تتحرك هذه الاسراب حوالي مائة ميل في اليوم وهي تفترس المحاصيل الزراعية والمراعي في مناطق تعد الأفقر على الاطلاق على وجه الأرض‚ وإذا لم يتخذ اجراء سريع لمقاومة هذا الوباء الذي يعد الأسوأ منذ عشر سنين فإن حوالي 25% من المحاصيل الزراعية في غرب افريقيا سيتم فقدانها وهذا سيؤثر سلبيا على حياة ومعيشة 150 مليون انسان مع نهاية هذا العام‚ \r\n \r\n يعد الجراد أحد أكثر الحشرات تدميرا على وجه الأرض وهو قادر على أكل ما يساوي وزنه كل يوم‚ \r\n \r\n وإذا ما ربطنا شهية الجراد واعداده الضخمة التي تصل الى 60 مليون جرادة في الكيلومتر المربع او 160 مليون جرادة في الميل المربع الواحد فإن نتائج التدمير تبدو واضحة للعيان‚ \r\n \r\n نسبة مئوية بسيطة من سرب واحد للجراد يمكن ان تأكل من الطعام ما يكفي 2500 شخص ليوم واحد‚ في موريتانيا على سبيل المثال دمر الجراد حوالي نصف المحاصيل الزراعية وقبل أيام غزا سرب من الجراد العاصمة نواكشوط نفسها حارما اياها من اللون الأخضر‚ \r\n \r\n في هذا الشهر تبدأ دورة جديدة من التكاثر للجراد وإذا لم يتم رش اليرقات فإن اعداد الجراد ستتزايد بمقدار عشرة أضعاف‚ لدينا الآن حوالي اربعة اسابيع لمنع الجراد من ان يتضاعف ويبدأ بالتحرك نحو الشمال لغزو شمال افريقيا الواقع على البحر الأبيض المتوسط‚ وإذا ما تحركنا بسرعة فإن بامكان التكنولوجيا الحديثة مساعدتنا على مواجهة هذا التهديد وبامكان الأقمار الصناعية تتبع حركة الجراد وتزويدنا بأماكن تكاثره وبامكان المبيدات الكيماوية القضاء على اسراب الجراد خلال أيام قليلة‚ \r\n \r\n الخبراء العلميون يوجدون الآن على الأرض والقادة السياسيون في غرب افريقيا مستعدون للعمل ولكن ما ينقصهم هو المال‚ وكما يقول المثل «درهم وقاية خير من قنطار علاج»‚ \r\n \r\n في شهر مارس الماضي دعت منظمة الأغذية والزراعة الدولية الى توفير تسعة ملايين دولار من أجل قطع دابر الجراد ولكن هذه المناشدة وقعت على اذن صماء‚ الآن وباء الجراد انتشر مدمرا ما قيمته ملايين الدولارات من المحاصيل الزراعية واصبحت تكلفة مقاومته تصل الى 100 مليون دولار‚ \r\n \r\n ومع تكشف أبعاد مخاطر وباء الجراد وعدت الدول المانحة والأمم المتحدة بتوفير مبلغ 73 مليون دولار وما وصل فعليا من هذا المبلغ لا يزيد على 21 مليون دولار ونتيجة لهذا الشح في توافر الأموال تم رش 25% فقط من المساحات الموبوءة بالجراد‚ اما في المناطق التي لم ترش بعد فإن هناك جيلا جديدا من أفراخ الجراد ستفقس قريبا مما يعني الكثير من الدمار والخراب عبر مساحات شاسعة من افريقيا‚ \r\n \r\n ان الوقت ليس متأخرا للغاية وإذا ما وفرت الدول الغنية مبلغ 27 مليون دولار فإن بالإمكان رش الأراضي ووقف الجراد‚ ان مثل هذه المساعدات هي استثمار يوضع من أجل تجنب الحاجة لرصد مبالغ ضخمة للمساعدات التي ستقدم على شكل معونات غذائية من الأسرة الدولية‚ وبالنسبة للمزارعين في ولاية مثل كاليفورنيا فإن غزو الحشرات يعد مكلفا ولكنه يشكل أزمة يمكن محاصرتها‚ اما في افريقيا فانه يشكل خطرا داهما ليس على اسباب الرزق فقط وانما على الحياة نفسها‚ \r\n \r\n ان هناك آلاف الأسر من الأفقر في العالم والأكثر معاناة من الجوع تنظر الينا لنتحرك بسرعة وننقذهم من الكارثة التي ستحيق بهم إذا لم نتحرك‚ \r\n