\r\n أو الخضوع للخوف ، وتأجيل الانتخابات ، والسماح بسيطرة أكبر للمتشددين أو استثارة حرب أهلية كاملة ، ومشاهدة بلادهم -والمنطقة من حولهم- تنجر إلى فوضى لا سابق لها. \r\n ورغم أنني أدرك قدر الصعوبة على العراقيين لعقد الانتخابات هذا الشهر ، إلا أنني أحسب أن التصويت هو الخطوة التالية الضرورية للتخلص من إرث صدام حسين. \r\n نعم ، أسمع من يعترض بالفعل متسائلا: كيف تودنا أن نذهب لصناديق الاقتراع في مثل هذه الظروف ، حيث القنابل تنفجر والرصاص يتطاير ، وحياتك في خطر شديد؟ \r\n لست أغفل هذه المسألة. لكن دعونا نضع الصورة في سياقها الصحيح ، بمعنى وضع البيئة الحالية مقابل نظام عام من الخوف والترهيب والتعذيب والموت الذي كان سائدا في عهد صدام. \r\n لم يتورع صدام وحاشيته عن شيء لبسط رؤيتهم الثورية العابرة للحدود ، وآثروا انتهاج سبيل العنف لضمان بقائهم ومحو الخصوم الموجودين والمحتملين. وفي النهاية ، أقاموا ما اصطلح البعض على تسميته شكلا وحشيا من أشكال المجتمع المنظم ولو مشتتا ومستأنسا موحين بأن الاستقرار ممكن أن ينشأ في العراق ، ولكن بثمن. \r\n هذا ليس نوع النظام الذي أؤيده ، ولكنه بالضبط ما يسعى اليه ممولو العنف الحاليون في العراق. لو كنت عراقيا ، لتحديت الطغاة المحتملين الجدد ، وهدأت من روعي ، وقمت بواجبي للقضاء على الأثر سيئ الذكر لصدام. ويحدوني الأمل في أن تكون الانتخابات فرصة للغالبية الصامتة على نحو واسع للتعبير عن رأيها بصوت عال , فمن الناحية المثالية ، سيشارك معظم الناخبين المؤهلين. \r\n من الأهمية بمكان الإشارة أيضا إلى أن العنف الذي يقرأ عنه ويسمع به الأميركيون من قتال يسهم في زيادة عدد قتلى الولاياتالمتحدة إلى قتل علي الحيدري ، محافظ بغداد ، مؤخرا يؤثر إلى حد ما في نسبة صغيرة من العراقيين. هذا العنف ينبع من مصادر مختلفة -أتباع مخلصين لصدام بلا أمل , عدة الاف من المقاتلين الاجانب المرتبطين بتنظيمات ارهابية مثل القاعدة , وتشكيلة متنوعة من العراقيين الساخطين من مختلف المشارب العرقية والاقتصادية والدينية والسياسية. اكثر ما يقلقني هما المجموعتان الاوليان لأنهما الاقل ربحا من التطور الديمقراطي في العراق. اما الاخرون فسوف يجدون في النهاية موطئا لهم في عراق مستقر. \r\n ومن شأن اجراء حازم موسع قصير الاجل تقوم به الحكومة العراقية والقوات الاميركية أن يحد من مثيري المشاكل ، ويشجع المزيد من الناس من كافة اطياف المجتمع على المشاركة في الانتخابات. وسيكون الاقبال التمثيلي رسالة اكثر قوة من مجرد كونه عددا واقعيا للناخبين. \r\n وإذا سارت الأمور على نحو طيب بشكل معقول ، سيكون العراقيون في وضع يواجهون فيه التحدي الكبير التالي: تحديد الأطر الدستورية لقيادة بلدهم. هل يستطيعون بدون خوف وترهيب وعنف تعزيز النظام؟هل يستطيعون التغلب على الانقسامات العرقية والدينية ، وكذلك التفرق الاجتماعي الذي تسبب فيه صدام عن عمد؟ \r\n أقول نعم ، مع مرور الوقت ، لاسيما اذا كونوا نظاما فيدراليا ، بحكم ذاتي جوهري لأقاليم عديدة واحد في الشمال ذي الغالبية الكردية ، وواحد في المثلث السني ، وواحد في المناطق الشيعية في الجنوب ، وواحد في بغداد. \r\n لقد دخلت في نقاشات تفصيلية في السنوات القليلة الاخيرة مع عراقيين من مختلف المشارب والعرقيات والتوجهات السياسية. ولأنهم يقيمون على خطوط المواجهة في الصراع لتغيير أمتهم ، أجد أن رؤاهم مفيدة أكثر من تقييمات أخرى عديدة. وبالنسبة لي ، أرى أنهم أظهروا قدرا غير عادي من الشجاعة والاقتناع والواقعية. ومعظمهم كان على استعداد للمضي قدما بعيدا عن الإرهاب ، سواء المحلي أو المستورد , وبمنأى عن التصورات غير الواقعية ، كفكرة العراق الموحد بقوة , وبمعزل عن الاحتلال الأميركي في أقرب وقت ممكن. \r\n \r\n إن تدفق العراقيين على صناديق الاقتراع بعد أسابيع قليلة ، وما يتبع ذلك من رغبة في تبني نظام فيدرالي فضفاض ، من شأنه أن يخمد بدرجة كبيرة جذوة المخاوف والتطرف وشبح الحرب الأهلية. \r\n \r\n \r\n جون برشيا \r\n أستاذ بجامعة سنترال فلوريدا وحائز على جائزة بوليتزر لعام 2000 في كتابة الرأي بصحيفة أورلاندو سنتينل.