يقول مواطن أنغوشي «لقد تركنا منازلنا خوفا من انتقام الروس منا‚ لقد سمعنا عن قيام الروس بضرب الأنغوش في عاصمة اوسيتيا الشمالية‚ انني اخاف على ولدي‚ من الأفضل البقاء هنا لمدة اسبوعين الى ان تهدأ النفوس»‚أسبوعان هي بالتأكيد فترة تتسم بالتفاؤل المفرط‚ فهذه المنطقة معروف عنها الحزازات الدموية والتوترات العرقية والدينية وهي الآن عالية أكثر بين الروس الأرثوذوكس في أوسيتيا الشمالية وبين المسلمين في جمهورية أنغوشيا المجاورة‚‚اندلعت الحرب بين اوسيتيا والأنغوش في أواخر 1992 حول اراض متنازع عليها منذ قيام ستالين بعمليات ترحيل واسعة للمسلمين في هذه المنطقة في عام 1944‚ وقد أدت أحداث العنف القصيرة والعنيفة في نفس الوقت الى مقتل المئات وحرق آلاف المنازل ونزوح 30 ألف أنغوشي عن ديارهم مقابل 5 آلاف نازح روسي من اوسيتيا الشمالية‚‚وإذا ما عادت أجواء العنف من جديد فإن ذلك سيشكل تحديا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يحاول احتواء العنف والارهاب المنتشر في الشيشان والذي يتسرب عبر الحدود الى جمهوريات القوقاز الأخرى‚ وقراره الأخير بتقوية قبضته على التركيبة السياسية الروسية سيكون له تأثير قليل على الأغلب في تهدئة الأوضاع‚‚البعض يقول ان الهدف من حصار المدرسة في بيسلان كان اعادة اشعال فتيل الحرب والمساعدة على نشر القتال خارج حدود الشيشان وعبر القوقاز‚‚هناك توتر قائم فعليا الآن في اقليم اوسيتيا الجنوبية المؤيد لروسيا والمنفصل فعليا عن جورجيا‚ وهناك بوادر مواجهة عسكرية تلوح في الأفق في ذلك الاقليم مع السلطات الفيدرالية‚‚وخلال الحصار ركز التليفزيون الروسي على اظهار عائلة انغوشية قال ان ابنها كان من ضمن المهاجمين للمدرسة‚ كما أورد تصريحات نسبت الى أحمد زكاييف احد قادة التمردين الشيشان المقيمين في لندن يقول فيها انه كان هناك عدد من الأنغوش في صفوف المهاجمين‚‚تقول ليدا وهي مواطنة انغوشية تعيش في بلدة شيرمن الواقعة في شمال اوسيتيا الشمالية «نحن خائفون من انتقام الأوسيتيين ولذا طلبت من ابنائي المراهقين البقاء بعيدا عن المدرسة‚ لماذا يصر البعض على توجيه اللوم لنا‚ اننا خائفون جدا‚‚لقد فعلوا ذلك عن عمد من اجل التسبب بانقسام الطوائف وانقلابها على بعضها البعض‚ لقد جعلت الديمقراطية من الناس بشرا ذوي قلوب قاسية‚ انني أشعر بالخوف الشديد ونحن بحاجة لحراس أكثر»‚‚ويحاول الأوسيتيون ضبط النفس لأنهم يدركون جيدا ان الانتقام سهل ولكن إذا ما بدأ فلا يعرف أحد متى سينتهي‚ ويتخوف الكثيرون من حدوث مشاكل عندما يحتفل الأوسيتيون بالذكرى الأربعين لوفاة أحبائهم وهو تاريخ مهم في التقاليد الارثوذوكسية ونأمل أن تمر تلك الذكرى دون إراقة دماء جديدة قد تكون مقدمة لطوفان من الدم الذي سيراق لتفتح روح جديدة وحروب جديدة في القوقاز‚ \r\n