\r\n تعتبر الهند سادس دولة في العالم في استهلاك النفط وتلبي 70% من احتياجاتها للطاقة بالنفط الخام المستورد‚ وبحلول عام 2010 ستحل الهند مكان كوريا الجنوبية لتصبح رابع دولة مستهلكة للطاقة في العالم بعد الولاياتالمتحدة والصين واليابان‚ \r\n \r\n نتيجة لهذه الآفاق تقوم الحكومة الهندية حاليا بالاستثمار بشكل كبير لتأمين امداداتها بالنفط من الخارج‚ فالى جانب روسيا واميركا اللاتينية والشرق الاوسط تتطلع شركات النفط الهندية الى افريقيا تشاد والنيجر وغانا والكونغو بشكل خاص للاستثمار في حقول نفط وغاز طبيعي‚ كما ادت الحاجة الماسة للنفط الى دفع الهند لتبني سياسة اكثر براغماتية مع جارتيها باكستان والصين والى التعاون معهما بمختلف الطرق‚ فبعد سنوات من التحفظات بدأ صانعو القرارات السياسية في الهند يبدون استعدادا للتفكير في اقتراح لمد خط انابيب لنقل النفط من ايران الى الهند عبر باكستان وهذا يمكن ان يربط البلدين اقتصاديا‚ \r\n \r\n فقد اشارت السلطات الهندية الى انها غير مترددة في السعي لعقد صفقات مع دول تقاطعها الولاياتالمتحدة والدول الغربية‚ ففي السودان استثمرت الهند 750 مليون دولار مقابل 25% كحصة لها في مشروع نفط النيل الاكبر والتي كانت مملوكة سابقا من قبل الشركة الكندية «تاليسمات انيرجي» التي اضطرت للتخلي عنها بعد ان تعرضت لضغوط من قبل منظمات حقوق الانسان حول قضية دارفور‚ وعلى مقربة منها توصلت الهند الى اتفاقية مع الطغمة العسكرية الحاكمة في ميانمار (بورما) لمد خط انابيب لنقل النفط‚ \r\n \r\n لكن تشكيل تحالفات مع بلدان منتجة للنفط ينطوي على مخاطرات لأن هذه الدول كثيرا ما تكون في حالة نزاع مع الولاياتالمتحدة حول حقوق الانسان او قضايا انتهاك اتفاقية حظر انتشار الاسلحة النووية‚ \r\n \r\n ربما تتسامح واشنطن مع تحالفات الهند مع دول مثل السودان وميانمار ومع فنزويلا شافيز التي علاقاتها مريرة مع الولاياتالمتحدة ما دامت محصورة في الجانب التجاري‚ ولكن اي شيء اكثر من ذلك سوف يثير سخط الولاياتالمتحدة وربما يوتر العلاقات بين البلدين‚ \r\n \r\n فعلاقات الهند المتنامية مع ايران تثير عددا من التساؤلات المثيرة للاهتمام في ظل العلاقات الجيدة للهند مع اسرائيل والولاياتالمتحدة‚ وفي الواقع عبرت واشنطن فعلا عن عدم رضاها عن الصداقة الجديدة للهند مع نظام طهران‚ ولكن اكبر نجاح حققته الهند حتى الآن كان في ايران حيث توصلت مؤسسة النفط الهندية المملوكة للدولة الى اتفاقية في شهر يناير الماضي مع مؤسسة النفط الايرانية «بتروبارس» لتطوير سلسلة حقول نفط ضخمة في حقل بارس الذي يحتوي على اكبر مخزون في العالم‚ وتتعاون الهند مع حكومة الرئيس محمد خاتمي لتأمين المضائق البحرية ووضع استراتيجية مشتركة لآسيا الوسطى كما تقوم الهند بمساعدة ايران على تطوير ميناء شاه بحر وكذلك العديد من مشاريع البنية التحتية‚ \r\n \r\n ويميل صانعو السياسة الهندية للتقليل من شأن العلاقات العسكرية مع ايران ولكن علاقات نيودلهي الاستراتيجية مع طهران تنطوي على مكونات مقلقة للولايات المتحدة‚ فحسب تقرير صدر مؤخرا عن مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية سعت ايران لطلب مساعدة الهند في تطوير غواصات اكثر ملاءمة لمياه الخليج الدافئة من الغواصات التي تبيعها لها روسيا‚ وتشعر واشنطن وتل ابيب بالقلق من القدرات العسكرية التي توفرها هذه الغواصات لايران‚ \r\n \r\n حول موضوع التسلح النووي تتصرف الهند بحذر شديد وتبقى على مسافة من ايران في هذا الصدد خشية اثارة سخط صقور السياسة الخارجية في واشنطن‚ وتراقب اسرائيل العلاقات الهندية الايرانية ويرجح ان تبقى صامتة طالما ظلت خارج نطاق المجالات العسكرية‚ \r\n \r\n العلاقات الاقتصادية المتنامية بين الهند وايران تتحرك في اتجاه معاكس لجهود واشنطن لفرض العزلة على نظام طهران فرغم ان الهند والولاياتالمتحدة انفقتا من قبل على منع انتشار التكنولوجيا النووية الا ان الصفقات طويلة الامد التي تعقدها مع ايران ستجعل من الصعب على الهند ان تعارض ايران اذا ما نقلت المسألة الى الاممالمتحدة لفرض عقوبات على ايران‚ \r\n