كانت المهمة واضحة بحسب ما قال أحد المشاركين «لإنقاذ كوفي والأممالمتحدة». \r\n وفي الاجتماع ظل الأمين العام للأمم المتحدة يستمع لمدة ثلاث ساعات ونصف الساعة الى عدد من الحاضرين الذين كانوا متحدين لدعم الأممالمتحدة. وكانت مخاوف هذه المجموعة تتمثل من أن الهفوات التي وقعت خلال السنتين الأخيرتين من رئاسته للأمم المتحدة قد حجبت ما حققه من إنجازات خلال السنوات الأربع الأولى من تقلده للمنصب وهي تهدد بزعزعة السنتين الباقيتين من فترة رئاسته الحالية. \r\n كانت الحجج التي طرحوها بحسب أحد المشاركين تتناول قضيتين واسعتين. الأولى هي أن على انان أن يصلح من علاقات الأممالمتحدة مع واشنطن، حيث أن بوش وعددا كبيرا من أعضاء الكونغرس يرون أنه مع الأممالمتحدة عملوا ضد إعادة انتخاب الرئيس بوش لفترة ثانية، أما الثانية فإن عليه أن يصلح من علاقاته مع جهازه البيروقراطي، حيث الكثير من العاملين هناك قالوا في جلساتهم الخاصة إن مكتبه ظل يحمي مسؤولين كبارا متهمين بسوء التصرف الإداري. \r\n بعد مرور أسبوع على ذلك الاجتماع سعى انان الى لقاء كوندوليزا رايس المرشحة لاحتلال منصب وزارة الخارجية الأميركية. وقال مسؤولون من الأممالمتحدة لاحقا إن اللقاء كان مشجعا. \r\n وجاء الاجتماع الذي تم في شقة بمانهاتن يوم 5 ديسمبر (كانون الاول) الماضي، بعد انتهاء عام إداري اعتبره انان بأنه «عام رهيب»، وخلاله وجهت تهم للأمم المتحدة بالفساد في تطبيقها برنامج النفط مقابل الغذاء الخاص بالعراق، كذلك وجهت تهم لجنود القبعات الزرق المكلفين حفظ السلام في الكونغو بإدارتهم لحلقات بغاء واغتصاب نساء ومراهقات هناك، ثم تقديم اقتراحات بعدم الثقة في الإدارة العليا للمنظمة الدولية من الاتحادات التي تضم كوادر الأممالمتحدة. \r\n وكان السيناتور نورم كولمان وجه نقدا حادا للأمم المتحدة بصفته رئيسا للجنة فرعية عن مجلس الشيوخ هدفها التحقيق في برنامج النفط مقابل الغذاء الخاص بالعراق، وطالب باستقالة أنان. وجاء ذلك التصريح قبل أيام قليلة من انعقاد اجتماع مانهاتن. \r\n كذلك جرى ذلك الاجتماع في وقت تواجه الأممالمتحدة تحديات دستورية: فهناك الانتخابات المخطط لها في العراق والمفترض إجراؤها يوم 30 يناير (كانون الثاني) الجاري، والتي يساعد خبراء الأممالمتحدة في تنفيذها، ثم هناك التقرير الأولي الذي سيصدر في نهاية الشهر الجاري والخاص ببرنامج النفط مقابل الغذاء. ويرأس اللجنة التي تقوم بالتحقيق بول فولكر الرئيس السابق للاحتياط المالي الفيدرالي. \r\n وجرى الاجتماع في شقة ريتشارد هولبروك السفير الأميركي في الأممالمتحدة أثناء ولاية بيل كلينتون. \r\n ومن ضمن المدعوين للاجتماع كان جون روغي مساعد الأمين العام للتخطيط الاستراتيجي ما بين عامي 1997و 2001 ، وليزلي غيلب الرئيس السابق لمجلس العلاقات الخارجية في الكونغرس، وتيموثي ويرث رئيس مؤسسة الأممالمتحدة التي مقرها في واشنطن، وكاثي بوشكين نائبة رئيس المؤسسة، ونادر موسى فادح مساعد انان السابق الذي ترك عمله في الأممالمتحدة عام 2003، وروبرت أور مساعد الأمين العام للتخطيط الاستراتيجي، والسير جيرمي غرين ستوك سفير بريطانيا للأمم المتحدة ما بين عامي 1998و 2003 لكنه لم يحضر الاجتماع. \r\n وقال هولبروك «كانت النية إبقاءه سريا...لم يكن أي شخص يريد أن يعطي انطباعا بأن الحاضرين هم مجموعة من الأميركيين يريدون أن يملوا على الأمين العام للأمم المتحدة ما يجب عليه القيام به». \r\n ووصف الحاضرين بأنهم «أناس يهتمون كثيرا بالأممالمتحدة ومؤمنون بأن الأممالمتحدة لن تستطيع أن تنجح في عملها إذا ظلت مفتوحة للخلافات والاحتكاكات مع البلد المؤسس والمضيف لها والمساهم الأكبر في دعمها من الناحية المالية». \r\n وقال هولبروك «الأممالمتحدة من دون أن تكون الولاياتالمتحدة وراءها مؤسسة فاشلة». \r\n ولم يقبل أي من الحاضرين مناقشة ما أثير من ملاحظات أثناء الاجتماع. وقال روغي الذي لم يطرح أي تفاصيل إضافية «إنها نصيحة سرية وهي كما هي فاعلة إلى الدرجة التي يجب إبقاؤها سرية». \r\n لكن أحد المشاركين الذي فضل عدم كشف اسمه قال إن انان ظل هادئا طيلة الجلسة ولم يعد بأي شيء. وأضاف هذا المشارك «ظل جالسا بصمت ولم يسع إلى الدفاع عن نفسه. وهو تلقى كل ما تردد من دون أن يرد على أي منها. إنها لم تكن جلسة مناقشة. إنها من هذا النوع: هذا هو الوضع وهذه هي الخيارات التي يمكنك أن تتبناها». \r\n وقال هولبروك إن الحديث كان صرفا لكنه لم يكن صداميا «لم يكن هناك أي شيء ذو طابع خلافي فيه. كوفي كان يعرف أنه مجتمع بأناس يهتمون كثيرا به وبالمنظمة الدولية». \r\n وفي مقابلة هاتفية جرت أول من أمس قال انان إنه شعر بأن الجلسة كانت «داعمة ومساعدة». لكنه قال إنها واحدة من عدد كبير من اللقاءات التي أجراها. «أنا بقيت أتحدث مع الكثير من الناس هنا وفي الخارج للتخطيط للعامين المقبلين... إنها جزء من العملية. نحن ناقشنا كيفية تحسين العلاقات مع واشنطن».