\r\n اذا انتقلت عائلات غوش قطيف الى القدس مثلا فهل يعني ذلك ان القدس ستصبح مهجرا وغربة بالنسبة لهم؟اذا قبلنا بهذه الحبكة سيبقى عندنا مصطلح «الترانسفير» الدراماتيكي المستخدم، ويطرح تساؤل لماذا يستخدمه الآن أنصار ارض اسرائيل ويلجأون اليه. «الترانسفير» يعتبر في القاموس «نقلا لمجموعة سكانية كبيرة من منطقة الى اخرى على أساس عرقي أو قومي أو ديني»، هذا العمل لا يعتبر عملا مشروعا حسب القوانين الدولية. \r\n \r\n حسب كل المقاييس لا يمكن اعتبار قرار دولة سيادية بإعادة عدد من مواطنيها الذين أرسلتهم بنفسها الى منطقة اخرى في اطار سياسة معينة ترانسفيرا. وقد قرر رئيس المحكمة العليا في بيت ايل، موشيه لنداو، بأن «التجمع السكاني المدني يمكن ان يبقى في موقعه فقط اذا بقي الجيش الاسرائيلي مسيطرا على المنطقة المحددة التي يقيم فيها»، وعندما تنتهي هذه السيطرة سيحدد النظام الجديد على الارض مصير التجمع السكاني والتجمعات الاخرى المماثلة له. \r\n \r\n لماذا اذن يتمسك معارضو الاخلاء بمصطلح «الترانسفير»؟ بسبب تأثيره العاطفي على المعارضين. رئيس حركة موليدت، رحبعام زئيفي، هو الذي أحيا هذا المصطلح في حينه، لا بل وقد تبناه وأضفى عليه الشرعية. وقد قال خلال مقابلة عام 1993 مع مجلة «سفيفوت»: «ان أبا مصطلح الترانسفير هو عالم الاجتماع النرويجي بريتيوف نانسين الذي اقترح عام 1922 نقل اليونانيين من تركيا الى اليونان وبالعكس، وحظي في حينه بجائزة نوبل للسلام». \r\n \r\n زئيفي كان شغوفا بالاستناد الى الزعيم التشيكي يان مسريك الذي نقل ثلاثة ملايين ألماني غربا خارج حدود بلاده بعد الحرب العالمية الثانية. مذكرا بأنه كان انسانيا وعقلانيا من أنصار السلام وكان يرفض طرد الناس من منازلهم بالقوة. المستوطنون يصفون من خلال دعايتهم الكاذبة، نقل المواطنين من منطقة وضعتهم فيها الحكومة بصورة مؤقتة الى منطقة اخرى فيها مع تعويضات سخية من اجل مصلحة المواطنين كلهم بمن فيهم «المبعدين» سيصفونه بأنه «ترانسفير». \r\n \r\n هذا استخدام هزلي، ساخر، ولكن اللغة العبرية تتحمل منذ زمن القاموس الذي يفرضه عليها المستوطنون. بكلمات بسيطة جددت الصهيونية العلاقة بينها وبين أجيال يهودية متعاقبة - بالاستيطان وبناء البيت وزرع الشجرة - تحولت الى بالونات مليئة برياح دينية متعصبة وعمياء وعنيفة. في المستوطنات ترعرع جيل لا يعرف اسرائيل القديمة قبل عام 1967 ويعيش مع ظهره لاسرائيل الجديدة بمشكلاتها ومخاوفها. كل حياته وعالمه ينحصر بين بيوت «المستوطنة» وبين الحواجز والشوارع الالتفافية. \r\n \r\n اغلبية الجمهور في اسرائيل مستعدة لمشاطرة المستوطنين عزاء فقدان الحلم والبيوت شريطة ان ينضموا هم لطموح الشعب بالعيش في دولة سليمة وسيادية. اذا واصلوا الصراخ «ترانسفير» فلن يكون دمار بيوتهم هو الكارثة المقبلة التي سيتسببون بها وانما دمار هذا التطلع كله. \r\n \r\n \r\n عن «هآرتس» \r\n \r\n \r\n