\r\n اختباره الاكبر سيكون بعد نحو شهرين، حين تنتهي فترة المهلة وتكون الحكومة مدعوة لان تحسم في موضوع فك الارتباط السيناريو المعقول هو ان المناور شارون سيحشر حزب العمل في مفاوضات مطولة ويقرر ضمه فقط بعد ان يتبين بان بدونه لا توجد له اغلبية. وليس عبثا ان بيريز يطالب بقرار سريع. فالتأخير سيهين حزبه ومن شأنه ان يعزز المعارضين فيه للانضمام. \r\n \r\n وهؤلاء يقدمون حجتين لمعارضتهم: شارون ليس ذا مصداقية، واقتصاد نتانياهو شرير. مذهب نتانياهو قريب من جمهور «العمل» اكثر مما هو قريب من جمهور مؤيديه. تلطيف التقليص في المخصصات وبضعة عناصر اخرى من السياسة المتشددة ستحقق لعمير بيرتس على الفور ما يتطلع الى تحقيقه على مدى الايام، في أحلامه، حين تنهض جماهير المتمردين فتطرد العاق نتانياهو. المفاوضات ستغير «الاقتصاد الخنزيري» وتسوغه حلالا صافيا. \r\n \r\n شارون ليس ذا مصداقية؟ بالفعل، الرجل كذاب، ولكن هذه المرة كبل نفسه باصفاد حتى فنان النجاة لن ينجح في نزعها. فقد وعد بوش، وخاطر بمكانته في حزبه والان يحمل الحزب الى شفا الانشقاق. ليست كل هذه مناورات واحابيل لزعيم يتمسك بكرسيه، بل دليل على تغيير عميق طرأ عليه. شارون أفهم شارون بان الاحتلال المتواصل هو الخطر الاكبر على وجود اسرائيل، وان لم يكشف بعد كيف ترتسم في دماغه خريطة البلاد المقسمة. \r\n \r\n المؤشرات تدل على انها تشبه تماما الخريطة التي عرضها ايهود باراك كمخرج في المساومة مع الفلسطينيين: نحو 12 في المائة ضم. هذا هو تقريبا المجال الذي يحيطه مسار الجدار. في القطار المؤدي من قلب باريس الى مدينة سرسيل في الشمال نكل ستة حملة سكاكين بام شابة اعتقدوا انها يهودية. فقد قصوا شعرها ورسموا الصليب المعكوف على بطنها وفي فرارهم قلبوا عربة الرضيع. لم ينهض أحد للدفاع عنها، إذ دوما وفي كل مكان قلة هم الجسورون. \r\n \r\n المسافرون شهدوا ان اربعة من الزعران كانت لهم مسحة شرق أوسطية وللاثنين الآخرين، مظهر افريقي. المرأة ليست يهودية، ولكن يبدو ان (اللاسامية) في فرنسا موجودة في مرحلة من التطور يعرف بانه لا حاجة للمرء ان يكون يهوديا كي يصبح ضحية: انسان بلا حماية يعتبر يهوديا وعندها يكون المبرر بالتنكيل به. تقريبا مئة حدث من هذا النوع موثق وقع في فرنسا في نصف هذا العام، ولا ريب ان الذروة هذه تحققت لانه يسكن فيها سكان مسلمون هم الاكثر في القارة. \r\n \r\n مصاعب هؤلاء المهاجرين في الدولة التي اتسمت دوما بقدرتها على دمج المهاجرين هي جزء من مصاعب العالم الاسلامي في التكيف مع القيم الحديثة. يمكن التقدير بانه حين يعثر على الزعران سيتبين أنهم شبان مغتربين وغاضبين، ولكن لماذا نترجم احباطهم الى (اللاسامية)؟ الجواب مزدوج: المواجهة الاسرائيلية - الفلسطينية والهراء الذي تنشره وسائل الاعلام العربية. رد زعماء فرنسا على الحدث الاخير كان مثيرا للانطباع في حزمه. فهم يفهمون ان اللاسامية العنيفة عادت وتضع ديمقراطيتهم امام اختبار فشلت فيه قبل 60 عاما. \r\n \r\n \r\n يديعوت احرونوت