ومن أجل المحافظة على حجمهما الحالي فقد بدأ الجيش وقوات المارينز في إنفاق المزيد من الأموال مقابل الإعلانات والدعاية وتوظيف المجندين وتخصيص المكافآت للمسجلين‚ والآن فقد أصبح من الواضح لكل شخص (ربما باستثناء الرئيس بوش ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد) أن الجيش الأميركي أصبح أصغر حجماً من أن ينفذ جميع المهام الملقاة على عاتقه‚ لقد أصبحنا في وضع لا نحتاج فيه فقط إلى المحافظة على المستوى الحالي للرتب بل إلى زيادتها من أجل تعويض النقص المريع الذي حدث إبان حقبة التسعينيات عندما فقد الجيش أكثر من 300‚000 جندي‚وقد بدأ بعض الخبراء يتساءلون مسبقاً عما إذا كانت الحرب على الإرهاب ستفضي إلى جيش يتألف بأجمعه من المتطوعين‚ ونسبة إلى أن إعادة العمل بالخدمة الإلزامية ما زالت لا تعتبر خياراً جدياً (حيث رفض البرلمان قانوناً رمزياً للخدمة الإلزامية في العام الماضي بأغلبية 402 من الأصوات مقابل اثنين فقط) فإن بعض الأشخاص من خارج الفئات المعروفة قد يسمح لهم بالانضمام إلى الجيش‚ وفي هذا الخصوص علمت بأن هناك قوة بشرية هائلة سيتم الاعتماد عليها في المستقبل وهي تتضمن كل شخص يعيش في الكوكب الأرضي من غير أولئك الذين يتمتعون بالجنسية الأميركية أو من حملة الإقامة الدائمة فيها‚ومنذ أحداث هجمات الحادي عشر من سبتمبر أخذ الرئيس بوش يسارع الخطى في عملية تطبيع وتجنيس الجنود‚ ولكن من أجل الانضمام إلى الجيش النظامي درج البنتاغون على طلب إثبات المواطنة أو وجود «بطاقة خضراء»‚ ومن ضمن إجمالي القوة العاملة البالغة 1‚4 مليون فرد يوجد 108‚803 جنود من المولودين في الخارج (أي 7 في المائة) و30‚541 فرداً من غير المواطنين (2 في المائة) فقط‚ وهي حالة شاذة بالمقاييس التاريخية إذ أنه خلال القرن التاسع عشر عندما كان تعداد المولودين في الخارج في الولاياتالمتحدة أكبر بكثير فقد كانت نسبة الأجانب الذين يخدمون في الجيش الأميركي عالية أيضاً وأثناء الحرب الأهلية الأميركية كان 20 في المائة على الأقل من جنود الاتحاد من المهاجرين وقد آثر معظمهم القفز من على السفينة قبل إجبارهم على ارتداء الزي الأزرق اللون‚ بل كانت هنالك وحدات بأكملها مثل فرقة ديسكونسين الخامسة عشرة للمشاة المتطوعين (الفرقة الاسكندنافية) أو سرية الجنرال لويس بلينكر الألمانية‚ لا تحسن التحدث باللغة الإنجليزية‚ \r\n \r\n إن الجيش سيحسن صنعاً اليوم عندما يفتح أبوابه ليس أمام المهاجرين الشرعيين فقط وإنما من أجل دخول المهاجرين غير الشرعيين أيضاً‚ وبنفس الأهمية إعلام أولئك الشباب والفتيات غير المتواجدين الآن والذين لديهم الرغبة في الحضور في المستقبل إلى هنا‚ بذلك‚ وبلا شك فإن العديد منهم تتملكه الرغبة في الخدمة لفترة محددة مقابل إحدى أغلى السلع في العالم وهي الجنسية الأميركية‚ لذا فإنني أناشد بضرورة فتح مكاتب التجنيد من بودابست إلى بانكوك ومن الكيب تاون إلى القاهرة ومن مونتريال إلى مدينة المكسيك‚ \r\n \r\n وقد يعترض البعض على هؤلاء على أساس أنهم مرتزقة ولكن مثل هذه القوات عادة ما تتميز بدوافع مختلفة عن تلك التي يمتلكها الجندي العادي الذي يقوده القدر فقط إلى العمل في الجيش الأميركي‚ وكذلك فإن أبسط طريقة لذلك بالطبع تتلخص في تجنيد الأجانب في الجيش النظامي الأميركي ولكن من المناسب أيضاً خلق وحدة عسكرية تتألف بالكامل من غير الأميركيين على أن يقودها ضباط وضباط صف أميركيون‚ ويمكن أن نطلق عليها اسم «لواء الحرية»‚ وكما يشير اسمها فإن هذه الوحدة يمكن تشكيلها على طريقة الفيلق الأجنبي الفرنسي وبدلاً من أن تحارب دفاعاً عن الأمن الأميركي بنفس الطريقة التي حارب بها الفيلق الأجنبي الفرنسي من أجل مجد فرنسا يمكن أن تقتصر مهمة هذا اللواء على الدفاع عن الحرية في جميع أنحاء العالم‚ وكنتيجة لذلك سيصبح هذا اللواء عبارة عن قوة متعددة الجنسيات تحت إمرة القيادة الأميركية‚ ولكنها ستصبح قوة لا تحتاج إلى إذن من ألمانيا أو فرنسا أو هيئة الأممالمتحدة من أجل نشرها‚إن «لواء الحرية» سيصبح الوحدة المناسبة للاستخدام في مناطق لا تمثل تهديداً أمنياً بل أداة فعالة لتقديم المساعدات الإنسانية بأكثر مما تستطيع أية منظمة دولية أخرى‚ ولما كان القلق يساور السياسيين الأميركيين بشأن الخسائر التي تلحق بالمواطنين الأميركيين فقد بات يتعين عليهم اتخاذ خطوات أكثر ليونة تجاه توظيف قوات لا تتألف من مواطنيهم‚ وبالإضافة إلى ذلك فإنه عبر تجنيد الأجانب فإن الجيش الأميركي سيتمكن من مواجهة أكثر الضغوط الاستراتيجية في مجال الحرب على الإرهاب التي تتمثل في عدم الإلمام بثقافات الآخرين‚ إن أفضل الطرق فعالية لتوسيع معرفة القوات العسكرية بلغات الباشتو أو العربية لن يتم عبر إرسال الجنود الأميركيين إلى مدارس اللغات وإنما عبر توظيف وتجنيد أولئك المواطنين الذين يجيدون التحدث بلغات أوطانهم‚وهنالك ظروف مشابهة حدثت في السابق في أوائل فترة الحرب الباردة دعت الكونغرس لأن يجيز قانون الإيواء المؤقت لعام 1950 وهو ذلك القانون الذي سمح للقوات الخاصة في الجيش الأميركي بتجنيد الأجانب الذين لا يعيشون في داخل الولاياتالمتحدة على وعد بمنحهم الجنسية الأميركية بعد 5 سنوات من الخدمة‚ وقد تم توظيف أكثر من 200 من مواطني شرق أوروبا في رتبة الكوماندوز قبل أن ينتهي العمل بهذا القانون في عام 1959 ليس هنالك من سبب يمنعنا من تجنيد مجموعة من الشباب الأجانب حالياً‚ إن الأمر بالطبع سيصبح أكثر سهولة من البحث عن مشاركة الجنود في قوى التحالف المعارضة أو السعي وراء طلاب المدارس العليا في داخل الولاياتالمتحدة الأميركية‚ \r\n