ورغم ان مروان البرغوثي اقرب الى حماس من عباس الا ان قادة فتح قرروا ان ترشيحه يعوق تشكيل اجماع سياسي فلسطيني ويمكن ان يؤدي الى فوضى سياسية والحقيقة هي ان الانتفاضة لم تستثمر سوى القليل من التنازلات الاسرائيلية‚ وحماس متورطة حاليا في قتال وقادتها في الضفة الغربية يميلون الى تسوية تاريخية في حين يريد قادتها في غزة تصعيد العنف‚ \r\n \r\n بعد وفاة عرفات مباشرة وقبل ان يتم دفن جثمانه اتفق القادة الرئيسيون على التخلي عن رفضهم منذ وقت طويل التعاون مع اي حكومة متورطة بمعاهدات سلام اوسلو لعام 1993 والاكثر اهمية ان كبير قادة حماس في الضفة الغربية الشيخ حسن يوسف اعلن ان حماس يجب ان تفكر في قبول هدنة غير محددة الاجل او وقف للنزاع المسلح- اذا قبلت اسرائيل الانسحاب الى حدود ما قبل 1967 ووافقت على حق العودة للاجئين الفلسطينيين واطلاق سراح المعتقلين لآجال طويلة الامد وإزالة الجدار الذي تجري اقامته في الضفة الغربية‚ \r\n \r\n رغم ان هذه الشروط غير مقبولة بالطبع من اسرائيل الا ان حقيقة عرض حماس لهدنة هو في حد ذاته تطور مشهود واصر الشيخ حسن يوسف الذي كان مسجونا منذ اكثر من عامين واطلق مؤخرا على القول بانه يؤكد مجددا ذات المواقف التي اتخذت سابقا من قبل الشيخ احمد ياسين مؤسس حماس الذي اغتاله الاسرائيليون في شهر مارس الماضي ولكن هذا الموقف قد يكون مختلفا من حيث الكلام اللغوي‚وابلغني الشيخ حسن يوسف الاسبوع الماضي ان الهدنة تعني بوضوح ان الجانبين في النزاع الطويل يمكنهما ان يعيشها بامان وسلام ما دامت «الهدنة» سارية المفعول واكد على انه يمكن تمديدها الى ما لا نهاية وقال يمكننا ان نحكم بان كل فلسطين مسلمة مثل بعض الاسرائيليين الذين يحلمون باسرائيل الكبرى لتشمل كل أراضينا ولكن ذلك غير عملي‚بالطبع يواجه الشيخ حسن يوسف معارضة من داخل حماس‚ فعلى سبيل المثال محمود الزهار احد كبار المسؤولين في حماس في غزة قال لن يكون هناك حديث عن هدنة حاليا وان استراتيجية الحركة هي «تحرير كل فلسطين» ولم يكن مضى وقت طويل حتى قتلت قنبلة لحماس خمسة جنود اسرائيليين في غزة ويتبع ذلك قيام الجيش الاسرائيلي بشن غارات وقتلت العديد من الفلسطينيين‚ \r\n \r\n يبدو ان الشيخ حسن يوسف يمثل فرصة سانحة لدخول حماس الى التيار السياسي العام وابلغني قائلا: يجب ان نتحمل المسؤولية الى جانب ابو مازن والسلطة الفلسطينية في العناية بشعبنا وهذا يعني بانه يجب علينا ان نتفاوض مع الاسرائيليين المشكلة الرئيسية تكمن في ان جانبا يطالب الجانب الاخر ان يعلن «الهدنة» اولا فاذا دعوت الى وقف اطلاق النار من جانب واحد- معلنا اننا لن نهاجم الاسرائيليين اذا لم يهاجمنا الاسرائيليون- فعندئذ سوف ينتهي نفوذي السياسي‚ كما ان رئيس وزراء اسرائيل ارييل شارون اسير ايضا بنفس القدر للسياسات فهو ايضا لن يصمد في حزبه اذا ما اعلن وقف اطلاق النار من جانب واحد‚ \r\n \r\n فكيف يمكن كسر هذا الاستعصاء)‚ \r\n \r\n تستطيع الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي بالعمل معا مع اسرائيل والقادة الفلسطينيين للتوصل الى وقف اطلاق نار معلن بالتبادل وهذه يمكن ان تكون الخطوة الاولى نحو «هدنة» غير محددة الاجل وبداية «حوار حضارات»‚قد يبدو هذا التصور مفرطا في التفاؤل ولكنه على الاقل يبدو حاليا ان حماس مستعدة للاصغاء وتريد اعطاء الديمقراطية والسلام فرصة‚ \r\n