وقال المسؤول ان ما تعرفه أجهزة الاستخبارات الاميركية حتى الان هو ان «الترتيبات لهذا الهجوم يشرف عليها قياديون كبار في تنظيم القاعدة» بين الحدود الافغانية الباكستانية. ويأتي ذلك، فيما قال وزير الامن الداخلي الاميركي توم ريدج ان تنظيم القاعدة قد يعمد لشن هجوم واسع النطاق على الاراضي الاميركية بهدف تعطيل الانتخابات الرئاسية المرتقبة، مشيرا الى ان هذا التحذير يأتي بناء على معلومات استخباراتية تم جمعها خلال الاشهر الماضية. وقال مسؤول اميركي في ادارة بوش اول من امس، ان تقارير استخباراتية، يعتقد انها استندت الى التحقيق مع معتقلي تنظيم القاعدة، اشارت الى «محاولات لإلحاق آثار مدمرة» بالولاياتالمتحدة قبل انتخابات الرئاسة المرتقبة، وأوضح المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته، ان هذه المعلومات لا تشير على وجه التحديد الى بن لادن نفسه او تعليمات صادرة منه لشن هجوم، لكنها تشير الى ان التعليمات صادرة من قادة تنظيم «القاعدة». ويعتقد محللون ان دور بن لادن لا يزال غير معروف، اذ ليس هناك ما يشير الى انه يحاول لعب دور نشط في صياغة خطة الهجوم المشار اليها كما فعل في التخطيط لهجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001. وتابع المسؤول انه ثمة ادلة تشير الى ان بن لادن لا يزال على اتصال بأتباعه لحثهم على تنفيذ العمليات باسم شبكة «القاعدة»، واوضح «ما نعرفه بشأن احدث المعلومات تلك، انه تجري توجيهات من اعلى المستويات في تنظيم القاعدة. نعرف ان هذه القيادة تواصل العمل على طول منطقة الحدود بين افغانستان وباكستان». وكان اسامة بن لادن قد استخدم في السابق مجموعة من «الوسائل» لتوصيل رسائله الي افراد شبكته، غير انه يدرك محاولات الولاياتالمتحدة لمراقبة مكالماته، لذا استخدم بن لادن «وسطاء» لإبلاغ تعليماته الى اعوانه، كما اصدر بيانات تحتوي على تهديدات وتحريض. اضافة الى ان اتباع بن لان استخدموا الهواتف الخليوية ورسائل البريد الالكتروني لتوصيل توجيهاته الى الجهات المعنية. ومن ناحيته، حذر توم ريدج وزير الامن الداخلي الاميركي الاميركيين من احتمال ان تحاول «القاعدة» تنفيذ هجوم على نطاق واسع لتعطيل انتخابات الرئاسة في نوفمبر (تشرين الثاني) ولكنه لم يقدم تفصيلات. وقال ريدج ان هذا التحذير يقوم على معلومات مخابرات تم الحصول عليها من مصادر موثوق بها وتم جمعها على مدى الاشهر الماضية. واكد الوزير الاميركي ان المعلومات «موثوق بها» رغم انها تفتقر الى التحديد، وأضاف: ان فرص شن شبكة «القاعدة» هجوما داخل الولاياتالمتحدة باتت الآن اكبر مما كانت عليه في السابق، لكنه قال ايضا انه لا يوجد سبب يدعو الى رفع مستوى التأهب. وتابع ريدج، ان هناك معلومات تشير الى احتمال حدوث هجوم على الولاياتالمتحدة يحاول الارهابيون من خلاله «عرقلة العملية الديمقراطية»، في اشارة الى ان الغرض من الهجوم هو عرقلة المؤتمرات الحزبية وانتخابات الرئاسة المقرر اجراؤها في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وأضاف ان اجراءات امنية إضافية اتخذت مسبقا في اماكن انعقاد المؤتمرات الحزبية، رغم عدم وجود اشارة محددة الى انها اهداف لهجمات ارهابية محتملة. وذكر ريدج ايضا انهم يفتقرون الى معلومات محددة حول زمن او مكان او طريقة هذه الهجمات، لكنه اكد انهم يعملون مع وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي إيه) ومكتب المباحث الفيدرالي (اف بي آي) لمعرفة كل التفاصيل الممكنة. ونفى ما اثير حول محاولة ادارة بوش خلق «حالة الخوف بين الاميركيين» تصب في مصلحة الرئيس بوش قبل اربعة اشهر من انتخابات الرئاسة، ووصف ذلك بانه لا يعدو ان يكون «تفسيرا خاطئا»، مؤكدا ان وزارة الأمن الداخلي «تعتزم في واقع الامر وضع المعلومات التي حصلت عليها أمام الرأي العام». وعلى الرغم من عدم وجود معلومات محددة وواضحة، فإن ريدج اكد على عدم وجود «تخمينات او تصريحات مختلقة». وتابع ريدج ايضا انه وآخرين في دوائر الاستخبارات يعملون على تقويم المعلومات بصورة يومية وأن الوضع الأمني تحسن على المستويات كافة، مؤكدا انه سيتفقد بنفسه المواقع التي ستنعقد فيها مؤتمرات الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، حيث سيشرف قسم حماية كبار الشخصيات على الإجراءات الأمنية. ومن المقرر ان ينعقد مؤتمر الحزب الديمقراطي ببوسطن في «فليت سنتر» خلال الفترة من 26 حتى 29 من الشهر الجاري، فيما سينعقد مؤتمر الحزب الجمهوري بنيويورك في «ماديسون سكوايار غاردن» خلال الفترة من 30 اغسطس (آب) المقبل حتى 2 سبتمبر (ايلول). \r\n ورفض ريدج مناقشة أية تفاصيل حول الظروف التي قد تضطر ادارة الرئيس جورج بوش الى رفع حالة التأهب من مستواها الحالي، أي من ثاني أعلى مستوى (اللون الاصفر) الى حالة التأهب القصوى (اللون البرتقالي). وقال في معرض تفسيره لذلك، انهم لا يريدون ان يطلعوا الارهابيين على ما يدعو السلطات الى رفع مستوى التأهب الى الحالة القصوى. وكان كل من ريدج وروبرت ميللر، مدير ال«اف بي اي»، قد أطلعا نواب مجلس الشيوخ على الوضع الأمني قبل التصريحات التي ادلى بها ريدج للصحافيين اول من امس. \r\n وقال السيناتور بيل فريست، عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري وزعيم الاغلبية الجمهورية، ان جوهر عملية إطلاع النواب على الاوضاع الامنية خلال هذه الفترة قبل الانتخابات وإبان الحملة الانتخابية يأتي بسبب وجود مخاطر متزايدة بوقوع هجوم ارهابي على الولاياتالمتحدة، لكنه اشار الى ان طبيعة هذه المخاطر غير محددة. الى ذلك، قال عدد من المسؤولين ان ثمة «مؤشرات قوية» على ان شبكة «القاعدة» ربما توجه هجماتها الى اهداف كانت قد هاجمتها في وقت سابق، «بما في ذلك الاهداف التي نجحت في شن هجوم عليها والاهداف الاخرى التي لم تنجح في مهاجمتها». وظل مسؤولون في دوائر مكافحة الارهاب يتحدثون على مدى اسابيع عن قلقهم بسبب معلومات متواصلة تشير الى ان شبكة «القاعدة» تعتزم شن هجوم ارهابي كبير على اراضي الولاياتالمتحدة خلال العام الجاري، إلا انه لم تتضح حتى الوقت الذي ظهرت فيه هذه التصريحات ما اذا كان بن لادن وكبار مسؤوليه، مثل ايمن الظواهري، يشرفون على ترتيبات هذا الهجوم. وكان احد المسؤولين الاميركيين قد وصف المعلومات حول تهديدات «القاعدة» الجديدة لأميركا خلال نقاش جرى حولها، بأنها «مبهمة»، كما ان ثمة افتراض واسع النطاق داخل دوائر الاستخبارات بأن الاهداف السابقة، أي نيويورك وواشنطن ومطار لوس انجليس، لا تزال ذات قيمة رمزية لتنظيم «القاعدة». ولم ترد اشارة محددة الى المؤتمرات السياسية للحزبين الديمقراطي والجمهوري كأهداف لأي هجوم محتمل، إلا ان هذه المؤتمرات لا تزال مثار اهتمام لسلطات مكافحة الارهاب. وتأتي المعلومات الجديدة حول تهديدات «القاعدة» في وقت نجح فيه اعضاء الكونغرس الجمهوريون بصعوبة في وقف مساعي الديمقراطيين لمنع الحكومة الاميركية من المطالبة بسجلات من المكتبات العامة ومكتبات بيع الكتب حول بعض التحريات المتعلقة بالارهاب، وعلى الرغم من ان مساعي نواب الحزب الديمقراطي فشلت بفارق صوت واحد، فإنها تعكس الانقسام العميق حول قانون «مكافحة الارهاب الداخلي» الذي وقعه الرئيس بوش ويسمح للحكومة بالإطلاع على هذه السجلات. \r\n \r\n * خدمة «نيويورك تايمز» \r\n