\r\n وتشير صورة الأمن الخاص بالشرق الأوسط بعد تقص استمر 20 شهرا أن العراق كان أقل تركيزا على الأسلحة البيولوجية والكيماوية خلال العقد الأخير مما هو الحال في مجال السعي للحاق بدول الجوار في مجال الأسلحة التقليدية ذات المدى القصير، والتي تتنافس إيران وسورية وإسرائيل ضمنه مع العراق. ولا يقبل انتشار الصواريخ الباليستية في الشرق أي تنافس معه في أي منطقة أخرى من العالم وهذا ما يخلق توازنا قلقا للقوة وفيه ظل صدام يحارب بإصرار لكن بدون نجاح كبير لتحويل الموازين لصالحه. وبرز التوتر لوحده في الأسبوع الماضي حينما أعلنت إيران أنها بدأت بإنتاج واسع لصاروخ متطور يدعى «شهاب 3» الذي يبلغ مداه 1300 كيلومتر، وهذا ما يجعله قادرا لتغطية كل إسرائيل ومعظم أجزاء السعودية. وتبع الإعلان عن هذا الصاروخ صدور مزاعم منظمة معارضة إيرانية تقول إن النظام يمتلك برنامج سريا آخر لتخصيب اليورانيوم، إضافة إلى إشارة كولن باول وزير الخارجية الأميركية من أن للولايات المتحدة أدلة غير مؤكدة من إيران تعمل على تكييف صواريخها كي تحمل قنابل نووية. \r\n لكن بينما يستمر التهديد المحتمل من استخدام أسلحة الدمار الشامل في كونه أكثر الأوراق الخطيرة في الشرق الأوسط، يرى الكثير من المحللين أن تضخيم إيران لقدراتها، هو مثلما كان الحال مع صدام، مستند إلى أسلحة تقليدية والهدف من ورائه هو تهديد الخصوم أكثر من إبادتهم. \r\n وقال مايكل دونوفان المحلل في مركز المعلومات الدفاعية بواشنطن «أظن أنه تهديد، لكنه ليس تهديدا ضمن أسلحة غير تقليدية. والإيرانيون مثل صدام وسورية وبلدان الشرق الأوسط الأخرى قد شخصوا الصواريخ الباليستية بأنها هي سلاح الدول الفقيرة الاستراتيجي». وتمتلك إسرائيل ومصر وسورية والسعودية واليمن والبحرين والإمارات العربية المتحدة صواريخ قادرة على نقل كميات كبيرة من المتفجرات إلى بلدان جارة لها، ومعظم هذه الدول تسعى لتطوير ترساناتها بالحصول على صواريخ ذات مدى أبعد وذات أنظمة توجيه أفضل وقدرة أكبر على حمل مواد متفجرة. وبدأت الأدلة التي راحت تظهر منذ وقوع الحرب ضد العراق على أن صدام حسين فهم هذا المبدأ، حاله حال غيره. \r\n \r\n * خدمة «لوس أنجليس تايمز» خاص ب «الشرق الأوسط»