\r\n الاستثناء الوحيد كان هاري ترومان الذي كانت نسبة التأييد له في هذه المرحلة «39» بالمائة في عام 1948‚ ولكنه تمكن من الفوز بولاية رئاسية ثانية‚ \r\n \r\n يفضل المخططون الاستراتيجيون لبوش عدم اجراء اية مقارنات بين بوش وترومان الذي ألهم فوزه بولاية رئاسية ثانية عددا لا يحصى من المرشحين على مدى السنوات الماضية منذ عام 1948‚ \r\n \r\n لقد اظهر آخر استطلاع للرأي اجراه معهد غالوب ان نسبة التأييد لبوش هي 48%‚ ويعتبرها انصار بوش بانها دلالة على ان الانتخابات ستكون نتائجها متقاربة رغم انها أقل من نسبة ال 50%‚ \r\n \r\n لكن حتى الجمهوريين المخضرمين يشعرون بالقلق من نسبة التأييد لبوش في هذه المرحلة من الحملة الانتخابية‚ وقال دونالد ديفاين مسؤول كبير سابق في ادارة رونالد ريغان في الثمانينيات: اعتقد بان بوش سيواجه وقتا عصيبا فرغم انه يتولى منصب الرئاسة منذ حوالي اربع سنوات‚ وبالتالي معروف جيدا من قبل الجمهور الأميركي‚ الا ان اداءه ليس كما يجب ان يكون ولذلك سوف يضطر لتغيير بعض الأمور وربما يعمل على ابراز عدم وجود سابقة تاريخية لهذه الانتخابات لانها خاضعة لهيمنة الإرهاب والحرب وانعدام الثقة الاقتصادية‚ كما ان البلاد مشلولة حاليا اكثر من اي وقت مضى في الذكريات الغربية‚ \r\n \r\n اصدرت جامعة جورج واشنطن نتائج استطلاع للمعركة الانتخابية 2004‚ قالت فيه اذا كان التاريخ دليل استرشاد فان جون كيري المرشح الديمقراطي للرئاسة كان ينبغي ان يتقدم اكثر مستغلا الصعوبات التي يعاني منها الرئيس الحالي‚ \r\n \r\n لكن العديد من المحللين السياسيين غير مندهشين من عدم استغلال كيري لتراجع نسبة التأييد لبوش ويقولون ان معظم الناخبين الأميركيين لا يشعرون فعليا بانهم يعرفون كيري‚ \r\n \r\n ويبدو أن الاستطلاع الذي اجرته نيويورك تايمز اس‚ بي‚ اس‚ يؤكد هذا الاحساس‚ فرغم ان نسبة التأييد لبوش على أدائه كانت 42 بالمائة الا ان الاستطلاع اظهر ان 40 بالمائة لم تكن لديهم فكرة محددة عن كيري‚ \r\n \r\n ولكن المثير للقلق اكثر بالنسبة لكيري ان اكثر من نصف الاشخاص الذين استطلعت آراؤهم يعتقدون بان ملايين الدولارات التي أنفقها بوش على الاعلانات السلبية ضد كيري قد نجحت في مهمتها‚ \r\n \r\n ومن أجل ان يبطل مفعول هذه الدعاية السلبية ضده بدأت حملة كيري الانتخابية بث دعاية اعلانية تليفزيونية جديدة في نيو مكسيكو باعتبارها ساحة رئيسية في المعركة الانتخابية وتقول الدعاية: كيري زوج ووالد وطيار وصياد ولاعب هوكي ومحام متمرس في الدفاع عن الاطفال‚ وأمضى 19 عاما من العمل في لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي‚ \r\n \r\n هذه الدعاية كانت احدث المحاولات لتقديم كيرى وتعريف الأميركيين به قبيل المؤتمر القوي للحزب الديمقراطي الذي سيعقد في بوسط في أواخر شهر يوليو الحالي‚ بالنسبة لبوش توجد سابقة اخرى قد تنبئ بسوء طالع‚ وهي ان آخر الرؤساء الأميركيين الثلاثة بوش الاب وجيمي كارتر وجيرالد فورد كانت نسبة التأييد لهم أقل من 50 بالمائة في شهر يونيو من سنة الحملة الانتخابية لاعادة انتخابهم لولاية ثانية‚ وكلهم خسروا الانتخابات وعندما خسروا الانتخابات لم تكن النتائج متقاربة بل تعرضوا إلى هزيمة ساحقه‚ فقد خسر بوش الاب امام كلينتون بفارق ست نقاط في عام 1992‚ وخسر جيمي كارتر امام ريغان بفارق 10 نقاط في عام 1980‚ \r\n \r\n ان العناصر المجهولة في هذه الحملة الانتخابية تجعل آفاق بوش غير قابلة للتوقع‚ فحدوث عمل ارهابي من الآن وحتى شهر نوفمبر مثل العمل الإرهابي الذي سبق الانتخابات الاسبانية يمكن ان تشعل ردة فعل ضد بوش‚ من جهة أخرى‚ يميل الأميركيون إلى الاعتماد على رئيسهم في أوقات الأزمات الداخلية‚ وعليه فان آفاق اعادة انتخاب بوش غائمة بارقام ليست ايجابية بالنسبة للرؤساء الذين لم يفوزو ا ثانية وليست سلبية بالنسبة للذين فازوا بولاية ثانية‚ هذا ما قاله جيفرى جونز مدير التحرير في معهد غالوب الذي اجرى التحليل التاريخي‚ كما انه من المحتمل حدوث تطور ايجابي في الحرب العالمية على الإرهاب مثل القاء القبض على اسامة بن لادن وهذا سوف يعزز من مركز بوش‚ \r\n \r\n لكن حاليا‚ فإن الاخبار السارة بالنسبة لكيري انه يحرز تقدما في الانطباعات في أوساط الأميركيين بانه اكثر اهتماما بشؤونهم وبانه واحد منهم‚ واكثر قربا من بوش‚ \r\n \r\n ويمكن لكيرى ان يستمد بعض الارتياح من حقيقة انه في يونيو 1992 كان 44 بالمائة من الجمهور الأميركي ليست لديهم فكرة محددة عن بيل كلينتون‚ الا انه فاز في الانتخابات في نوفمبر بفارق 6 نقاط على منافسة الرئيس بوش الاب آنذاك‚ \r\n \r\n فايننشيال تايمز \r\n