وقد جاءت التقديرات في تقريرين سريين أعدا للرئيس بوش في يناير 2003 من قبل مجلس الاستخبارات القومي، وهي مجموعة مستقلة تقدم المشورة لمدير وكالة المخابرات المركزية. وتوقعت التقييمات ان غزوا للعراق تقوده الولاياتالمتحدة سيعزز دعم الإسلام السياسي ويؤدي الى انقسام عميق في المجتمع العراقي المعرض الى نزاع داخلي عنفي. \r\n وحذر احد التقريرين أيضا من تمرد محتمل ضد الحكومة العراقية الجديدة أو القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة، مشيرا الى أن عناصر من حكومة صدام حسين يمكن ان تعمل مع جماعات ارهابية موجودة أو تتصرف بصورة مستقلة لشن حرب عصابات، وفقا لما قاله المسؤولون. \r\n وفي الأسبوع الماضي وصف بوش من اعدوا التقريرين بانهم كانوا «يخمنون» بشأن المستقبل، على الرغم من أنه صحح وصفه هذا بالاشارة الى أنه كان «تقديرا» وليس «تخمينا». \r\n وقالت التقييمات، التي كان يقصد منها معالجة الدلالات الاقليمية والتحديات الداخلية التي يمكن ان يواجهها العراق بعد الاطاحة بصدام حسين، انه من غير المحتمل أن ينقسم العراق بعد غزو أميركي، ولكنها قالت ان هناك فرصة كبيرة لتورط جماعات داخلية في نزاع داخلي عنفي في ما بينها ما لم تمنعها قوات الاحتلال من القيام بذلك. \r\n وقد ادعى مسؤولون كبار في البيت الأبيض، بينهم كوندوليزا رايس مستشارة الأمن القومي، ان بعض التوقعات السابقة التي قدمها الى البيت البيض خبراء من خارجه حول ما يمكن أن يسير باتجاه خاطئ في العراق، بما في ذلك حدوث نزاع طائفي، لم تحدث في الواقع. ولكن الرئيس بوش اعترف ب «سوء تقدير» حول خطر التمرد الذي يمكن ان يندلع ضد الاحتلال الأميركي، رغم تأكيده أنه نتاج لسرعة الانتصار العسكري عام 2003 . وقد اوجز المسؤولون التقارير بعد أن اشار روبرت نوفاك في عمود له نشرته «واشنطن بوست» الاثنين الماضي الى أن مسؤولا استخباراتيا كبيرا كان قد قال ان البيت البيض أغفل التحذيرات من الوكالات الاستخباراتية من أن حربا في العراق يمكن أن تفاقم العداء لأميركا في العالم الإسلامي. وقال نوفاك إن الشخص المعني هو بول بيلر المسؤول في الاستخبارات القومية عن الشرق الأدنى وجنوب آسيا، وانتقده على ابداء ملاحظات قال عنها نوفاك انها انتقادية للادارة. ووصفت احدى الوثيقتين الاستخباريتين بناء الديمقراطية في العراق كعملية مديدة وصعبة ويمكن أن تكون مضطربة مع احتمال انحدار نحو الاستبداد، وهو النموذج السياسي التقليدي للعراق، وفقا لما قاله المسؤولون. \r\n وقال ثلاثة مسؤولين حكوميين من المطلعين على الوثيقتين، طالبين عدم الإشارة الى أسمائهم أو أسماء الجهات التي يعملون لديها، انه ما من احد منهم يرتبط بحملتي الرئيس بوش او السناتور جون كيري. ورفضوا الاستشهاد بنصوص من الوثيقتين مباشرة، لكنهم قالوا انهم يتحدثون لتقديم صورة دقيقة عن تحذيرات ما قبل الحرب. \r\n ويحظى بيلر، الذي يحتفظ بمنصبه منذ أكتوبر 2000، باحترام كبير داخل وكالة المخابرات المركزية، ولكنه ظل شخصية مثيرة للجدل داخل الادارة، وخصوصا داخل وزارة الدفاع، حيث كان كبار المدنيين الذين كانوا من بين المتحمسين للحرب في العراق يسخرون منه باعتباره مختلفا معهم الى حد كبير بشأن الخطر الذي كان صدام حسين يشكله. \r\n وقال متحدث باسم وكالة المخابرات المركزية يوم الاثنين الماضي ان بيلر لم يكن متيسرا للتعليق وان تعليقاته في اجتماع ويست كوست قد قيلت في اطار اشتراط عدم الاشارة الى الاسم. وقال مسؤول استخباراتي ان بيلر كان قد اشرف على إعداد مسودة الوثيقة، ولكن المسؤول اكد انها تعكس وجهات نظر 15 من الوكالات الاستخباراتية، بما فيها وكالة استخبارات الدفاع، ووكالة الأمن القومي، ومكتب الاستخبارات والأبحاث في وزارة الخارجية. \r\n وشبه مسؤول كبير في الادارة قرار بوش في التوجه الى الحرب بقرار مريض الموافقة على اجراء جراحة خطرة على الرغم من تحذير الأطباء له من انه يمكن أن تكون هناك آثار جانبية جدية. كما سعى البيت الأبيض الى التقليل من أهمية التقدير، حيث اشار بوش الى ان الوكالات الاستخباراتية وضعت «عدة سيناريوهات قالت ان الحياة يمكن أن تكون مؤلمة أو يمكن ان تكون على ما يرام أو يمكن ان تكون أفضل، ولم يكن ذلك سوى تخمين حول ما يمكن أن تكون عليه الظروف». \r\n \r\n * خدمة «نيويورك تايمز» \r\n