\r\n «لا»، إلا أنها قدمت أيضاً بعض الردود التي تعكس سعياً للتملص، لا بل انها سمحت بالدخول إلى هذا الميدان الحساس، الذي يقرأ في الحياة السياسية الأميركية كإشارة خاطئة للنوايا السيئة، أي النوايا الرئاسية. \r\n \r\n \r\n ويبدو هذا الموضوع ساحراً لأسباب عديدة، الأوضح من بينها جميعها يتعلق بامكانية الدخول في منافسة على مقعد الرئاسة بين امرأتين، في بلد لم يشهد حتى الان رئيساً من الجنس اللطيف، وشهد ببداية القرن العشرين تمييزاً بين الجنسين، حتى على صعيد حق المرأة الانتخابي. اما السبب الثاني فيتعلق بواقع أن رايس تنتمي إلى العرق الأسود ومولودة في ولاية ألاباما، التي تعد أحد معاقل التمييز العنصري، قبل عصر ما يسمى بالحقوق المدنية، الأمر الذي يمنح حالتها مقدرة جذابة. \r\n \r\n \r\n لكن ثمة عناصر أخرى، لعلها تتمتع بأهمية تضاهي أهمية العناصر المذكورة، والمقصود هنا هو المواءمة بين ما هو ثقافي وما هو ايديولوجي، التي يسعى إليها الحزب الجمهوري في المجتمع الأميركي، من أجل تحقيق ما أسماه كارل روف، في جلسة خاصة ب «الأغلبية الدائمة»®. \r\n \r\n \r\n كما هو معروف، فإن الديمقراطيين سيطروا، طوال سنوات عديدة، على الصوتين اللاتيني والأسود، لكن في الانتخابات الأخيرة حصل الجمهوريون على نتائج مثيرة للاهتمام في هاتين الجماعتين كلتيهما، مكرسين بذلك إتجاهاً بدأ في الانتخابات السابقة. \r\n \r\n \r\n ومع حوالي 40% من الصوت اللاتيني، فإن بوش يعتقد أنه تمكن فعلاً من احداث اختراق مهم في ذلك القطاع. وفي مقابل ذلك، فإنه لم يحصل إلا على 11% من الاصوات بين الاميركيين الافارقة، لكن هذه الانتخابات سجلت زيادة نقطتين بالمقارنة مع الانتخابات السابقة. ووعد رايس بحقيبة الخارجية ومن ثم تحويلها إلى أول إمرأة من العرق الاسود تشغل هذا المنصب ماهو الا احد المنعطفات التي يحركها البيت الأبيض كي يستمر في كسب مواقع جديدة. \r\n \r\n \r\n وهنا يأتي ما هو مثير للاهتمام، حيث يمكن لكوندوليزا رايس أن تضع الأميركيين غير الجمهوريين في 2008، امام مأزق، قوامه اختيار مرشحة تمثل الأقليات (إمرأة سوداء) حتى لو كانت جمهورية أو البقاء بعيدين عن الحزب الجمهوري وإثبات ان الدفاع عن الأقليات في الواقع ليس عملاً قائما على العدل بالنسبة للفئات الاقل حظاً في المجتمع، بل انه عنصر تابع لاعتبارات ايديولوجية. \r\n \r\n \r\n لكن هناك مأزقاً آخر، حيث أطلقت رايس تصريحاً تعرف نفسها فيه على أنها: «نصيرة للحياة بشكل معتدل» الأمر الذي يعني أنها مع الإجهاض. وهذا الموقف، كما يقول يوجين روبنسون الكاتب في صحيفة « واشنطن بوست» يتفاعل مع غالبية محدودة من الاميركيين من جانب، لكنه يفقد من الجانب الآخر الكثير من الدعم في قواعد الحزب الجمهوري التي تعد مسألة ضمانها حاسمة ساعة التنافس على الانتخابات الاولية لتحديد المرشح. \r\n \r\n \r\n اما وضع هيلاري، فإنه يتعقد أمام منافسة محتملة على غرار رايس، لأنه يمكن أن يفقد شيئاً من ميزته الكبرى المتمثل في الجاذبية بين الليبراليين والاقليات، الديمقراطية بشكل تقليدي. وفي الوقت نفسه، فإن المرشحة هيلاري كلينتون ستركز جهودها على الانتفاع من الصوت الاسود المستاء إلى حد كبير من رايس بسبب معارضتها، خلال الادارة الاولى لجورج دبليو بوش، للتمييز الايجابي في طلبات الطلاب المقدمة للجامعات. \r\n \r\n \r\n صحيح ان هيلاري لم تقل بدورها انها سترشح نفسها للرئاسة، لكن الصحيح أيضاً هو أن جميع الخطوات التي تخطوها تسير في ذلك الاتجاه، ففي حالة السيدة الأولى السابقة كان من الضروري ارسال اشارات متريثة باتجاه اليمين، لاسيما فيما يتعلق بالمراهنة على موضوعات تتعلق بالدفاع القومي، اذ انها تنتمي إلى لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ. وهكذا فإنه بينما كانت «اليمينية» رايس تجاهر بليبراليتها، أخيراً، واصلت «اليسارية» كلينتون تطوير استراتيجيتها التشريعية امام التيار المحافظ. \r\n \r\n \r\n لا توجد استطلاعات رأي على المستوى القومي الأميركي فيما يتعلق بالمنافسة المحتملة بين رايس وهيلاري، ولا توجد سوى استفسارات داخلية للحزب الديمقراطي تمنح هيلاري ميزة واضحة للانطلاق باتجاه الترشيح، في حين لم يتم بعد، في الحزب الجمهوري، قياس رايس أمام ترشيحات أخرى محتملة. وبالتالي فإن كل شيء يقع في مستوى افتراضي. \r\n \r\n \r\n ومع ذلك، فإن المثير للاهتمام في هذا الموضوع هو الواقع الذي يفيد ان جميع التخمينات تسير في هذا الاتجاه، حيث يقال الكثير حول التحول الثقافي الذي تعيشه أميركا بحيث يمكن الحديث عن مرشحتين، عن امرأة من العرق الاسود في سباق إلى البيت الأبيض، وعن إمكانية ان تكسر الواحدة كما الأخرى، الحواجز الاجتماعية والايديولوجية لقضم حصة من الناخب المعادي. \r\n \r\n \r\n