\r\n سألت الرقيب إن كان قد عانى من الكآبة يوما فأجاب بالنفي، لكنه أضاف بسرعة «أعني أنني كنت حزينا لفترة ما لكنها لم تدم طويلا». \r\n حينما تم نقل وحدة سيمبسون من ألمانيا إلى العراق، تركت الدبابات خلف الجنود، وانتهى المطاف بالرقيب أن يتنقل في عربة «همفي» حول تكريت، بحثا عن الأسلحة المهربة وعن «الشباب السيئين». \r\n وقد علق بقوله إنه شعر بنفسه في ذلك الحين مثل شرطي أكثر منه جنديا. وفي أحدى أمسيات أبريل (نيسان) الماضي، كان سيمبسون يقود رتلا متقدما يتكون من أربع عربات، ضمن دورية عسكرية تعمل في تكريت، حين شاهد خلفه شاحنة عراقية وقد وقفت لسبب ما خلف الدورية تماما. حرك الرقيب يده في اشارة الى السائق يطلب منه التحرك. لكن السيارة ظلت متوقفة. كان ذلك أمرا غريبا. وأضاف سيمبسون يقول «كان هذا يعني أنهم لا يتعقبوننا، وحينما التفت احدق في المسافة الفاصلة بين بيتين عراقيين في البلدة، وجدت رجلا عراقيا يقف في الشارع، يحمل بيده مفتاحا من مفاتيح التحكم الخاص بالسيارات. وقد بدا الأمر شاذا، اذ لم تكن هناك أية سيارات في المنطقة السكنية بأكملها». \r\n كان سيمبسون قد أعلم بأن مفاتيح التحكم عن بعد الخاصة بالسيارات، يستعملها المتمردون لتنفيذ اعمال تفجير. قال «كنت أعلم آنذاك أن شيئا غير طبيعي يحدث. رفعت بندقيتي وصوبتها نحو الرجل بهدف اطلاق النار عليه، لكنه استبق اصابعي في الضغط على زناد بندقيتي وبادر الى الضغط على زر مفتاح التحكم الذي يمسك به». \r\n كانت ثمة قنبلة اخفيت في الطريق، انفجرت بقوة شديدة على بعد أمتار قليلة من أقدام سيمبسون. يقول سيمبسون «حينما شاهدت الانفجار، حاولت القفز إلى داخل عربة الهمفي التي اتخذت موقع الوسط للحماية. لكن كل شيء حدث بحركة بطيئة لا تزيد عن 15 ثانية. شاهدت شظايا معدنية وغبارا. كل شيء كان يتطاير حولي، وشعرت أنها تضربني في ساقيّ وظهري. وبالمعدن يحرق بشرتي في كل انحاء جسدي». \r\n أطلق سائق الهمفي النار على المهاجم الذي اختفى. كان سيمبسون آنذاك يعاني من ألم شديد. وقال «كان الألم قويا جعلني عاجزا حتى عن البكاء». \r\n انقطع الحبل الشوكي للرقيب نتيجة للانفجار. وقال إنه يتذكر نحيب وصراخ وبكاء عدد كبير من الجنود الجرحى. كذلك يتذكر سيمبسون الأسى العميق الذي كان المصابون في مستشفى بلاندستوهل، والذين هم من الجنود الذين اصيبوا اصابات بالغة، إذ لحق الشلل بعضهم بينما عانى البعض الآخر من أضرار اصابت الدماغ أو من جروح قاسية. \r\n سيمبسون متزوج من امرأة ألمانية اسمها شيرلي ويبر ولديهما طفلان. وهو يحاول أن يجلب أسرته إلى الولاياتالمتحدة، لكن التعقيدات كبيرة لتحقيق ذلك. يقول الرقيب المصاب «الانفصال عنهم هو أكثر الأمور إيلاما بالنسبة لي». \r\n كذلك فإن مشاعره تجاه الجيش حاليا باتت تحمل طابعا ملتبسا. فهو يقول «بالتأكيد أنا ما زلت اتمنى ان اتمكن من المشي ثانية والعودة إلى الجيش. هذا ما أحب القيام به». لغير انني حين سألته ما إذا كان ما يزال يحب الجيش بنفس الطريقة السابقة، توقف قليلا عن الكلام، ليعاود ثانية «ليس إلى درجة عالية. وهذا يعود بالدرجة الأولى إلى أننا كنا هناك بدون أن نعرف السبب. أنا سألت نفسي: ما هو هدفنا؟ ولحد هذا اليوم أنا ما زلت غير قادر لمعرفة هدفنا من وجودنا في العراق». \r\n وقال إنه قبل بما يجب عليه القيام به كجندي، وهذا يتمثل في القتال. إنه لا يشعر بمرارة من ذلك. لكنه يتمنى لو يعرف الهدف من خوضه الحرب هناك. \r\n \r\n *خدمة «نيويورك تايمز» \r\n