حسنا، نعم، كل هذا صحيح. لكن الجلبي كان على طول الخط صديقا للمحافظين الجدد، وهو الآن ليس جاسوس إيراني. أنه ينكب حاليا بهمة ونشاط للمساعدة في صياغة دكتاتورية شيعية يريدها آية الله السيستاني وجميع أفراد الطبقة الدينية المتعصبة الموالية له. الآن ينضم أحمد الجلبي، في مقال كتبه في (وول ستريت جورنال) لأولئك المحافظين الجدد الذين يقولون أن الشيعة هم أناس طيبون good guys، وهو يعارض أولئك الذين يقولون أن قائمة السيستاني للانتخابات ستؤدي إلى ظهور نظام في العراق موالٍ لإيران. \r\n \r\n يقول الجلبي: من الخطأ الافتراض أن الانتخابات ستؤدي إلى حكومة موالية للحكومة الإسلامية الإيرانية. أن الشيعة العراقيين يدركون جيدا أن الولاياتالمتحدة وحلفائها هي التي خلصتهم من صدام. هذه الحقيقة ستبقى الأساس في العلاقة العملية اليومية التي تملي عليهم التعامل مع واشنطن. أنهم سيجازفون بالخسارة من غير ريب ولا يربحون شيئا، لو قاموا بعمل مغاير آخر. \r\n \r\n \r\n يضيف الجلبي: الشيعة العراقيون فخورون بعروبتهم. لديهم جذوراً عميقة في العروبة، وهم ملتزمون بالعراق. والشيعة أعضاء في طائفة متنوعة المشارب لها توجهات سياسية واجتماعية وثقافية مختلفة. هويتهم الشيعية جاءت تلبية لنداء الاضطهاد الذي تعرضوا له. هويتهم الشيعية هذه هي التي كلفتهم الكثير. \r\n \r\n \r\n الآن الجلبي والمحافظون الجدد لا يريدون حكومة دينية على الطراز الإيراني. أنهم يعتقدون أنهم سيحصلون على نظام في العراق خاضع تحت سيطرة الشيعة لكنه غير ديني. ليس هذا فحسب، أنهم يعتقدون أن مثل هذا النظام في بغداد سيجرّ إيران إلى الفلك الأمريكي. لكن هذا وهم كبير وخداع خطير. \r\n \r\n \r\n وافقت صحيفة نيويورك تايمز، في آخر الآمر، في مقال افتتاحي لها اليوم أيضا (22 ديسمبر 2004)، بأن انتخابات 30 يناير هي عديمة الجدوى، وقالت أن الدعوات المطروحة لإرجاء الانتخابات ينبغي أن تؤخذ \"على محمل الجد.\" وانتقدت بشدة حملة الانتخابات التي يطمح من ورائها الشيعة إلى تهميش السنة، وذهبت إلى أبعد من ذلك بدعمها \"سياسيين وطنيين سنة حقيقيين.\" \r\n \r\n \r\n في المناطق التي يسود فيها السنة، بضمن ذلك الموصل وأجزاء من بغداد وأغلب وسط وغرب العراق، هناك توجه عميق ومتنام يهدد في إضعاف نتائج الانتخابات، ويتبلور في الوقت نفسه كاحتياط كبير لدعم العصيان. يمكن القول باختصار أنه من دون مستوى مقبول من المشاركة في مختلف أنحاء العراق، فإن الانتخابات لن تتمكن من تقديم حكومة شرعية. \r\n \r\n وعليه من أجل أن يكون الأمر واضحا: هناك الآن المحافظون الجدد، والبنتاغون، والشيعة، وأحمد الجلبي، وصحيفة وول ستريت جورنال من جانب. من جانب آخر هناك الواقعيون، وهم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والسنة وصحيفة نيويورك تايمز. بالنسبة لي أنا لا أدعم أيا من الطرفين، طالما كنت وما أزال أريد انسحابا فوريا للقوات الأمريكية يكون مرتبطا بمساعدة دولية لإزالة الفوضى التي خلقناها في العراق، لكني أرى في الأقل أن الواقعيين أكثر صوابا في موقفهم. \r\n \r\n يمضي الآن محور الجلبي والمحافظون الجدد في نفس طريق الخداع والوهم الذي قادنا إلى الفوضى التي نحن عليها الآن في العراق. في البداية قالوا أن العراقيين سيرحبون بالجنود الأمريكان والولاياتالمتحدة بأحضانهم وأذرعهم المفتوحة. والآن يقولون أن إيران ستتحول إلى شيء آخر بقيام نظام شيعي في العراق. الخداع الجديد هذا سيقودنا في طريق آخر مختلف. إذا أعطينا العرق للسيستاني والجلبي، فستصبح المسألة مسألة وقت قبل أن تأخذ إيران العراق. أن آيات الله الإيرانيين يجلسون الآن قبالتنا كالنسر الجشع ينتظرون الجثة التي سيخلفها المشروع الأمريكي كي ينقضوا عليها ويفنوها من الوجود مرة واحدة وإلى الأبد. \r\n \r\n \r\n \r\n *باحث أمريكي في (بروجيكت أوف ذا آنستيتيوت فور أميريكاس فيوجر Project of The Institute for America`s Future)