\r\n و كان المسؤولون فى حكومة (فوكس) قد اتخذوا بعض الاجراءات القانونية ضد (أوبرادور) لإجباره على الانسحاب من الانتخابات المكسيكية المقبلة. و على عكس معظم الحوادث الأخرى، فإن هذه المسيرة السلمية لا يمكن تجاهلها أو تفسيرها ببساطة على أنها مسيرة تأييد لشخص على حساب شخص آخر لأن المتظاهرين قدموا من كل فئات الشعب المكسيكي باختلاف توجهاته. و لم تضم المظاهرة أنصار (أوبرادور) فحسب و لكنها ضمت أيضا طائفة غير قليلة من أنصار الرئيس المكسيكي الحالي الذين يحلمون بتطبيق العدالة فى معظم أنحاء المكسيك. \r\n و على الرغم من امتناع فوكس عن التعليق على هذه المظاهرة ، فإن حكومته لاقت انتقادات لاذعة فى البرلمان المكسيكي بسبب قيامها برفع الحصانة الدستورية عن عمدة مدينة ميكسكو سيتى تمهيداً لمحاكمته. و قد وجه المسؤولون فى حكومة (فوكس) تهمة الاستيلاء على أراضٍ مملوكة للدولة بصورة غير شرعية ، و هى الخطوة التى قد تعرقل مساعي عمدة مدينة مكيسكو سيتى لترشيح نفسه فى الانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها فى العام المقبل تحت مظلة حزب الثورة الديمقراطي اليساري. \r\n \r\n \r\n و قد خلق هذا الصراع المستمر انقسامات خطيرة داخل حزب العمل الوطني الذى يتزعمه فوكس اضافة إلى ما سببه من خلافات كبيرة داخل الحكومة. و بسبب ادراكه للمخاطر التى قد تنتج من جراء تصعيد الموقف و خوفه من خسارة تأييد عامة الشعب له ، و خصوصا بعد ما تردد من أنباء عن تزايد شعبية (أوبرادور) بصورة طاغية فى الشارع المكسيكى مؤخراً ، استجاب فوكس للمطالب الشعبية وقبل استقالة وزير العدل فى حكومته الحالية (رافائيل ماسيدو) ، و وعد فوكس بإجراء اصلاحات واسعة على النظام القضائي فى المكسيك ، و وعد أيضا بتسهيل إجراءات ترشح (أوبرادور) فى الانتخابات الرئاسية المقبلة على الرغم من تعرضه لتهم قضائية. و لرغبته فى تدعيم موقفه ، وافق فوكس على تحمل مسؤولية تدعيم الممارسة الديمقراطية فى المكسيك، وقال : لن تمنع حكومتي أى مرشح من المشاركة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، لقد أصبح الطريق واضحاً فى الفترة الحالية. و ما أسعى اليه حاليا هو تقديم الحقيقة و التخلص من ثقافة الخوف و توفير ضمانات لتشجيع الشعب المكسيكي على الاستمرار فى بناء دولة عظيمة. و فى تعقيبه على تصريحات فوكس، امتدح (أوبرادور) بسرعة مقترحات فوكس و وصفها بأنها خطوة هامة على طريق تدعيم دور المؤسسات و دفع الممارسة الديمقراطية إلى الأمام. و وافق عمدة مكسيكو سيتي على مقابلة فوكس فى المكان و الزمان الذى يراه الرئيس المكسيكي مناسباً. و فى أعقاب هذه الخطوة، امتدح (روبين أغويلار) المتحدث باسم الرئاسة المكسيكية تصريحات (أوبرادور) و قال : دولتنا فى حاجة إلى دخول مرحلة جديدة من الانفتاح السياسي و المصارحة و المكاشفة. و يجب علينا أن نطوي صفحة الماضى تماماً. \r\n و ما يؤسف له هو أن تلك الواقعة لم تكن بجديدة على الساحة السياسية فى المكسيك ، و لكنها حلقة فى سلسلة التجاوزات الخرقاء التى قامت بها حكومة الرئيس فوكس دون أى وعي أو استراتيجية واضحة و دون الحصول على اذن من البرلمان أو مجلس الوزراء. و توضح أزمة (أوبرادور) مدى ضعف الحكومة المكسيكية الحالية و ترنحها و دخولها غير المدروس فى صراعات ليست مجدية تضر كثيرا بموقفها و شعبيتها فى الشارع المكسيكى. \r\n و مازال يتبقى 14 شهرا على حلول موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة من المتوقع أن يحدث خلالها العديد من التطورات و الحوادث المهمة. و نحن نأمل أن تعترف الحكومة المكسيكية الحالية باضاعتها للجهد و الوقت فى الماضي فى صراعات لا طائل من ورائها، و أن تسعى جاهدة من أجل تصحيح سياساتها المغلوطة و أن تعكف على تعزيز الممارسة الديمقراطية فى المكسيك. \r\n \r\n كارلوس لوكين \r\n كاتب عمود بجريدة ميكسي داتا المكسيكية. \r\n خدمة (كي.آر.تي) خاص بالوطن.