\r\n ينبغي للرئيس بوش, بالطبع, ان يواصل السعي من اجل تحقيق هدفه في نشر الديمقراطية في الشرق الاوسط واجراء الانتخابات في العراق في موعدها المقرر في شهر كانون الثاني خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح. لكن من المهم ايضا ان يعمل الرئيس بهمة من اجل دفع قضية السلام بين الاسرائيليين والعرب. \r\n \r\n بالامكان السعي لتحقيق الاستقرار في العراق واحلال السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين في وقت واحد بل ان العمل على تحقيق الهدف الثاني يعزز فرص تحقيق الهدف الاول. فالطريق الى السلام لا تمر عبر القدس وحدها او عبر بغداد وحسب. فهذا افتراض خاطىء. انما تراها اليوم تمر عبر الاثنين معاً. \r\n \r\n ان ما يعرف باللجنة الرباعية التي تضم الولايات لمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة والتي تعمل منذ سنوات على وضع خارطة طريق لاحلال السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين تساند حل الدولتين الذي تسانده ايضا اغلبية واسعة من الفلسطينيين والاسرائليين. ولا شك ان الرئيس بوش يفضل هذا الهدف, كما اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي اريئيل شارون مساندته له على الرغم مما جاء على لسانه في شهر نيسان الماضي من ان الانسحاب الاسرائيلي من غزة يمكن ان يؤجل قيام دولة فلسطينية »لسنوات عديدة«. \r\n \r\n المتشددون وحدهم على الطرفين, والذين يمثلون العرب الذين يرفضون الاعتراف بحق اسرائيل في البقاء والاسرائيليين الذين يريدون الاحتفاظ بالاراضي المحتلة بدلاً من مقايضتها بالسلام المضمون, هم الذين يفضلون حل الدولة الواحدة. ولا يمكن لحل الدولة الواحدة الا ان يعني في نهاية المطاف نهاية اسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية, كما انه يقضي على آمال الفلسطينيين في دولة مستقلة خاصة بهم تعيش بسلام الى جانب اسرائيل. \r\n \r\n السؤال المهم الآن هو كيف يمكن الاستفادة من هذه الفرصة المتاحة لغرض التوصل الى حل الدولتين? وبالتحديد ما هي الخطوات التي ينبغي اتخاذها? ومن الذي يجب ان يتحرك?. \r\n \r\n اولاً, من الضروري استئناف المفاوضات. ومن اجل تحقيق هذا المطلب ينبغي لاسرائيل ان تحصل على شريك تفاوضي في الجانب الفلسطيني. ومن الافضل لهذا الشريك ان يأتي عبر انتخابات حرة. لقد حدد التاسع من كانون الثاني المقبل موعداً لاجراء الانتخابات, وعلى كل من يدعم قيام السلام بين اسرائيل والفلسطينيين ان يفعل كل ما في وسعه من اجل تحقيق اجراء تلك الانتخابات. \r\n \r\n وعلى المرشحين الفلسطينيين ان يدينوا صراحة وبدون اي لبس الارهاب واللجوء اليه كوسيلة لتحقيق اهداف سياسية. كما ان عليهم ان يدعوا مؤيديهم الى فعل الشيء نفسه.وعلى اولئك الفلسطينيين ان يلتزموا ببذل الجهود الطيبة والواضحة التي تهدف الى القضاء على الجماعات الارهابية التي تتخذ من اسرائيل هدفاً لنشاطاتها. \r\n \r\n بالمقابل, ينبغي لاسرائيل ان تعلن انها ستكون مستعدة فور انتخاب الشريك التفاوضي الفلسطيني لان تستأنف مفاوضات السلام الجادة بدون اشتراط ايقاف جميع النشاطات الارهابية مسبقاً لان اشتراط ايقاف اي عمل ارهابي مسبقاً لن يؤدي ببساطة الا الى تمكين الارهابيين انفسهم من منع استئناف مفاوضات السلام عن طريق ارتكاب الاعمال الارهابية. \r\n \r\n كذلك يتوجب على اسرائيل ان تفعل ما بوسعها لتشجيع حرية الحركة والوصول الى مقرات الاقتراع تحت ظروف آمنة لكي تساعد بذلك على انجاح الانتخابات المنتظرة. ومن الامور المشجعة اشارة اسرائيل الى انها ستسمح لجميع الفلسطينيين بالمشاركة في تلك الانتخابات سواء منهم الذين يعيشون في القدس او في اية منطقة اخرى. \r\n \r\n وينبغي للولايات المتحدة ان تتبنى بنفسها الشروط القطعية والمعبرة عن حسن النوايا لعملية استئناف الحوار كما ينبغي للولايات المتحدة ان تزيد من ضغطها على اسرائيل من اجل ايقاف جميع النشاطات الاستيطانية في الاراضي المحتلة اثناء الانتخابات الفلسطينية وخلال مدة استئناف مفاوضات السلام. كذلك ينبغي لواشنطن ان تفعل كل ما في وسعها لتشجيع الجانبين على استئناف المحادثات المفيدة. كما ان عليها ان تعمل, حيثما اقتضت الضرورة, كطرف مباشر مشارك في المحادثات وان تقوم بتقديم الاقتراحات, وتوفير الضمانات, وطرح الحلول الوسط. \r\n \r\n اخيراً, على الادارة الامريكية ان توضح لاسرائيل بما لا يقبل الشك بأنه في القوت الذي تعتبر فيه خطة شارون المقترحة للانسحاب من غزة مبادرة ايجابية, فانها لا يمكن ان تكون الخطوة الاولى في عملية من طرف واحد تقود الى اقامة كانتونات فلسطينية في الضفة الغربية. \r\n \r\n ليس بوسعنا, بالطبع, ان نحكم سلبياً على اية نتيجة نهائية تصل اليها المحادثات. لكن الخطة التي قدمها الرئيس بيل كلينتون ورئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود باراك في كامب ديفيد عام 2000 والتي رفضت من قبل ياسر عرفات يمكن ان تقدم نقطعة بداية جيدة للحوار. \r\n \r\n من المشجع ان نرى استجابة البيت الابيض السريعة للاحداث وخصوصاً عند وقف الرئيس بوش بعد اعادة انتخابه مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ليعلن انه يريد اقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام وامان الى جانب اسرائيل. وقد جاء على لسانه بالضبط:»انني انوي استخدام السنوات الاربع القادمة في انفاق رأسمال الولاياتالمتحدة على مثل هذه الدولة«. \r\n \r\n وفي الوقت الذي لا تستطيع فيه الولاياتالمتحدة ان تملي شروط السلام على اي من الجانبين, فانها تستطيع, بل يجب عليها ان تعمل بفاعلية على استئناف المفاوضات. فالآن هو وقت البدء بالتفاوض.0 \r\n \r\n عن»نيوريوك تايمس«