الهدف من هذه الملصقات، كسب الشيعة العرب الذين شعروا بالسخط في شهر أغسطس (اب) الماضي، حينما قتلت القوات الأميركية مئات من رجال الميليشيا التابعين لرجل الدين المتشدد مقتدى الصدر. \r\n ومع حملته المضادة للحصار الذي ضرب حول مدينة النجف، سعى أحمد الجلبي الذي ظل حتى شهر مايو (ايار) الماضي يتسلم مساعدات مالية منتظمة من إدارة الرئيس جورج بوش، الى أن يجرب حظه مع كلا الطرفين الشيعيين: الصدر وحركته من جانب والمرجعية الشيعية التي يقودها آية الله العظمى علي السيستاني من جانب آخر. \r\n والآن وبعد شهور على هذه التحالفات أصبح بإمكان الجلبي أن يتنافس في الانتخابات القادمة مع توفر حظ قوي له للفوز بمقعد في المجلس الوطني المنتخب الذي سيبلغ عدد أعضائه 275 شخصا. ومن المتوقع أن يختار هذا المجلس رئيس وزراء جديدا ومسؤولين آخرين من بين أعضائه ثم كتابة مسودة الدستور. أما الانتخابات لاختيار حكومة دائمة فستتم في نهاية عام 2005 . \r\n ويخوض الجلبي والصدر الان مفاوضات اللحظة الأخيرة مع الهيئة التي شكلها آية الله السيستاني لتقديم قائمة مشتركة تضم الأحزاب والأفراد المحسوبين على الشيعة للانتخابات القادمة. \r\n وجاء اسم الجلبي في الترتيب العاشر في القائمة المقترحة من قبل تلك الهيئة، وهذا ما يضمن له مقعدا في المجلس الوطني لانه من المتوقع أن يفوز هذا الائتلاف بعدد من المقاعد حسبما قال أحد المسؤولين الشيعة المشاركين في المفاوضات. \r\n لكن الجلبي والصدر تحديا ترتيب المرشحين وعدد المقاعد المخصصة للأحزاب الشيعية الأخرى، حسبما قال المسؤول نفسه، وهددا بتشكيل ائتلافهما الخاص. ومبادرة من هذا النوع ستضمن للجلبي مقعدا في المجلس بسبب شعبية الصدر الواسعة. \r\n انه طريق شاق الى السلطة محفوف بتقلبات مستمرة في حظوظ النجاح لرجل كان واسطة فعالة للبيت الأبيض لشن حرب مكلفة هنا. لكن الجلبي فقد الحظوة لدى إدارة بوش خلال فترة الاحتلال. ومنذ حدوث ذلك ظل الجلبي معاقبا من قبل الأميركيين والحكومة المؤقتة التي يرأسها اياد علاوي منافسه الأساسي على الزعامة منذ وقت طويل. \r\n لقد وجهت للجلبي اتهامات بالتجسس لصالح إيران والتعامل بالعملة المزيفة والمبالغة في تطهير الموظفين السابقين العاملين ضمن مؤسسات النظام السابق، وهذا ما آل إلى بروز مشاعر بين السنة العرب بأنهم مهمشون وهو ما ساعد على تغذية التمرد المسلح. \r\n يقول منتقدوه إن الجلبي الذي كان استاذا للرياضيات، هو مشعوذ ومراوغ تخلى بدون حياء عن صورته المعروفة عنه كرجل علماني، حينما أصبحت غير مناسبة له ليقوم بدلا من ذلك بتسويق نفسه وتعليبها بأوراق طائفية وأصولية. \r\n لكن الجلبي يصر على أن دوافعه محكومة أكثر برحابة صدر لا بروح وصولية مكيافيلية. وقال في هذا الخصوص «هذه ليست انتخابات حول الأحزاب، إنها انتخابات حول مسألة أساسية هي الدستور. كذلك هي حول إنشاء حواجز مضادة للطائفية وإلغاء السياسة الطائفية في العراق». \r\n وعلى الرغم من هذه الكلمات فإنه يضع نفسه بشكل واضح مع المؤسسة الشيعية هنا، أولا من خلال ترؤسه هيئة تهدف الى تطهير المؤسسات الحكومية من المسؤولين البعثيين السابقين الذين أغلبهم من أصول سنية عربية، ثم قيامه بتأسيس المجلس السياسي الشيعي الذي يتكون من 42 حزبا صغيرا وفردا ويشمل حزبه المعروف باسم المؤتمر الوطني العراقي. وقال مثال الآلوسي أحد المسؤولين السابقين في حزب الجلبي، الذي طرد منه في سبتمبر (ايلول) الماضي بعد ذهابه إلى إسرائيل: هو يعرف أنه بحاجة إليهم في الانتخابات، إنه بحاجة إليهم كجسر. ويحاول الجلبي اليوم الاستفادة من شعبية الصدر الناجمة عن موقفه المعادي للأميركيين. ويهدف تحالف الطرفين اليوم إلى انتراع أكبر ما يمكن من الهيئة الانتخابية التي نظمها آية الله السيستاني. ويرأس الهيئة العالم النووي حسين الشهرستاني وتتحدد مهمة الهيئة بتهيئة قائمة شيعية للانتخابات تكون جاهزة قبل حلول الموعد النهائي لتقديم القوائم المحدد بتاريخ 10 من الشهر الحالي. \r\n وقال الجلبي في داره ببغداد: إن تهمة حيازة نقود مزيفة اسقِطت عنه لانها لا تستند إلى أي أرضية وإن القاضي زهير المالكي الذي كان وراء صدور المذكرة بتفتيش داره في أغسطس (اب) الماضي هو نفسه تم إقصاؤه إلى محكمة أقل أهمية. وقال المالكي إن سبب تخفيض منصبه يعود إلى قضية الجلبي نفسها. \r\n \r\n * خدمة «نيويورك تايمز» \r\n