ان ما يحصل مذكر لنا بأنه وفي الوقت الذي توجد فيه علاقات تجارية مزدهرة بين البلدين الا ان هذه العلاقات تقوم على اسس سياسية ضعيفة واجواء خطيرة مسممة‚بعض التقارير الاعلامية تقول ان الصين هي التي دبرت هذه الاحتجاجات ولكن الحقيقة ان الشعب الصيني ليس بحاجة لأن يحرك لكراهية اليابان‚ فهذه الكراهية موجودة في وجدانه‚ فالذي حصل هو ان الحكومة الصينية استغلت هذه الاحتجاجات لخدمة اهدافها في مجال السياسة الخارجية‚باختصار ترغب الصين في افساد الجهود اليابانية للانضمام الى قائمة الدول دائمة العضوية في مجلس الامن‚ فعلى المدى البعيد سيتصادم البلدان من اجل ان يثبت احدهما انه القوة السياسية والعسكرية الفعلية في شمال آسيا‚ \r\n \r\n الحقيقة التي لا مجال لأحد القفز فوقها هي ان اليابان والصين خصمان استراتيجيان وهذا لا يعني استبعاد اي فرص للحوار الصحي بينهما‚ الولاياتالمتحدة والصين دولتان متنافستان ايضا ولكن هناك عمقا في الحوار الثقافي القائم بينهما مما اعطى العلاقة نوعا من التوازن‚ اما بالنسبة للصين واليابان فلا يوجد هناك ابعاد للعلاقة القائمة بينهما‚ \r\n \r\n الصين استبعدت تنظيم اي مؤتمر قمة ثنائي يجمع قادة البلدين طالما استمر رئيس الوزراء الياباني كوزومي في زياراته المتكررة للضريح الذي يمجد الجنود اليابانيين الذين قتلوا في الحرب العالمية الثانية‚موقف الرأي العام الياباني يترك امام كوزومي خيارات قليلة وبالتالي ليس امامه سوى الاستمرار بالقيام بتلك الزيارات‚ \r\n \r\n آخر مرة التقى فيها كوزومي مع هو غونتاو الرئيس الصيني كانت على هامش مؤتمر القمة السنوي لآسيا الباسيفيك في تشيلي‚ وكلا الزعيمين اسيران للنظام السياسي في بلديهما وبالتالي ليس بمقدور اي منهما ان يرتقي فوق ذلك الخصام ويتقدم بمبادرات لكسر الجمود القائم‚ \r\n \r\n وهذا التوتر على مستوى القمة تسرب الى المستوى الوزاري والاكاديمي واصبح امر حضور مؤتمر ما يعقد في اليابان امرا بالغ الصعوبة للصينيين من طلاب ومسؤولين‚ \r\n \r\n بعد مرور 60 عاما على النزاع ما تزال الصين تطالب اليابان «بالاعتذار» على الاعمال الوحشية التي ارتكبها جيشها ضد المدنيين الصينيين‚ وقد رد احد المسؤولين اليابانيين على الطلب الصيني صارخا «لقد سبق ان اعتذرنا لهم 21 مرة»‚ \r\n \r\n ان المشكلة التي تكمن في الاعتذار الرسمي الياباني هي الطريقة التي يقدم فيها هذا الاعتذار‚ صياغة الاعتذار تجري مناقشتها من قبل الرأي العام الياباني ومع مرور الوقت وعند تقديمها فانها ستغضب القوميين اليابانيين الذين يرفضون فكرة الاعتذار من حيث المبدأ كما انها ستغضب الصين وكوريا الجنوبية اللتين يقصد الاعتذار ان يهدئ من غضبهما‚ \r\n \r\n القادة الصينيون على العموم ظلوا على الدوام غير مستعدين لقبول اي اعتذار‚ فالوحشية اليابانية كانت على الدوام ذلك الوقود الذي يغذي الدعاية الوطنية للحزب الشيوعي الحاكم‚ من منطق الحزب الشيوعي يجب ان يوضع التاريخ في خدمة السياسة‚ فالكتب الدراسية الصينية ما تزال تضخم من آثار الغزو الياباني مما خلق نوعا من العداء لليابان في اوساط الشباب الذين ولدوا بعد النزاع بعقود‚ شيء عادي جدا ان تسمع عبارة «انني اكره اليابانيين» في شوارع المدن الصينية وقاحة من قبل الشباب‚ \r\n \r\n في اليابان وفي المقابل نجد ان كوزومي يشعر انه يكسب نقاطا سياسية له ولحزبه من خلال اظهار وقوفه في وجه الصين‚لقد بدأت الحكومة الصينية تدرك مدى الاضرار التي قد تتعرض لها الصين وخاصة في المجال الاقتصادي اذا استمرت التظاهرات المعادية لليابان مما دعاها لتوجيه دعوات للمتظاهرين لتكون تظاهراتهم سلمية بعيدة عن العنف‚ \r\n