\r\n وجهة النظر التي سادت في النهاية هي تلك التي تبناها روبرت بلاك ويل من مجلس الأمن القومي وهي ان اي هجوم يقوده الأميركيون سيصيب المزيد من العراقيين أكثر مما سيهدىء ويطمئن‚ ولم يكن هناك ما يشير الى قرب وقوع هجوم عسكري رئيسي قبل بداية الشتاء‚ \r\n \r\n مع مضي الوقت يبدأ الكثير من اللاعبين الرئيسيين بالتململ‚ مع بداية يوليو كان كولن باول وزير الخارجية يجادل بانه لم يعد مقبولا السماح لمدن مثل الفلوجة بان تبقى في ايدي المتمردين لتتحول الى مركز للارهابيين يستخدمونها كنقطة انطلاق لشن هجمات ارهابية في العراق ككل‚ \r\n \r\n منافس باول وهو رامسفيلد وزير الدفاع كان يتفق معه حول هذه النقطة ورامسفيلد لم يخف عدم رضاه عن عدم قيام المارينز بالاستيلاء على الفلوجة في ابريل عندما لاحت لهم الفرصة لذلك‚ \r\n \r\n ويبدو انه وخلال الأسابيع القليلة الماضية تزايد زخم المنادين «بالسيطرة على المدن في اسرع وقت ممكن»‚ فالاطفال يُنسفون في الشوارع‚ كان هناك احساس متنام بانه وفي الوقت الذي يمتعض فيه العراقيون من استعراض اميركا لعضلاتها‚ إلا انهم كانوا ممتعضين أكثر لعدم تمكنهم من التجول في الشوارع بأمان وسلام‚ \r\n \r\n والأكثر أهمية ان اياد علاوي رئيس الحكومة العراقية المؤقتة يؤيد مثل هذا التوجه‚ \r\n \r\n مسؤولو الإدارة الأميركية يبتسمون عندما يتحدثون عن علاوي كونه شخصا عدوانيا‚ علاوي يعتقد بل ويؤمن بانه يتوجب على حكومته فرض سيطرتها على الجميع وهو ما سيفعله‚ الآن تحرك الأميركيون والعراقيون وشنوا هجوما على سامراء وفرضوا سيطرتهم عليها‚ وذكر رامسفيلد ان ما حدث في سامراء هو نموذج لما سيحدث في مدن عراقية أخرى‚ \r\n \r\n قبل أيام سألت رامسفيلد كيف تم اتخاذ القرار باستعادة سامراء‚ هل من يقرر هم أناس مثل علاوي متى وأين سيحارب الأميركيون؟ \r\n \r\n رد رامسفيلد بالقول ان عملية اتخاذ القرار لا تأخذ هيكلية رسمية ولكنها في الأساس تأخذ شكل اجراء مشاورات تشارك فيها وزارة الخارجية عبر أناس مثل جون نغروبونتي السفير الأميركي في العراق واناس عسكريين مثل الجنرال جورج كيسي والجنرال توماس ميتش وعدد من المسؤولين العراقيين وبالطبع فإنها ايضا تتعلق وترتبط بانخراط أناس من الوزن الثقيل في واشنطن مثل باول ورامسفيلد وبوش‚ \r\n \r\n من الواضح من هذه الأحاديث ان ما يقال من ان علاوي طرطور هو مجرد نكتة‚ ان علاوي الشيعي استطاع عبر حنكته السياسية ان يحصل على دعم السنة لحكومته ويقول رامسفيلد ان الهدف هو اعطاء العراقيين الفرصة ليصنعوا بأنفسهم القرارات المتعلقة بهم «وأسوأ شيء يمكن ان نفعله هو ان نقيد ايديهم ونكمم أفواههم»‚ \r\n \r\n تقرير اين سيتم الذهاب في الخطوة القادمة يعتمد على مجموعة من الحسابات المعقدة‚ \r\n \r\n هل يوجد ما يكفي من القوات العراقية للاحتفاظ بأي مدينة تتم استعادتها؟ (بامكان القوات الأميركية استعادة المدن الموجودة في المناطق السنية ولكن القيام بلعب دور الشرطي هو قضية أخرى)‚ \r\n \r\n هل تمتلك المخابرات العراقية افضل المعلومات؟ وكيف يمكن لهجوم يشن هنا او هناك التأثير على مستقبل اجراء الانتخابات؟ \r\n \r\n من الواضح ان علاوي والأميركيين يختارون الأماكن التي يمكن ان يحققوا فيها الانتصارات‚ حاولنا معرفة هل ستكون الفلوجة الهدف المقبل ولكن استطاع رامسفيلد بلباقة تغيير الحديث حول نشر الأمن والاستقرار في بغداد‚ يقول رامسفيلد «إذا كنت لا تملك بغداد فإنك لا تملك العراق»‚ \r\n \r\n ان الانتخابات القادمة والمعارك التي ستشن من أجل المدن ستضع العراق اما على طريق الحياة العادية او تدفع به الى جحيم جديد‚ \r\n