وبينما انصبت كل الابحاث السابقة في هذا الميدان على زرع اقطاب كهربائية داخل خلايا الدماغ ، تمكن باحثون من وزارة الصحة في نيويورك وفي جامعة الدولة في نيويورك، من تطوير نظام يرصد اي اشارة كهربائية مهما كانت ضئيلة تصدر عن الدماغ طبيعيا عند التفكير، وصمموا برنامجا كومبيوتريا لترجمة هذه الافكار الى اعمال مباشرة. \r\n ويفتح البحث، الذي نشرت نتائجه في مجلة «اعمال اكاديمية العلوم القومية»، آفاقا واسعة امام تطوير وسائل تمكن الاشخاص المصابين بالجلطة الدماغية أو بأضرار في النخاع الشوكي والامراض المماثلة، للتعامل مع الكومبيوتر او مع الاطراف الصناعية المساعدة لهم في الحركة، بتوجيه افكارهم نحوها! وقال جون دونوهو، الباحث الأقدم في علوم الاعصاب بجامعة براون، «ان البحث يمثل نجاحا رائعا.. اذ ان تطوير جهاز كهذا يفتح امكانات عظيمة للارتقاء بحياة المشلولين». وكان العلماء يحاولون لزمن طويل تجاوز مواضع الاعصاب المتضررة، بوضع الجسور بين الخلايا العصبية التي تتحكم بالحركة او النطق، وبين العضلات التي توجه الخلايا اشاراتها اليها. وبتطوير «توصيلة» بين الفكر والكومبيوتر، يأمل العلماء في مساعدة ما يقدر بنصف مليون مقعد لا يتمكنون البتة من تحريك عضلاتهم. وكانت نظم مماثلة قد زرعت داخل ادمغة القرود، طورتها فرق علمية مستقلة من جامعتي براون وديوك، قد مكنت هذه الحيوانات من التحكم بمؤشر شاشة الكومبيوتر وبالأطراف الروبوتية لها، عبر ارسال الافكار من بعد. \r\n * خدمة «لوس انجليس تايمز» خاص ب «الشرق الأوسط» واستخدم العلماء في الطريقة الجديدة 64 قطبا كهربائيا زرعت داخل قبعة وضعت على فروة او جلدة الرأس، للتنصت على طاقة الافكار وتستلم طاقتها المستهلكة، بهدف التعرف على مخططات الاشارات الكهربائية الطبيعية التي تتبدد عادة في الجمجمة. وقال جوناثان ولبو الباحث في علوم الاعصاب السريرية الذي امضى عشرة اعوام لتطوير الطريقة الجديدة مع الباحث في علم النفس دينيس ماكفارلاند ان «استخدام الاشارات التي تسجل من فروة الرأس، تمكن الانسان التعلم على التحكم بالحركة». واضاف ان «الانسان يمكنه تحقيق نجاحات كبيرة من حيث دقة التحكم وسرعته». \r\n ولم يتطلب أمر التقاط الاشارات المطلوبة الصادرة من الخلايا العصبية، اكثر من وضع الاقطاب الكهربائية حول منطقة استشعار الحركة في لحاء الدماغ. اما البرنامج الكومبيوتري فقد صمم للتكيف مع القدرات المتنامية للمرضى اثناء تعلمهم تحريك المؤشر. واختبرت الطريقة حتى الآن على ثلاثة رجال وامرأة واحدة . ويعاني اثنان من المتطوعين من اضرار في العمود الفقري وهما مقعدان الا انهما تمكنا بشكل افضل من الآخرين في تحقيق النجاح! ورغم هذا النجاح فان الطريقة تحتاج الى تدريب متواصل، كما يقول ولبو، يشرف عليه عالم متمرس. \r\n