\r\n تشهد قيرغيزستان الآن اضطرابات سياسية، شأنها في ذلك شأن بلدان عديدة غيرها. والحقائق على الأرض هي كالآتي: بزغت سلسلة من الحركات السياسية المتصادمة لتتحدى الحكومة المركزية في بيشكيك، والتي تستمد دعمها من العشائر الشمالية. وتقف وراء هذه الديناميكية عوامل لها علاقة بانقسامات أثنية بالإضافة إلى العديد من وجهات النظر الإسلامية المختلفة. ومن الواضح تماماً أن جزءاً كبيراً مما يحدث الآن تحركه قوى سياسية داخلية. \r\n \r\n \r\n لكن منذ الانتخابات الأوكرانية العام الماضي، أصبحت موسكو تميل أكثر للنظر إلى الاضطرابات باعتبارها جزءا من خطة أميركية عامة لتدمير روسيا، بدلاً من تفسير الأمور في سياقها المحلي الطبيعي. ومن ناحية أخرى فإن أي شيء يجري على حدود الصين يقلق الصين بطبيعة الحال، والزعماء الصينيون يميلون هم أيضاً للنظر إلى الأحداث المضطربة في المنطقة باعتبارها جزءاً من مؤامرة تحيك خيوطها واشنطن. \r\n \r\n \r\n لا يمكن للولايات المتحدة عدم الاكتراث لأي شيء يجري في العالم الإسلامي، وقيرغيزستان تعتبر إلى حد بعيد جزءاً من ذلك العالم. القوات الأميركية لا تزال تقوم بعمليات في أفغانستان وتسبر الأقاليم الشمالية في باكستان. ومع أن قيرغيزستان ليس لها حدود مع هذين البلدين، إلا أنها تأوي قاعدة لوجستية تستخدمها الولاياتالمتحدة لدعم هذه العمليات. \r\n \r\n \r\n يتوجس الزعماء الروس خيفة أيضاً من أن الولاياتالمتحدة عاكفة على تعزيز قوتها في آسيا الوسطى. وكانت الولاياتالمتحدة، التي مارست ضغوطاً في المنطقة بداية من أجل التنمية الاقتصادية، قد حظيت بدعم روسيا عندما أدخلت جنودها في أعقاب 11 سبتمبر. ويعتقد الزعماء في موسكو وأماكن أخرى أن الأميركيين يستخدمون الآن هذه القوات لإيجاد واقع استراتيجي جديد يحرم روسيا من فضاء نفوذها في المنطقة. وهم يعتقدون أيضاً أن قيرغيزستان جزء من هذه الاستراتيجية. \r\n \r\n \r\n في هذه الأثناء، تخشى الصين التي تشترك بحدود مع قيرغيزستان من أن زعزعة الاستقرار هناك سوف تعقد المصاعب التي تواجهها في إقليمها سينجيانغ الواقع في أقصى غرب البلاد فهذا الاقليم اذي تدين غالبية سكانه بالإسلام يعيش حالة تمرد ضد بكين. \r\n \r\n \r\n ولم يشعر القادة الصينيون يوماً بالارتياح حيال الموقف الأميركي من سينجيانغ، والذي على ما يبدو يقوم على الرأي القائل بأن الحرب الأميركية ضد القاعدة شيء، ومعركة الصين ضد الانفصاليين المسلمين شيء آخر مختلف كلياً. وأشار مسؤولون حكوميون صينيون في أكثر من مناسبة إلى أن الأميركيين مسرورون بالتمرد في سينجيانغ لأنه يضعف الصين. \r\n \r\n \r\n والحقيقة هي أن واشنطن لم تكن مهندس الانتفاضة في قيرغيزستان لكنها تستطيع استخدام الانتفاضة لزيادة نفوذها في وسط آسيا. لقد تغير العالم بما يكفي لكي تحتل العلاقات بين القوى العظمى المكانة الأولى على الأجندة مكان القاعدة. وقيرغيزستان بلد مهم لانه يؤثر في هذه العلاقات. \r\n \r\n \r\n خدمة «لوس انجلوس تايمز» خاص ل «البيان» \r\n \r\n