\r\n وقال المرشح الديمقراطي للرئاسة جون كيري والمرشح لنيابته جون ادواردز، في مقابلتين أجريتا معهما وتنشرهما «الشرق الأوسط»، ان كل خطوة خطاها الرئيس بوش خرقت «القيم» الاميركية، باستثناء الحرب ضد الارهاب. وقالا انهما سيعملان على استعادة المصداقية والثقة في البيت الأبيض. \r\n وقال كيري في هذه المقابلة التي أجريت معه الجمعة وهو على متن طائرة خاصة في إطار حملته للانتخابات: «الحقيقة هي واحدة من أهم القيم الأميركية، وقد خرقتها ومزقتها هذه الإدارة. إن نظامهم الأخلاقي مشوه ولا يستند إلى الحقيقة». واعتبر كيري وادواردز أن الغضب الشعبي على ازدراء الحقيقة، وعلى الرئيس شخصيا، هو الذي جعل بعض مقدمي البرامج الساخرة والهزلية، في الاحتفال الذي أقامه الديمقراطيون يوم الخميس في نيويورك، يصفون الرئيس بأنه «مجرم رخيص» و«قاتل». وقال كيري: «يبدو أن بعض مقدمي البرامج الساخرة، قد تخطوا بعض الحدود، مما لا أراه أنا أو جون، أمرا سليما. لكننا لا نستطيع السيطرة عليه أو التحكم فيه. من الناحية الأخرى نحن نتفهم هذا الغضب، ونتفهم هذا التوتر والإحباط». \r\n ومن جانبه، قال جون إدواردز ان مثل هذا الهجوم الجارح وفيلم «فارنهايت 119» لمخرجه مايكل مور «يعبر عن مشاعر يحسها الناس فعلا. ونحن ممتنون أن بلادنا تسمح بالتعبير عن مثل هذه المشاعر». \r\n وفي مقابلات أجرياها منذ إعلان كيري عن نائبه يوم الثلاثاء، قال الثنائي الديمقراطي انهما واثقان من كسب المعركة الدائرة حول أي الحزبين يمثل قيم وأخلاق الأغلبية الأميركية بصورة أفضل. وقال كيري انهما سيخوضان المعركة وفق شروطهما، وليس وفق ما سمياه «قيم الجمهوريين، الصغيرة سياسيا، والمرتجلة، والشقاقية والمحدودة بالاعتبارات الانتخابية». \r\n وتعهد الثنائي الديمقراطي، في لحظات استرخاء على متن الطائرة تحررا فيها من ربطات العنق والأحذية، بأن يتفاديا الدعاية السلبية في هذه الانتخابات الرئاسية، وهو تعهد لا يثير سوى السخرية من الجمهوريين الذين يشيرون إلى أن المجموعات الديمقراطية المستقلة قد صرفت ملايين الدولارات على الدعاية المعادية شخصيا للرئيس بوش. وقال كيري: «نحن لم نقف على أرجلنا لنهاجم خصومنا بصورة شخصية». \r\n ولكن في بحر هذا الأسبوع فقط، وجه كيري اتهامات شخصية إلى بوش متهما إياه بالكذب والكسل المهني، وبأنه انتظر حتى وقت قريب من الانتخابات ليقدم صديقه كينيث لاي، المدير التنفيذي لشركة إنرون، إلى المحكمة، كما اتهمه «بالافتقار الى القيم» وحتى بأن شعره أسوأ من شعر كل من كيري وإدواردز. وقد طلب بعض مستشاري كيري منه بأن يخفف من هجومه الشخصي على بوش. \r\n وقال ستيف شميدت، المتحدث باسم حملة بوش الانتخابية، ان كيري يطلق هجمات سياسية لا أساس لها، ولا يقدم رؤية إيجابية لما يمكن أن تكون عليه البلاد. \r\n كان كيري واثقا تماما من نفسه أثناء المقابلة، وقويا في التعبير عن آرائه ومواقفه، بينما كان إدواردز، الذي كان يبدو أكثر إرهاقا إثر هذه الجولة الأولى من حملتهما المشتركة، متأدبا في حضرة كيري وغالبا ما ينتظره حتى يكمل إجابته ليدلي بعد ذلك بدلوه. \r\n وبينما شكك الجمهوريون في مقدرة إدواردز على قيادة البلاد وهي في حالة حرب، لأن خبرته في الحكم لا تتعدى ست سنوات، دافع كيري عن زميله وقال إنه أكثر كفاءة من بوش في إدارة البلاد في كل الظروف. وقال كيري: «لا تنشغلوا بهذا الجدل حول كم سنة قضى الشخص في هذا المنصب أو ذاك. فأنتم ترون أشخاصا في واشنطن قضوا 30 عاما في نفس المنصب، واكتسبوا ما تسمونه الخبرة، ولكنهم لم يحققوا شيئا، ولا يمثلون شيئا ولا يعرفون كيف يقاتلون. مقاييس القيادة بالنسبة للشخص هي شخصيته وقيمه وقدراته ومهاراته السياسية في العمل مع الآخرين وجذب الناس إلى القضية التي يعمل من أجلها». وسمى كيري ذلك ب «خاصية الحزم». \r\n ومع ذلك، فإن كيري نفسه كان قد تحدى تأهل إدواردز للقيادة خلال الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين عندما قال إن الوقت الحالي غير مناسب «للتدرب من خلال العمل» وسخر من صغر سن إدواردز الذي يبلغ الواحدة والخمسين من عمره، ولاحقا سأل مساعديه عن السبب الذي جعل إدواردز يظن أنه أصبح مؤهلا للرئاسة. وقال كيري مبررا: «أنا تحديت مستوى خبرتي أمام خبرته، وسأتحدى مستوى خبرتي أمام خبرة جورج بوش وديك تشيني. إنه تحد عادل ضمن سياق الانتخابات الأولية. لكن ذلك لا يعني أن إدواردز غير مؤهل لمواجهة جورج بوش». وأضاف كيري: «هل إدواردز يملك خبرة مثلي؟ لا. لكنني أخوض الانتخابات من أجل الرئاسة; بينما هو يخوضها من أجل منصب نائب الرئيس». \r\n وإدواردز، السناتور للفترة الأولى، قد عمل في لجنة مجلس الشيوخ لشؤون الاستخبارات لأكثر من خمسة أعوام لكنه لم يكن يأتي إلا نادرا إلى واشنطن منذ إطلاق حملته للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية سنة 2003، وقال إن عمله في قضايا الأمن القومي والإرهاب تؤهله لقيادة الجيش. \r\n ويخطط الاثنان لصياغة إطار الحوارات حول قضايا عديدة ابتداء من موضوع الحرب إلى الرفاهية كخيار للقيم الأميركية. وحسبما جاء على لسانهما، فإنه خيار حاد بين بوش الذي يفضل حسبما يقولان «الأسلوب الانفرادي في الخارج» و«يفضل الأغنياء داخل الولاياتالمتحدة»، ضد اللائحة الديمقراطية التي «تؤمن بالعمل عن كثب مع الحلفاء في الخارج» و«تبعد خفض الضرائب عن الأغنياء لمساعدة الجميع». \r\n وكان التحول الكبير في هذا الأسلوب الهادف لكسب عواطف الفئات الشعبية هو التركيز الكبير على قيم لائحة المرشَّحين الديمقراطية. وقال كيري «إنها في قلب حملتنا. إنها مركز ما هو أساسي بالنسبة لأميركا. إنه السبب وراء خوضنا الانتخابات معا». وأضاف قائلاً «معارك هذه الإدارة لا تمثل قيم أميركا باستثناء أمر واحد نحن نشترك فيه جميعا وهو عزيمتنا على هزم الإرهاب والوقوف في وجه ذلك الهجوم الذي وقع يوم 11 سبتمبر (ايلول)». \r\n وبخصوص العراق، قال كيري وإدواردز إن المعلومات الاستخباراتية الهزيلة التي استشهد بها الرئيس بوش لتبرير غزو العراق قد كلفت الولاياتالمتحدة أرواحا كثيرة ومليارات الدولارات وفقدان المكانة الدولية وبذلك يكونان قد أشارا إلى أن حرب العراق ستكون قضية مركزية بالنسبة لحملتهما الانتخابية الهادفة للوصول إلى البيت الأبيض. \r\n وقال كيري حول سياسة إدارة بوش في العراق، في الوقت الذي كان إدواردز جالسا الى جواره وراح يهز رأسه مؤيدا: «كانت (سياسة) خاطئة، وقد فقد جنود حياتهم بسبب خطئها. الأميركيون أنفقوا مليارات الدولارات لأن الإدارة كانت مخطئة. والحلفاء ليسوا معنا لأنها كانت على خطأ». أما إدواردز فقال: «في رأيي، ما قام به بوش بخصوص العراق قبل خوض الحرب والأكثر أهمية تخطيطه لكسب السلام هناك قد كلف أميركا كثيرا وجعل تكاليف تحقيق النجاح عالية جدا». \r\n \r\n * خدمة «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» خاص ب «الشرق الأوسط»