أريد أن أؤكد الحاجة لمزيد من التعزيز لتحالفنا مع الولاياتالمتحدة بغض النظر عن عزمنا على تسلم مزيد من المسئولية في مجال الدفاع عن أنفسنا... الاعتماد الدفاعي على النفس لا يتعارض أبداً مع التحالف الأميركي الكوري الجنوبي، بل هما أمران متكاملان». \r\n \r\n وتقوم الأجندة العسكرية الوطنية الكورية الجنوبية على تطوير قوات مسلحة قوامها 690 ألف جندي تفوق قدراتهم بفارق كبير، وبمعايير نسبة طبعاً، ما كان لدى البلاد في الحرب الكورية 1950 1953. \r\n \r\n ويقول العسكريون الكوريون الجنوبيون إن الوجود العسكري الأميركي لا يزال يمثل رادعاً فاعلاً ضد بيونغ يانغ وسيكون مصدراً كبيراً للعون في حال حدوث صدام شمالي جنوبي في شبه الجزيرة الكورية. غير أنهم في المقابل يؤمنون تماماً بأن كوريا الجنوبية قادرة على هزيمة أي هجوم شمالي بدون مساعدة أميركية. \r\n \r\n وهذا التوجه القوي نحو الاعتماد على النفس أخذ يصبح واضحاً منذ الثمانينيات حين بدأت سيئول سعيها لتطوير قدراتها العسكرية في ميادين كانت تعتمد فيها على الولاياتالمتحدة سابقاً. والمثال الحالي على هذا التحول هو امتلاك القوات الجوية لأربع طائرات «هوكر 800 إس.آي.جي» وأربع طائرات «هوكر 800 إس.إيه.آر» المخصصة كلها للعمليات الاستخبارية. \r\n \r\n ومؤخراً، وضمن برنامج واشنطن لإعادة توزيع قواتها، وافقت كوريا الجنوبية على تسلم المسئولية عن عدة مهام كانت مخصصة في السابق للقوات الأميركية. ومن بين هذه المهام قيادة «المنطقة الأمنية المشتركة» وقيادة عمليات مجابهة الاختراق البحري وعمليات زرع الألغام وعمليات البحرية والإنقاذ وقيادة خط الجبهة وعمليات مكافحة التسمم الجرثومي والكيماوي في الخطوط الخلفية وعمليات الشرطة العسكرية وقيادة حقول المناورات لأسلحة جو أرض. وينتظر أيضاً إضافة قيادة عمليات المدفعية المضادة إليها قريباً. \r\n \r\n جزء كبير من إعادة انتشار القوات الأميركية، ويأتي ضمن برنامج إعادة انتشار عالمي للقوات الأميركية، لم يتم التوصل لتفاصيله النهائية بعد. غير أن عدة تطورات أصبحت بادية منذ الآن: معظم القوات الأميركية سيعاد انتشارها بعيداً عن المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين والقوات الأميركية في كوريا الجنوبية ستصبح اكثر مرونة وأسرع حركة في العمليات الهجومية مع اكتساب دور يتجاوز شبه الجزيرة الكورية كما سيستمر تقليص حجم الجنود الاميركية الذي يبلغ تعدادهم الآن 37 ألف جندي تقريباً. \r\n \r\n قد ذكرت واشنطن في مايو 2003 انها تخطط لاستثمار حوالي 11 مليار دولار على مدى السنوات الثلاث التالية في حوالي 150 مشروعاً هدفها تعزيز الامن الكوري الجنوبي، وذلك في وجه منه لتخفيف المخاوف الكورية الجنوبية من هذه التغييرات المقبلة غير ان معظم هذا الانفاق له بعد اقليمي حيث يتضمن نشر طائرات في غوام ووضع ألوية سترايكر التابعة للجيش الاميركي في كوريا الجنوبية ونشر مروحيات أباتشي اي اتش 64 دي لونغبو الهجومية وأنظمة صواريخ باتريوت 3 (باك) المضادة للصواريخ وكلها تشكيلات يمكن نقلها من كوريا الجنوبية الى الخارج حين تقتضي الحاجة. \r\n \r\n واخذ يتضح التوجه لتوسيع المصالح العسكرية الكورية الجنوبية لأبعد من موضوع العداء مع كوريا الشمالية منذ اواخر الثمانينيات، وذلك عبر سلسلة من مشروعات المشتريات العسكرية ذات الابعاد الاقليمية، ففي مجال البحرية، تضمن ذلك شراء مدمرات من طراز «كي دي إكس 1/2» ثم مدمرة «إيجيس كي دي إكس» الضخمة والسفن البرمائية الضخمة «إل بي إكس» اما في القوات الجوية، فيتضمن ذلك مقاتلات «إف 16 سي/دي» والآن مقاتلات «إف 15 كي» المزودة بنظام «لينك 16» واخيراً طائرة نظام انذار مبكر محمول وطائرة صهريج للإمداد بالوقود جواً. \r\n \r\n يقول مصدر عسكري في سيئول: «من الواضح ان كوريا الجنوبية بدأت تتطلع الى دورها العسكري الاقليمي حيث تشير الحكومة الحالية الى قدرة دفاعية مستقلة وهذا ينعكس في أهداف التطوير العسكري الذي بدأته وزارة الدفاع، والذي يركز على القدرة الدفاعية بالاعتماد على النفس والاستقلال عن الولاياتالمتحدة، في مواجهة بيئة أمنية مستقبلية غير واضحة المعالم، يمكن ان تتضمن مصالحة مع كوريا الشمالية وتطوير تحالف أمني كوري جنوبي روسي». \r\n \r\n بعض المحللين، بمن فيهم اولئك في ادارة بوش، يرون ان الانفاق الدفاعي لكوريا الجنوبية غير كاف للوفاء بطموحاتها المحلية والاقليمية وهذا واضح في الميزانية العسكرية معبراً عنها بالنسبة المئوية في الناتج المحلي الاجمالي حيث هبطت من 6 في المئة عام 1980 الى 4,4 في المئة عام 1990 ثم 8,2 في المئة عام 2000 لتهبط اكثر الى 7,2 في المئة عام 2003. \r\n \r\n وتقول سيئول انها تنوي تدريجياً تعزيز هذه النسبة لتبلغ 2,3 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي. بلغت الموازنة العسكرية الكورية الجنوبية 18,16 مليار دولار هذا العام بارتفاع بلغ 1,8 في المئة عن العام السابق. ويتضمن هذا الرقم 38,5 مليارات دولار لتطوير القوات و 8,10 مليارات دولار للعمليات اي بارتفاع 8,9 في المئة و 3,7 في المئة بالترتيب. وتتضمن الفئة الأولى 550 مليون دولار للبحوث بزيادة بلغت 4,11 في المئة فيما شهدت الثانية ارتفاعاً قدره 4,5 في المئة في تكاليف الكوادر البشرية لتصل 83,6 مليارات دولار. \r\n \r\n وقد بلغ الانفاق على تطوير القوات هذا العام ما يتوزع بين 5,97 في المئة على برامج سابقة متواصلة و5,2 في المئة على برامج جديدة. ومن بين المشروعات الجديدة اول قمر صناعي عسكري مدني للاتصالات تملكه البلاد وانظمة قيادة وسيطرة واتصالات وكمبيوتر واستخبارات جديدة. \r\n \r\n \r\n وقد تقدمت وزارة الدفاع بموازنة عام 2005 لوزارة التخطيط والموازنة منذ يوليو الماضي طالبة 3,18 مليار دولار بزيادة بلغت نسبتها 4,13 في المئة عن موازنة العام الحالي. وتتضمن الموازنة الجديدة 2,6 مليارات دولار للمشتريات العسكرية بزيادة قدرها 16 في المئة و 1,12 ملياراً للعمليات بزيادة قدرها 1,12 في المئة. \r\n \r\n ومع التوجه نحو الاعتماد على النفس في القدرات الدفاعية، فإن اهم اهداف التحديث للجيش الكوري الجنوبي هو تعزيز قدرته النارية وتحسين قدرته الحركية واكتساب المزيد من القدرات في قواته. \r\n \r\n يبلغ قوام الجيش الكوري الجنوبي حالياً 560 ألف جندي، بينهم 140 ألف مجند يخدمون 26 شهراً. وينقسم الى 3 جيوش و 11 فيلقاً (ستقلص لاحقاً الى 9) وثلاث فرق مشاة ميكانيكية و19 فرقة مشاة ولوائي مشاة مستقلين وثلاثة ألوية مضادة للاختراق وسبعة ألوية من القوات الخاصة.وفي حالة التعبئة، فإن القوات الاحتياطية تصبح قوة تزيد على مليون جندي و 23 فرقة مشاة. \r\n \r\n ويعمل الجيش حالياً على تحديث كل انظمته البرية. اذ مع اخراج الاسلحة القديمة مثل دبابات ام 47 و ام 48 وادخال انظمة اكثر قدرة منها، يتوقع تقليص تعداد الجنود مع اعطاء الاولوية للنوعية على الكم.والى جانب حوالي ألف دبابة كي عيار 105 ملم، ينتظر الجيش الكوري نشر حوالي 320 دبابة كي اي 1 المسلحة بمدفعية عيار 120 ملم بحلول عام 2010. اما دبابات اكس كي 2وهي نسخة معدلة من الدبابة كي 1، فهي حاليا تحت التطوير. \r\n \r\n ومنذ عام 1990، يتسلم الجيش مدفعية هاوتزر كيه 9 ثاندر المحمولة التي طورتها شركة سامسونغ تيكوين، في جعل الجيش الكوري الثاني في العالم الذي يمتلك مدفعية هاوتزر محمولة عيار 52/155 ملم. وهذه المدفعية ستعمل بالتكامل مع مدفعية الهاوتزر المحمولة ام 109 الاميركية عيار 39/155 ملم التي انتجت منها سامسونغ 1040 قطعة بترخيص من منتجها الاميركي. \r\n \r\n وضمن عقد قيمته 624 مليون دولار اميركي مع الولاياتالمتحدة، تسلم الجيش الكوري 29 راجمة صواريخ «ام آر ك اس» و271 راجمة صواريخ «ام ال ار اسي 227 ملم» و111 نظام صواريخ تكتيكية «اي 1» بمدى يبلغ 300 كيلومتر. ويرى الان انتاج صواريخ 227 ملم في كوريا الجنوبية بترخيص اميركي منذ 2003. \r\n \r\n ويفيد تقرير كوري ان اكثر من 4 آلاف صاروخ ام ال آر اس سيجري نشره حتى 2005. تشكيلات المدفعية الكورية المجهزة براجمات الصواريخ هذه ستستلم تدريجيا مهام مقاومة المدفعية المعادية من الاميركيين كما ان نشر صواريخ أرض ارض اي سيمكن هذه الوحدات من اكتساب قدرة كبيرة على ضرب اهداف مهمة داخل كوريا الشمالية. \r\n \r\n كما ان اتفاق «السلاح مقابل الديون» الذي توصلت له كوريا الجنوبية مع روسيا قد ادى لتزايد الانظمة العسكرية الروسية العاملة في الجيش الكوري. وهذا يتضمن 31 دبابة تي 80 و33 عربة مشاة قتالية بي ام بي 3 المجنزرة و40 عربة مشاة مدرعة بي تي آر 80 المدولبة و50 صاروخاً كيه 115 وام 115 المضادة للدبابات وصواريخ ايفلا 1 اي المضادة للطيران المحمولة على الكتف كما اعلنت وزارة الدفاع في ديسمبر 2002 أنها ستحصل على المزيد من الاسلحة الروسية بينها دبابات تي 80 وعربات بي ام بي 3. \r\n \r\n وتتحرك القوات الجوية الكورية الجنوبية بسرعة لامتلاك «قوة جوية وفضائية متطورة» ذات قدرات عملياتية مستقلة تمكن سريعا من الرد على أي تهديد يواجهها خارج شبه الجزيرة الكورية. \r\n \r\n وتتضمن خطة المشتريات للقوات الجوية حاليا طائرة انذار مبكر محمول جوا وطائرة صهريج للامداد الجوي بالوقود واقمار صناعية للسيطرة ونظاما جديدا متكاملا للقيادة والسيطرة والاتصالات والكمبيوتر والاستخبارات (سي 4 آي) مما يشير الى جهود كوريا الجنوبية الهادفة لتحويل قواتها الجوية الى قوة استراتيجية. \r\n \r\n وتبعا للخطة الموضوعة «القوة الجوية رؤية 2025» فان للقوات الجوية خمسة اهداف رئيسية: \r\n \r\n تطوير قدرة متفوقة لادراك ميدان المعركة. \r\n \r\n قدرة آنية للقيادة والسيطرة لزيادة المرونة الاستراتيجية وسرعة الحركة ورد الفعل. \r\n \r\n قدرة الاشتباك الدقيق بحيث تتمكن القوات من اكتشاف وتقويم اهداف المعادية المهمة والاشباك معها بدقة افضل بكثير. \r\n \r\n قدرة الدعم اللوجستي والاسناد الميداني والواسع. \r\n \r\n زيادة القدرات القتالية للافراد عبر رفع مستوى التدريب. \r\n \r\n واضافة لشراء 39 مقاتلة اف 16 دي بلوك اشترتها كوريا الجنوبية مباشرة من الولاياتالمتحدة في الثمانينيات فانها انتجت محليا 120 مقاتلة «كي اف 16 سي/دي دبلوك 52» منذ عام 2000 وفي 1999 قررت انفاق 366 مليون دولار لانتاج 20 مقاتلة «كي اف 16» اضافية. \r\n \r\n وفي 2002 اختارت الحكومة المقاتلة «اف 15 كي» من بوينغ لتكون مقاتلتها من الجيل المقبل لقواتها الجوية، ويأتي هذا القرار نتيجة رغبة القوات المسلحة في امتلاك المزيد من القدرة على ضرب اهداف بعيدة لمواجهة كوريا الشمالية، وستشتري 40 مقاتلة اف 15 كيه وتدخلها الخدمة بحلول 2008. \r\n \r\n وحين لا تكون مقاتلات «كي ان 16» في الخدمة فانها تدخل مرحلة التطوير لتزويدها بنظام «لينك 16» لتبادل المعلومات، اما مقاتلات اف 15 كيه فستكون الوحيدة في القوات الجوية الكورية المزودة بنظام وصل رقمي مع اربعة انظمة انذار مبكر محمول جوا تخطط لشرائها بحلول 2011، كما ستتمكن هذه التعاملات من حمل مجموعة متنوعة جدا في الصوايخ جورجو وجوا حتى نجاح ذلك اسلحة تعمل في كل ظروف الطقس وقذائف لطلعات هجومية دقيقة على ارتفاع منخفض. \r\n \r\n اما المرحلة الثانية من برنامج المقاتلة اف 15 كيه، وهو الذي يشار اليه باسم البرنامج اف اكس، فسيبدأ بين 2008 و2009. يذكر ان القوات الجوية كانت قد طلبت في الاصل 120 اف 15 كيه غير ان العدو انخفض لاعتبارات مالية، ولهذا فإن الحكومة الكورية تستعد لصفقة ضخمة مقبلة لشراء مزيد من المقاتلات تتنافس عليها إف 15 كيه وإف 16 بلوث 60 ويوروفايتر تايغون ورافائيل في داسو. \r\n \r\n كما تشير مصادر محلية لاهتمام كوريا الجنوبية بالمقاتلة الأميركية جي إس إف التي لا تزال قيد التطوير، غير أنها قد استبعدت على الأغلب لأن البدء في انتاجها سيتأخر عن الموعد الذي ترغب فيه كوريا الجنوبية في الحصول على مقاتلات جديدة. \r\n \r\n وتتضمن البحرية الكورية الجنوبية 67 ألف عنصر و180 سفينة و70 طائرة موزعة على ثلاثة أساطيل وفرقتي مشاة بحرية ولواء واحد. \r\n \r\n وتتحرك خطط تطوير البحرية عموماً انطلاقاً من تزايد حجم القوات البحرية للدول المنافسة في شمال شرق آسيا، ورغم ان غواصات كوريا الشمالية لا تزال تمثل تهديداً بعض الشيء للأمن الكوري الجنوبي، فإن سلاح الجنوب البحري يتفوق بفارق كبير في النوعية على سلاح الشمال العتيق وسيئ الصيانة. \r\n \r\n وتعمل كوريا حالياً على تطوير قوة بحرية لأعالي البحار بخطط تتضمن نشر فئتين جديدتين من الغواصات وفئتين جديدتين من المدمرات وسفن هجوم برمائية. وتنظر سيئول إلى مسألة قوة بحرية مستقلة قادرة على حماية خطوط التجارة باعتبارها مسألة متزايدة في الأهمية لأمنها القومي لأنها تعتمد على الواردات للحصول على أكثر من 95 في المئة من حاجتها من الطاقة وتستوردها عبر البحر. \r\n \r\n كما ان اليابان تواصل بناء بحريتها وشراء مدمرات إيجيس الأميركية وأدى التطور السريع في البحريات الأخرى في المنطقة لتسريع عملية تطوير البحرية الكورية الجنوبية. وتتضمن الأسلحة الجديدة التي تعاقدت عليها هذه البحرية ثلاث فرقاطات «دي إكس» زنة 3900 طن وثلاث مدمرات «كي ديماكس 2» زنة 4500 طن، وتعتزم البحرية أيضاً بناء ثلاث مدمرات «إيجيس» جديدة بحلول عام 2012، وتقدر مصادر رسمية تكلفة هذه المشاريع الثلاثة بحوالي 5,2 مليار دولار. \r\n \r\n وقد أنكرت الحكومة بعض التقارير عن عزمها بناء قوة غواصات نووية، ومع ذلك فإن البحرية تعمل بجد على تعزيز قدرة غواصاتها حيث تعمل حالياً على بناء ثلاث غواصات بترخيص ألماني، وبعدها ستبدأ بإنتاج الجيل المقبل من غواصات «إس إس إكس» زنة 3500 طن محلياً. \r\n \r\n