسسات الاخبارية الغربية محرفة، وأعلن صراحة انه في تغطية الحرب في العراق كان هناك قصور في الواجب ونحن لانقبل بذلك علي أساس انه شيء جيد. \r\n \r\n أما ستيف كلارك منتج الاخبار - والذي كان يعمل في سكاي نيوز - فقال ان الجزيرة الدولية ستقوم بمهمة التغطية للعالم المتقدم ولكن لاتنوي أن تكون علي شاكلة القنوات البديلة التي هي عادة لا عقلانية ومختلفة